وهو يعبر الطريق يمسك يدها ليبث لها نجواه.كمن يلتهم قطعه مانجو كبيره مثلجه في يوم صيف حار...يبدو عليه الوله .. يلتفت صوب عينها .. لا يكترث بالعابرين.الذين التهموا بعينهم طراوة جسدها وروعه وجهها . وانسياب بدنها الجميل كلوحه من عصور النهضة بريشه قويه وألوان سحريه. اندفعا خلف أول عربه ليندسا وسط الركاب جلسا متجاورين يهمس للسائق بهدوء.....مستشفي العصا فره يا حاج... كانت السعادة تغمره يوم ان تخطي حواجز الخوف بالوصول الي قلبها .يذكر انه الوحيد الذي جلس يوم زفافها حتي أخر الحفل يري تلاصق شفتيهما في كأس العصير ويداها تعانق يده لالتقاط الصور والتفاف المدعوون حولهم . ظل واقفا حتى غادرت الي شقتها. قطع طريق الكورنيش أمام مسرح الجمهورية الي سيدي جابر تحمله قدمه بالكاد.. حيث أفاض بالبكاء وانهار وهو يرصد صور الفرح تمر أمام عينيه.لتلهب شوقه المتأجج غضبا وثوره تأخر كثيرا في الوصول إليها سبقته دولارات السفر وسرقت أحلامه .انهار علي رصيف سيدي جابر الشيخ أمام مستشفي الشرطة طاح مترنحا.نقلوه أهل الخير للمستشفي بعد ان جرده من سبقوهم من كل مايحمل .. أوراق وأموال. قرر الأطباء خلوه من كل مرض عضوي فقرروا إحالته الي العيادة النفسية .ظل بها ساعات . حضر طبيب القسم ودار بينهما حوار قصير سكن بعدها أقسام متعددة . اليوم يهنأ وهو يرتوي ظمأً من نهل شفتيها.. تهامي معه لغه ولحنا ..يصمت وهي تتكلم ...ينصت فرحا لسردها الماضي .. تحكي أنها تعرف ولعه بها وتري خطواته وترقبها .ترديه غصة الوقت الذي مر وتلهمه الا يتعافي من شوقها .يزداد.اقترابا واشتعالا .كان يتعجل المسير الي معرض المشتريات المعلن عنه بجريده اليوم .حين ناداه . يامحسن .لم يكن محسن الآن فلم يلتفت الي صوت المنادي!! فاندفع الأخر إليه ركضا مبتردش ليه ؟ هربت م العنبر ليه؟.. .عنبر ايه . ؟؟.انا مش محسن!!1 أنت محسن نزيل عنبر ..5!!الدكاترة والمعاونين اتبهدلوا من هروبك.. لازم ترجع ..انتابته حاله من الضياع وهي تحملق فيه ..تتسع مقلتها خوفا وفزعا .اضطربت ركضت بالشارع.......... انهار مستسلما أمام قبضه التمرجي .