قال الشيخ ياسر برهامي، القيادي البارز بالدعوة السلفية، إنه تم التوافق مع جماعة "الإخوان المسلمين"، في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، أن تدعم الدعوة السلفية وحزب النور الدكتور محمد مرسي مقابل شراكة وطنية حقيقية. وأشار برهامي، خلال حوار مع برنامج "الحياة اليوم" المذاع على فضائية "الحياة"، إلى أن الإخوان لم يفوا بعهودهم بهذا الشأن رغم ثنائهم الشديد على دور التيار السلفي، في دعم مرسي للفوز بانتخابات الرئاسة. وأوضح أنه تم التوافق مع الإخوان على تشكيل حكومة وحدة وطنية من جميع التيارات السياسية ولكن حزب الحرية والعدالة لم يحقق ذلك وأما اختيار الوزراء والمحافظين والقيادات السياسية المختلفة بالبلاد، منتمين إما للإخوان أو لا ينتمون للقوى السياسية الأخرى ويصبحون منتمين لمن اختارهم. ولفت إلى أن مبادرة النور تم بلورتها بعيدًا عن الجبهة الوطنية للإنقاذ، نافيًا أن يكون هناك تحالفا بين حزب النور والجبهة وإنما هناك اتفاق بعدة نقاط حول سبل الخروج من الأزمة السياسية التي تعيشها مصر. وأشار إلى أن هناك اختلافا في المواقف بين النور والجبهة لأن الأول مصمم على استمرار الرئيس حتى نهاية فترته الرئاسية وعلى إجراء الاستحقاق الانتخابي في موعده ولكن بشروط تضمن نزاهة هذه الانتخابات وشفافيتها. وعن الفوارق بين إدارة عماد عبد الغفور للنور ويونس مخيون، قال برهامي، إن قاعدة الشورى "وأمرهم شورى بينهم"، أكثر وضوحًا في ظل إدارة مخيون الذي لا يتخذ قرار بشكل منفردًا، نافيًا أن يكون هناك تغيير جوهري في التعامل مع الحرية والعدالة في ظل إدارة عبد الغفور عن إدارة مخيون. وحول ما يثار عن دور للمهندس خيرت الشاطر في انقسام حزب النور، أضاف برهامي: "ليس لدي معلومات بهذا الشأن ولكن ما أعلمه أن النور كان بداخله خلافات وأن من أقنع عبد الغفور بالانفصال عن النور وتكوين الوطن أصوات من الداخل وأخرى من الخارج"، مشيرا إلى أن أصوات الخارج وفقًا لتحالفات "الوطن" لها جذور إخوانية. وشدد على أنه في حالة فوز النور في انتخابات مجلس النواب فإنه سيسعى لتشكيل حكومة موسعة من جميع الفصائل الوطنية على اختلاف انتمائها السياسي محكومة في إطار الشريعة الإسلامية، مؤكدا أن الأداء السياسي للرئاسة والإخوان وحكومة قنديل سيؤثر سلبًا على الحرية والعدالة في الانتخابات المقبلة. وبشأن مدى تأثر المشروع الإسلامي بالأداء السلبي لهذه الأطراف، أضاف: "أعتقد أن وجود رئيس ذو خلفية إسلامية سيخفض من التأثير السلبي على المشروع الإسلامي، إلا أننا لا ننكر أن المشروع سيتأثر ولذلك فإننا ندعو إلى أن تكون المسئولية جماعية بمشاركة كل الأطراف". ولفت برهامي، إلى أن انسحاب عدد من قيادات الدعوة السلفية، و"النور" من الجبهة الشرعية، يرجع لمواقف الجبهة الشرعية نفسها، موضحًا أنه عند تشكيل الجبهة الشرعية كان الهدف منها أن تكون هيئة تجمع كل المكونات السلفية والتنسيق فيما بينها حول المواقف المختلفة. وتابع: "لكن مواقف الهيئة الشرعية كانت مؤلمة تمثل أولها عندما قامت الهيئة بإعلان دعمها للدكتور محمد مرسي في الجولة الأولى قبل القيام بدورها في التنسيق بين المكونات السلفية"، مشيرا إلى أن الهيئة السلفية هاجمت حزب النور بعنف بعد مبادرته الأخيرة والتي اختلفت مع فكر الإخوان المسلمين وكذلك إعلان الهيئة أنه اطلعت على أسباب إقالة خالد علم الدين مستشار الرئيس السابق لشؤون البيئة وأنها متفهمة لقرار الرئيس. ونوه برهامي إلى أنه استقال من الهيئة الشرعية لهيمنة المهندس خيرت الشاطر الرجل الحديدي بجماعة "الإخوان المسلمين"، عليها على حد قوله مشيرا إلى أن الشاطر يعتبر الرجل النافذ بالهيئة وأن مواقفها السياسية تؤكد ذلك وأن المواقف متطابقة بين الجانبين بشكل يضع علامات استفهام كبيرة. وأضاف: "خلافنا مع جماعة الإخوان المسلمين بفروعها المختلفة الرئاسة والحرية والعدالة"، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية لا يعتبر رئيسًا للشعب المصري كله والدليل على ذلك قراراته وعدم وفاؤه بتشكيل حكومة وطنية وبناء شراكة وطنية حقيقية بين مختلف الفصائل السياسية، على حد تعبيره. واختتم برهامي حواره بالتأكيد على أنه كان يتمنى أن يكون أداء الدكتور مرسي أفضل من ذلك، مشددًا على أنه في حالة فوز "النور" بالأغلبية فإنه لن ينفرد بتشكيل الحكومة وإنما سيشكل حكومة ائتلافية من كافة القوى السياسية.