إن خُيرت بين طريقين فاخترْ طريق السعادة ، إن وجدتَ نفسكَ فى مفترق طرق فاختر طريق النور ، فالسعادة نور .. وعمرك الحقيقى هو عمرالسعادة ، فمافائدة لحظات طويلة تضيفها إلى عمرك قضيتها فى ألم وخوف ونزيف وغيرة عمياء لا طائل منها ولا رجاء فيها . قالت : أغار عليك من ملابسك وأنفاسك ونفْسك. نظرتُ إليها مندهشا .. قلتُ : وما فى ذلك؟ .. إنى أحيا بأنفاسكِ أنتِ وقد صنعتُ من جلدكِ ملابسا لى ، أما نفسى فهى أنتِ وهل هناك فرق بينى وبينك؟ قالت : بعد أن ترددت قليلا .. أغار عليكَ حتى من مرايتك قلت : ومامرآتى التى تغارين علىّ منها إلا مرآة مزيفة ، فمرآتى الحقيقة هى قلبك أنتِ أنتِ فقط .. به تكشفين ما بداخلى .. كما ترين خارجى .. لون جلدى ولمعة عينى ودمعة تنساب حزنا وفرحا ، وفى قولى هذا حبيبتى منتهى الانصار والتوحد والحب والشفافية ، وهل هناك شخص يستطيع قرأة شخص أخر قريبا كان أو بعيدا إلا من خلال التوحد به والانصار فيه والعيش معه قالت: إإلى هذا الحد أحبك ويعشقك قلبى قلتُ : وأكثر .. فلتتحسبى خطاكِ من اليوم لمَ ..قالت قلتُ لأنكِ إن كنتِ تستطيعين قرآتى فإننى أستطيعُ قرآتك .. قرأة أفكارك وترجمة فكرك فلا تحاولى خداعى فإن للخداع ريحا تعصفُ وبشدة بقلوب المتيمين قالت أسفة : أتظننى قلتُ لا ..فما بيننا أكبر من الحياة ..نحن الذى عشنا الخيالَ بكل جوارحنا حتى جعلناه حقيقة إن أطلع عليها الناس لماتوا حسرة أو فقدوا النطق من روعة أحداثها أو ربما ناداهم الانتحار فانتحروا على عتبات المدينة التى لم يسمح لهم أحدا بدخولها متعجبة : مدينة ، أى مدينة.. أين هى .. وما اسمها؟ سُميتْ المدينة على اسمك وما هى إلا جزء من وطن والوطن كله هو قلبكِ أنتِ .. ما أجمل أن تختار قلبا ويختارك قلبا فتجعله وطنك ويجعلك وطنه ..الملجأ والمأوى ومنبع الصفاء والبهاء والجمال..كلما ضاقت بك الحياة دخلته دون تأشيرة أو جواز سفر ودائما تجده فاتحا لك ذراعيه مرحبا هاهى ذراعىّ حبيبى مفتوحة لك .. وكل مفاتيح مدينى أضعها بين ذراعيك فتعالى .. وقتما تريد وحينا تهوى وكلما أردت .. لا موعد أفرضه عليك ولا وقت محدد أقيدك بك ..فكل الأوقات وقتك وكل العمر لك قلتُ : كفانى وزيادة حبيبتى .. كفانى وزيادة ..فتعالى نامى داخل القلب .. فكم يريدُ قلبى أن يهدأ قليلا قالتْ : دثرنى إذن بحنان روعتك