على مدار ثلاثين عاما والشعب يحفظ عن ظهر قلب من جيل إلى آخر أن مبارك هو صاحب الضربة الجوية الأولى في حر ب أكتوبر والتي قضت على العدو تماما ولولاها لما انتصرنا أبدا وهى نفس الضربة التي أذل بها مبارك الشعب و" طلع عينهم " وحصل على ثمن هذه الضربة عدة مليارات يعجز العالم عن عدها الآن له ولأبنائه وأحفاده حتى الحفيد السابع عشر على أقل تقدير . لذا كان يجب علينا بعد اتهام مبارك وانتظاره المحاكمة التي قد تصل في بعض القضايا إلى الإعدام والأخرى إلى الأشغال الشاقة المؤبدة وفق تصريحات المستشار "زكريا شلش "رئيس محكمة استئناف القاهرة وقاضى الجنايات,علينا أن نتساءل أين كان وقت حرب أكتوبر يجيب اللواء طيار محمد عكاشة أحد قادة حرب أكتوبر الجوية على هذا السؤال قائلا نتيجة خلافات متراكمة بين قائد القوات الجوية في ذلك الوقت الفريق مدكور أبو العز وبين وزير الدفاع الفريق أول محمد فوزي قرر الرئيس جمال عبد الناصر عزل قائد القوات الجوية الفريق مدكور أبو العز وإحالة 19 من قادة القوات الجوية إلى المعاش وتعيين ضابط برتبة اقل من وزير الدفاع في هذا المنصب، فتولى العميد مصطفى الحناوي قيادة القوات الجوية وتولى العميد علي بغدادي رئاسة الأركان. ونتيجة لهذه المصادفة البحتة أصبح مبارك رقم 3 في القوات الجوية بعد أن كان رقم 22 وتولى في أكتوبر 1967 إدارة الكلية الجوية نتيجة جهوده المعروفة في الانضباط . في هذا الوقت كان مطلوبا من الكلية الجوية تخريج عدد كبير من الطيارين نتيجة العجز المتراكم منذ سنوات، كما أن مقر الكلية نُقل من بلبيس إلى ثلاث مقرات بديلة في إمبابة والمنيا ومرسى مطروح بعيدا عن الجبهة . وفي هذا الوقت الحرج قام العميد حسني مبارك بدور هائل في إدارة الكلية من ثلاث مواقع فضلا عن التدريب المتواصل لتخريج الدفعات في اقصر وقت ممكن. وفي مايو 1969 عُين العميد طيار محمد حسني مبارك رئيسا لأركان حرب القوات الجوية ليصبح الرجل المسئول عن العمليات طوال حرب الاستنزاف حيث لعب دورا جيدا جدا وسط الطيارين دعما وتشجيعا ومناقشة في نتائج الطلعات. وحول رأيه في أن مبارك هو صاحب الفضل الأول فى هذه الحرب. يؤكد على أن بداية حرب أكتوبر 73 في رأيه ليست من أروع حروب التاريخ ولكنها بالفعل أروع وأعظم حرب في التاريخ ، لعدة أسباب علمية أولا: فقد دخلنا المعركة في ظل تفوق إسرائيلي واضح في السلاح والتكنولوجيا ففي الوقت الذي كانت تمتلك فيه قوات العدو آخر ما أنتجته العقول في الولاياتالمتحدة وفرنسا كنا نعاني من المعدات السوفيتية العتيقة. ثانيا: القوات الإسرائيلية متحصنة بأقوى خط دفاعي عرفه التاريخ (خط بارليف) المكون من 35 نقطة حصينة بطول القناة عبارة عن قلعة لا يمكن اختراقها. هذا الخط قال عنه الخبراء السوفييت انه لا يمكن اختراقه إلا بقنبلة ذرية. ثالثا: هناك أيضا أصعب مانع مائي في العالم وهو قناة السويس. رابعا: إسرائيل دولة نووية. خامسا: إسرائيل تتلقى دعما أمريكيا مفتوحا. لكن الإنسان المصري هو الذي تغلب على كل هذه الصعاب بأفكار مدهشة وعبقرية.. وهو نفسه الذي خاض هذه الحرب جنديا وقائدا ومدنيا أيضا. وفي مايو 1969 عُين العميد طيار محمد حسني مبارك رئيسا لأركان حرب القوات الجوية ليصبح الرجل المسئول عن العمليات طوال حرب الاستنزاف حيث لعب دورا جيدا جدا وسط الطيارين دعما وتشجيعا ومناقشة في نتائج الطلعات. ويضيف عكاشة بعد كل هذا لا يمكننا اختزال هذه المعزوفة السيمفونية في قرار او في ضربة جوية لأن هذا مجهود مئات الألوف ولا يمكننا حتى ان نقول ان فلانا هو الذي أدى اكبر أو أفضل دور. حينما نقول إن حرب أكتوبر هي الضربة الجوية الأولى فنحن بذلك نسطح الأمور جدا ونظلم حرب أكتوبر التي هي أعظم واكبر شأنا من مجرد ضربة جوية أولى. حسنى مبارك قام بأعمال جيدة ولاشك لكن أخطاءه العسكرية كانت فادحة ايضا وان كان هذا ليس الوقت المناسب للحديث عنها. والضربة الجوية الأولى لم تكن من تصميم او تخطيط حسني مبارك وإنما قام بالتخطيط لها فرع العمليات بأكمله برئاسة اللواء طيار محمد شبانه رحمه الله. والإعلام الساذج الخبيث نفسه حينما يتحدث عن الضربة الجوية الأولى فهو ينسب الفضل إلى غير أهله ويتناسى جهود جنود عظام فالضربة الجوية الأولى قام بها 6 آلاف فرد بينهم 200 طيار و500 مهندس و5000 ميكانيكي ، وهناك من قام بأضعاف الجهد الذي قام به مبارك لكن أحدا لا يذكرهم على الإطلاق. فعلى سبيل المثال المهندس اللواء جمال محمد علي رئيس الهيئة الهندسية التي قامت ببناء كمية تفوق الخيال من المباني طوال السنوات الست التي سبقت الحرب ضمت بناء مطارات جديدة بالكامل وتطوير المطارات القديمة وبناء دشم حماية الطائرات في كل المطارت ، وهذه الدشم كانت فكرة مصرية خالصة عبارة عن غرفة أسمنتية لحماية الطائرات قام ببنائها المهندسين والعمال المصريين بينهم أولاد وبنات في عمر الزهور رأيناهم بأعيننا .. ألم يشارك هؤلاء في حرب أكتوبر؟ وقد كان نتيجة عملهم أن القوات الإسرائيلية لم تستطع تدمير طائرة واحدة على الأرض. اللواء محمد علي فهمي قائد قوات الدفاع الجوي الذي استطاع في ليلة واحدة ان ينقل كل وحداته الى القناة بطول 180 كيلو متر. اللواء محمود فهمي قائد القوات البحرية الذي لم يحضر للأسف حرب أكتوبر نتيجة ابعاده في اكتوبر 1972. هذا الرجل هو الذي صنع تاريخ القوات البحرية بالعمليات التي اشرف على تنفيذها بنفسه خلال حرب الاستنزاف ومنها عمليات ايلات المشهورة. فصائل المهندسين العسكريين الذين قاموا بتجريف الساتر الترابي بمدافع المياه وهي الفكرة التي ابتكرها المهندس "باقي ذكي يوسف". هناك ايضا اللواء إبراهيم شكيب الذي ابتكر فكرة سد فتحات النابالم تحت مياة القناة. وقبل كل هؤلاء لا يمكن ان ننسى مهندس هذه الحرب العظيمة الفريق سعد الدين الشاذلي رحمه الله الذي اهين ومحيت ذكراه عمدا. هذا الرجل الذي ظل يعد لكل تفصيلة دقيقة من الحرب على مدى ثلاث سنوات. فاختزال حرب أكتوبر في الضربة الجوية الأولى يغطى على أعمال كل هؤلاء. وبشهادة اللواء عكاشة يكون مبارك وإعلامه وحاشيته متهمين بأبشع جريمة فى التاريخ وهى تزيف التاريخ وتزوير الوعي الجماعي للشعب المصري ولكن السؤال كيف سيحاكم على هذه الجريمة فضلا عن جرائمه الأخرى التى طالت قائمتها وندعو الله ان يطيل فى عمره حتى يستوفي محاكمتها.