بقلم محمد الشافعي فرعون بلسان رئيس اللجنة القانونية سامح عاشور أعلنت جبهة الإنقاذ مساء الثلاثاء (26) فبراير في مؤتمر صحفي عن رفضها المشاركة في جلسات الحوار الوطني الذي دعت اليه مؤسسة الرئاسة ، وأيضا عن رفضها المشاركة في الإنتخابات البرلمانية القادمة . إسمها يوحي بأنها تخوض معركة ، فالجبهات لاتتواجد عادة إلا في وجود معارك وحروب ، وكما أن هروب الجندي من المعركة يعد خيانة لا يستحق بموجبها نيل شرف الجندية ، فما أعلنته جبهة الإنقاذ مساء الثلاثاء الماضي يعد أيضا بمثابة هروبا لا تستحق الجبهة بموجبه نيل شرف المعارضة . إصرار الجبهة على وضع شروط مسبقة للجلوس على طاولة الحوار الوطني كإقالة حكومة الدكتور هشام قنديل ، وتكوين لجنة لإعادة تصحيح مواد الدستور ، وتشكيل حكومة إنقاذ وطنية ، وطلبها ( الفج ) من الرئيس إذا أراد أن يوجه رسالة الى الأحزاب فيجب أن توجه فقط الى جبهة الإنقاذ بإعتبارها كتلة واحدة غير قابلة للتفكك ، وغيرها من الشروط ......... لا تعني سوى الهروب من المواجهة ، بوضعها شروطا تعجيزية تعلم تمام العلم أن مؤسسة الرئاسة لن تقبلها ، كما رفضت الجبهة من قبل مبادرة المستشار محمود مكي ( نائب الرئيس ) وقتها للحوار الوطني بإعتبارها مبادرة شخصية وليست من الرئيس . كما أن رفضها السابق للإعلان الدستوري الرئاسي ، ولتشكيل اللجنة التأسيسية للدستور ، ولمواد مسودة الدستور التي وضعهتا اللجنة ، ورفضها لنتائج الإستفتاء الشعبي على الدستور ، وأخيرا رفضها لدعوة الرئاسة للإنتخابات البرلمانية ، كل هذه المواقف تؤكد أن عملية الهروب من المواجهة بمبررات واهية وشروط تعجيزية ما هي إلا غطاء لعجز فعلي تعيشه هذه الجبهة ، يؤكده عدم طرحها لمبادرة واحدة خلال الفترة الماضية للخروج من عنق الزجاجة على المستوى السياسي والإقتصادي والأمني ، وإكتفاءها بالرفض المستمر لأي إجراء يتم إتخاذه من قبل مؤسسة الرئاسة ، ويعبر في الوقت نفسه عن إدراكها لعدم وجود رصيد شعبي حقيقي لها في الشارع المصري يمكنها من تحقيق نتائج إيجابية من خلال صندوق الإنتخابات البرلمانية . إذا كانت جبهة الإنقاذ تملك حقيقة رؤية يمكن طرحها كبديل يحقق الإستقرار في مصر ، فقد كان في وسعها طرحها كأجندة عمل في الحوارات الوطنية الموجودة ، وفي حال رفضها كان يمكنها لو كان لديها بالفعل رصيد شعبي أن تخوض الإنتخابات البرلمانية القادمة وتحقق النتائج التي تمكنها من فرض أجندتها ( إن كان لها وجود ) . الواقع يشهد بعدم وجود رؤية واضحة للجبهة ، أو أجندة بديلة لما هو مطروح حاليا على الساحة ، أو وجود رصيد شعبي حقيقي تستند اليه . وحسنا فعلت جبهة الإنقاذ بإنسحابها ( المخزي ) ففاقد الشيء لا يعطيه . كنا نتطلع الى وجود معارضة بناءة تصحح مسار النظام الحاكم ، وتكشف إنحرافه ، فالمعارضة القوية هي الضمان الحقيقي للإصلاح بما يعود بالنفع على الوطن ومواطنيه ، كما أنها جناح الديمقراطية الآخر ، لكن يبدوا أن طريقنا الى ديمقراطية حقيقية لا يزال طويلا . محمد الشافعي فرعون الرياض في 27/2/2013