القاهرة «القدس العربي»: كشف المهندس اشرف ثابت، نائب رئيس حزب النور السلفي في تصريحات خاصة ل«القدس العربي» اسباب الفشل المدوي للحزب في المرحلة الاولى للانتخابات البرلمانية في مصر، بما في ذلك بعض اهم معاقله مثل الاسكندرية ومطروح، فقال « ان هناك اسبابا عديدة في عدم نجاح الحزب منها عزوف الناخبين عن النزول ومن المؤكد ان جزءا كبيرا ممن عزفوا عن النزول يتعاطفون مع الحزب ومحبين له، كما ان استخدام المال السياسي بقوة كبيرة جدا على مرأى ومسمع من اجهزة الدولة وامام اللجان مباشرة كان له دور كبير في عدم نجاح الحزب، وايضا عمليات التربص الامني التي كانت تتم للمنتمين إلى حزب النور وكان يتم القبض على اى شخص ملتح امام اللجان حتى ولو كان يقف على مسافة بعيدة، بالاضافة إلى ذلك حملة التشويه الإعلامي الممنهجة والمنظمة في القنوات الفضائية الخاصة والعامة المملوكة للدولة وكذلك الصحف، وبالتالي ما حققه الحزب من نتائج واصوات حصل عليها بنسبة 30٪ اعتقد انها نسبة كبيرة ومجهود جيد للحزب ويثبت ان حزب النور لا زال اكبر الأحزاب في مصر». وأضاف « أن الحزب لا علاقة له بالقوائم الأخرى، فالحزب يهتم بالشأن الخاص به فقط، وفكرة انسحاب الحزب من المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية متروكة لقرار الهيئة العليا وهي من ستتخذ هذا القرار». ومن جهته أكد الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، أن هناك داخل الدولة من ينظرون إلى أعضاء حزب النور والدعوة السلفية على أنهم أعداء. وأشار في مداخلة هاتفية ببرنامج «صوت الناس» المذاع على قناة «المحور» ان «السيسي شهد فينا كلمة ولم ينقضها ولكن هو سابنا نُضرب وتشوه صورتنا» وتابع «برهامي»، قوله: «الرئيس السيسي قال هؤلاء يحبون بلادهم وأن احنا حزب سياسى له خلفية دينية متخذة من الدستور ومرجعها الأزهر»، موضحا أن مرجعيتهم فى الخلافات وفى أي شيء هو الأزهر، وأنهم ساعدوا فى عدم دخول البلاد إلى فوضى وحرب طائفية، مؤكدا أن ما يحدث الآن يشمت المتطرفين. وعن اتهامهم بالتخوين، قال نائب رئيس الدعوة السلفية» ان إعلام الإخوان موجه ضدنا توجيهًا هائلًا أمام الشباب المتدين عمومًا من خلال قنواتهم الفضائية مع الاستمرار دعوة الشباب إلى الانصراف عن الانتخابات، لافتًا إلى «وجود فئتين تريد أن توصل الشباب إلى اليأس الأولى هى فئة الجماعات المنحرفة التكفيرية التى تنتظر موجة ثورية تقضى على كل شىء والأخضر واليابس، متابعا «مهما حصل فينا فبلادنا أغلى عندنا». وأوضح برهامى أن الفئة الثانية هم العلمانيين والذين ولاءهم للغرب الذين يرغبون فى صبغة البلاد بصبغة غير دينها، والذى يوصل الشباب إلى اليأس. اما عباس محمد، عضو الهيئة العليا لحزب النور، فأعلن إن الهيئة ستدرس في اجتماع عاجل اليوم الخميس احتمال الانسحاب من الانتخابات، واكد في تصريحات صحافية أن كل الأمور مطروحة داخل حزب النور في الاجتماع الطارئ، بما فيها الانسحاب من العملية الانتخابية، وسيتم استطلاع رأي أعضاء الهيئة العليا للنور حول الانسحاب. وعلمت «القدس العربي» ان حالة من الذهول والصدمة مازالت تخيم على قيادات حزب النور بعد فشل اي من مرشحيه في الفوز في المرحلة الاولى من الانتخابات، وان كان متوقعا ان يدخل نحو أربعة وعشرين منهم انتخابات الاعادة بعد نحو اسبوعين. وقال مصدر مقرب من الحزب ل «القدس العربي» : هناك شعور عميق بالمرارة، تجاه النظام الذي تخلى عنهم على كافة المستويات، وخاصة من ناحية تركهم فريسة لحملات شرسة في الفضائيات المؤيدة للنظام خلال الاسابيع الماضية، وعندما اتصل قيادي في الحزب بأحد كبار مساعدي الرئيس عبد الفتاح السيسي للتدخل لوقف الحملات ضدهم، قيل له «هذه آراء الإعلاميين الشخصية وليست آراء النظام، وتستطيعون الرد على من يهاجمونكم او حتى مقاضاتهم، لا شأن لنا بهذا الموضوع». وقد اعترف صلاح عبدالمعبود، المتحدث باسم حزب النور، بالخسائر التي تكبدها الحزب حتى الآن، قائلا في رسالة لشباب النور: «لا تنزعجوا»، وكتب عبدالمعبود، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «يا شباب النور.. لا تنزعجوا، فالله عنده الخير، لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا.. حزب النور وضوح وطموح»، وقال رجب عبد الستار القيادي بحزب النور، موجها رسالته للقواعد الداخلية للحزب بعد انتهاء المرحلة الأولى من الانتخابات: «أخي وأختي في حزب النور لا تحسبن وقوفك وحدك في مواجهة الساعين لمحو هوية الدولة الإسلامية أمراً هينا عند الله». فيما قال محمود إسماعيل، القيادى في حزب النور: «محدش يا شباب يكون زعلان، مبارك 30 سنة ومعرفش يحل مشاكل البلد والشعب شاله، والتيار الإسلامي تصدر المشهد بسرعة واخطا والشعب حملوه فساد وخراب 60 سنة فالشعب أيضا شاله، والآن من يريد تصدر المشهد فليتصدره ويكون في المقدمة ويقدم لنا نفسه ويتحمل مشاكل 60 سنة». كما سخر عاصم عبد الماجد، القيادي في الجماعة الإسلامية من نتائج حزب النور، وكتب على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: «شكرا للشباب السلفي، حزب النور انهار انهيارا كاملا، مدرسة الخيانة احترقت.. خيانة وربي يولع فيها». وقال مراقبون إن خسارة «النور» تحمل دلالات كثيرة، أبرزها أن الحزب سقط سقوطا مروعا في الشارع المصري، بعد أن خسر «السقط واللقط»، جراء تأييده للنظام الحالي، إذ فقد سمعته، وشعبيته، حتى لم يعد يصلح ذراعا لأحد، لا للرئيس عبد الفتاح السيسي، ولا للسعودية التي كانت بعض دوائرها الدينية تتعاطف معه. وقال الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، خلال اتصال هاتفي بفضائية «الحياة»، «إن المناخ العام الذي يحيط بالعملية الانتخابية لا توجد فيه حيادية أو نزاهة»، وتابع: «كان هناك هجوم حادة وغير مبرر على حزب النور من كل وسائل الإعلام تقريباً وبعض وسائل المملوكة للدولة وبعض الجرائد القومية، وتم هذا الهجوم حتى أثناء فترة الصمت الانتخابى». وأضاف «أن الإعلام كان يعمل على تخويف المواطنين من الحزب»، وتابع: «الحزب لا يتبنى العنف مطلقاً ويقف إلى جانب الدولة المصرية وشاركنا في كل استحقاقات خريطة الطريق.. كنا نتمنى أن تتم الانتخابات في جو من الحيادية التامة على خلاف ما عشناه». بينما انتقد طارق محمود، الأمين العام لائتلاف دعم صندوق تحيا مصر، في بيان له، التصريحات التي أدلى بها رئيس حزب النور يونس مخيون والتي زعم فيها أن الانتخابات لم تكن نزيهة وحيادية، واعتبر أن تلك التصريحات تمثل إهانة صريحة للسلطة القضائية المشرفة على انتخابات مجلس النواب ويضع الحزب تحت طائلة المساءلة القانونية، وأضاف «أن الشعب المصري لقن حزب النور درسا لن ينساه وأعادوه إلى حجمه الذي يستحقه رغم ارتكاب حزب النور للعديد من المخالفات الانتخابية من تقديم رشاوى للنخابين، والنقل الجماعي لهم وتوجيههم خارج اللجان وخرق الصمت الانتخابي واستغلال الأطفال في الدعاية لمرشحيهم. « وأكد أن تلك الانتخابات كشفت الوجه القبيح لحزب النور الذي سرعان ما ظهر بعد سقوطهم المدوي في انتخابات المرحلة الأولى لمجلس النواب ولفظ الشعب المصري لهذا الحزب المتطرف. وقال مصطفي بكري عضو قائمة «في حب مصر»، في مداخلة هاتفية بفضائية «المحور»، «إن القضاة كانوا نموذجا للحياد والنزاهة في إدارتهم للعملية الانتخابية». وأضاف «أن قائمة في حب مصر فازت باكتساح في الصعيد بنسبة أكثر من 50٪، كما أنها فازت أيضا في غرب الدلتا بنسبة أكثر من 50٪»، كما أشار إلي أن الإقبال في الانتخابات البرلمانية كان غير مرضي على الإطلاق، موضحا أن الظروف التي أجريت خلالها الانتخابات أدت إلى ضعف الإقبال بنسبة كبيرة.