شرايين الحياة إلى سيناء    حزب أبناء مصر يدشن الجمعية العمومية.. ويجدد الثقة للمهندس مدحت بركات    رئيس الوزراء يصل الرياض للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي نيابة عن رئيس الجمهورية    لميس الحديدي: رئيسة جامعة كولومبيا المصرية تواجه مصيرا صعبا    قطارات السكة الحديد تغطي سيناء من القنطرة إلى بئر العبد.. خريطة المحطات    إعلام إسرائيلي: معارضة بن غفير وسموتريتش قد تجهض أي صفقة لتبادل الأسرى مع حماس    مصر تواصل الجسر الجوى لإسقاط المساعدات على شمال غزة    تعليق ناري من أحمد موسى على مشاهد اعتقالات الطلاب في أمريكا    المنتخب الأولمبي يخوض وديتين فقط بمعسكر يونيو    محافظ القاهرة: استمرار حملات إزالة التعديات والإشغالات بأحياء العاصمة    "مستحملش كلام أبوه".. تفاصيل سقوط شاب من أعلى منزل بالطالبية    جريمة طفل شبرا تكشف المسكوت عنه في الدارك ويب الجزء المظلم من الإنترنت    أصالة من داخل قصر الإمارات قبل انطلاق حفلها في أبو ظبي ( صور)    رامي جمال يحتفل بتصدر أغنية «بيكلموني» التريند في 3 دول عربية    عزيز الشافعي عن «أنا غلطان»: قصتها مبنية على تجربتي الشخصية (فيديو)    جامعة كفر الشيخ تنظم احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة    "اشتغلت مديرة أعمالي لمدة 24 ساعة".. تامر حسني يتحدث عن تجربة ابنته تاليا    أمين صندوق «الأطباء» يعلن تفاصيل جهود تطوير أندية النقابة (تفاصيل)    افتتاح المدينة الطبية بجامعة عين شمس 2025    غدا.. إعادة إجراءات محاكمة متهم في قضية "رشوة آثار إمبابة"    80 شاحنة من المساعدات الإنسانية تعبر من رفح إلى فلسطين (فيديو)    ما هي مواعيد غلق المحال والكافيهات بعد تطبيق التوقيت الصيفي؟    صور.. إعلان نتائج مهرجان سيناء أولا لجامعات القناة    سمير فرج: مصر خاضت 4 معارك لتحرير سيناء.. آخرها من عامين    حبست زوجها وقدّمت تنازلات للفن وتصدرت التريند.. ما لا تعرفة عن ميار الببلاوي    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    سمير فرج: طالب الأكاديمية العسكرية يدرس محاكاة كاملة للحرب    «الحياة اليوم» يرصد حفل «حياة كريمة» لدعم الأسر الأولى بالرعاية في الغربية    أمل السيد.. حكاية مؤسِّسة أول مبادرة نسائية لتمكين المرأة البدوية في مطروح    رمضان عبد المعز: على المسلم الانشغال بأمر الآخرة وليس بالدنيا فقط    وكيل صحة الشرقية يتابع عمل اللجان بمستشفى صدر الزقازيق لاعتمادها بالتأمين الصحي    حكم الاحتفال بعيد شم النسيم.. الدكتور أحمد كريمة يوضح (فيديو)    طاقة نارية.. خبيرة أبراج تحذر أصحاب برج الأسد من هذا القرار    أنس جابر تواصل تألقها وتتأهل لثمن نهائي بطولة مدريد للتنس    بالصور.. مجموعة لأبرز السيارات النادرة بمئوية نادى السيارات والرحلات المصري    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    عاجل.. وزير الخارجية الأميركي يتوجه إلى السعودية والأردن وإسرائيل مطلع الأسبوع    بطولة إفريقيا للكرة الطائرة| الأنابيب الكيني يفوز على مايو كاني الكاميروني    ليفربول يُعوّض فينورد الهولندي 11 مليون يورو بعد اتفاقه مع المدرب الجديد    النيابة تطلب تحريات إصابة سيدة إثر احتراق مسكنها في الإسكندرية    مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث    إنجازات الصحة| 402 مشروع قومي بالصعيد.. و8 مشروعات بشمال سيناء    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    بلينكن في الصين.. ملفات شائكة تعكر صفو العلاقات بين واشنطن وبكين    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    مصر تواصل أعمال الجسر الجوي لإسقاط المساعدات بشمال غزة    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    ضبط عاطل يُنقب عن الآثار في الزيتون    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    وزيرة التضامن توجه تحية لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بسبب برنامج المكفوفين    خالد بيبو: لست ناظر مدرسة «غرفة ملابس الأهلي محكومة لوحدها»    عمرو صبحي يكتب: نصائح لتفادي خوف المطبات الجوية اثناء السفر    أستاذ «اقتصاديات الصحة»: مصر خالية من شلل الأطفال بفضل حملات التطعيمات المستمرة    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار الشاعر الكبير محمود مغربي لمجلة "بلا رتوش " قام بالحوار و أعده كاظم عكر
نشر في الواقع يوم 04 - 02 - 2013


حوارالشعر والأسمر محمود مغربي . . .
. عندما كنت أكتب أسئلتي وجدت نفسي في الموقف الصعب , وجدت نفسي أمام بحر
, أمام أكثر من قصيدة وديوان واحترت من أين أبدأ , وجدت نفسي أمام الولد
الجنوبي أمام الولد الفوضوي أمام الشاعر الأسمر فمن هو الشاعر الأسمر؟
وما حكاية هذه الألقاب . وأي إسم تريد ؟
- انا الولد الجنوبي يمكننى القول: “ان مفردة الجنوبي تجعلنا نستعيد
الجنوب، صعيد مصر، بكل تفاصيله الثرية؛ شعراء أميون ومتعلمون، بالجلباب
والبنطال، حنان الجنوب وقسوته، مفردة الجنوب تجعلني أرى “المغربي الصبي"
حاديا خلف المحراث، يشدو بالمواويل، يؤنس نفسه وروحه المنفردة في الحقول
البعيدة عن المدينة في القيلولة، أتذكره مندهشا ومصغيا إلى عازف الربابة
الشجي، الذي يجيء مثل غيره في وقت حصاد محصول القمح، إلا أن “الجنوبي"
يبقى مرتبطا بشعراء وأدباء كثيرين مثل: أمل دنقل، وعبد الرحمن الأبنودي،
وبهاء طاهر، ويحيى الطاهر عبد الله، وعبد الرحيم منصور، وغيرهم، وفي
الجنوب أتذكر أنه في عقد الثمانينات كان المناخ فياضا بروح العطاء
والتلاحم والاحترام في كل مجالات الفنون من أدب ومسرح وفنون شعبية
وتشكيلية وغيرها، حيث كانت الحقبة غنية بالأمسيات والندوات، كما كنا نجد
في قرى الجنوب ما يسمّى ب"ظاهرة المنادر" التي كانت تستقبل الشعر
والشعراء وتتفاعل الجموع مع الكلمة.. كل هذا اندثر تقريبا وبات المشهد
بائسا، نحن الآن أمام جمهور تحوّل من “القراءة" إلى “الفرجة" وطبعا هناك
أسباب أخرى عديدة ساهمت في ذلك.
وعن لقب الولد الفوضوي أقول :
إن مفردة الفوضوي تكررت في مجموعتي الشعرية الأولى “أغنية الولد
الفوضوي"، الذي أعتبره جواز مروري الحقيقي لعالم الشعر الغني والمدهش
والسحري، مؤخرا صدرت منه طبعة ثانية عن مركز عماد قطرى
وهذه المجموعة وجدت اقبالا من النقاد والقراء معا ونوقشت فى معرض القاهرة
الدولى للكتاب, كذلك ناقشها كوكبة من نقاد مصر فى العديد من الصحف
والمجلات الادبية وفى المؤتمرات التى تقيمها وزارة الثقافة المصرية ومن
هؤلاءالناقد الدكتور مجدي توفيق قال : محمود مغربي انه شاعر مجيد، قدمَّ
نفسه للقراء بديوانه السابق “أغنية الولد الفوضوي" فكان تقديماً ممتازاً
دل على شاعر لغته غنائية فياضة بالشعور، وقد دلت كل كلمة من كلمات عنوان
ديوانه على سمةٍ من سماته، دلت كلمة “أغنية" على نوع اللغة الشعرية التي
يستخدمها، وهي لغة غنائية لا تعول كثيراً على الحكي والسرد كما يعول
عليهما كثير من الشعراء المعاصرين.
ودلت كلمة “الولد" على نظرة الشاعر لذاته نظرة خاصة تناسبها كلمة الولد،
ولعل القارئ قد لاحظ الطريقة التي يستخدم بها الناس هذه الكلمة، وهي
طريقة تتراوح بها بين معنيين متناقضين،
فهم يقللون من قيمة إنسان ما حين يسمونه بولد، وهم يشيرون إلى البطل
العظيم بأنه “ولد"، والذات الشاعرة في الديوان السابق تشعر بعجزها شعوراً
قوياً يناسبه المعنى الأول، وتحلم بالتغيير والثورة والمجتمع الأفضل، في
الوقت نفسه، حلماً يناسبه المعنى الآخر ولا يزال المعنيان حاضران
. هل لديك طقوس معينة للكتابة؟
- طقوسي هي محاولة حميمة لشخبطة هذا البياض لتخرج القصيدة التي وحدها
تدخل الفرح لقلبي وتحاول أن تقول للآخرين شيئا.
ودائما أرى بأن كل ما يحركني, يهزني بشكل تلقائي وعنيف هو دافع حقيقي
للكتابة, للبناء, لذا أعتقد بأن علينا أن نفتش عما يبهرنا ويهزنا من أجل
أن نعيش فى كنف الكتابة وتجلياتها الخصوصية , الكتابة سحر خصوصى , يدركه
أكثر القارىءالذى يدرك جوهر الابداع والشعر
. ماذا عن البداية وكيف تراها رغم مرور السنوات والمتغيرات؟
- البدايات دائما لها روافد وقنوات مختلفة، يمكنني القول بأن بدايتي تجلت
فى مشاركتي لجماعة “رباب الأدبية" عام 1980 والتي كان يشرف عليها الشاعر
أمجد ريان في فترة وجوده فى محافظة قنا بصعيد مصر, وجودي واحتكاكي بكل
أفراد هذه الجماعة أضاف وفتح الكثير من النوافذ الهامة, في هذا المناخ
تعرفت عن قرب على إبداعات الكبار أدونيس وسعدي يوسف وعبدالمعطى حجازي
والبياتى وصلاح عبدالصبور والسياب وأمل دنقل والأبنودىو نازك الملائكة
محمود درويش وغيرهم.
كل هذا أضاف لي الكثير وفتح أمامي نوافذ جديدة لأول مرة, عرفت بأن هناك
شعراً مختلفاً غير ما درسناه فى المراحل الدراسية المختلفة وجعلني أدرك
مبكرا تطورات القصيدة العربية عبر مسيرة أجيالها.
وهناك أيضا أشخاص أدين لهم بالفضل أذكر منهم الشاعر أمجد ريان أول مستمع
حقيقي لما كتبته فى بداياتى ووجهني كثيرا, وهناك أيضا الروائي يوسف
القعيد الذي شجعني بحماس فى أول زيارة له لصعيد مصر في عام 1980, ومن
مبدعي الصعيد الرواد لنا في هذه الفترة سيد عبدالعاطي, عطية حسن, والأديب
الشامل محمد نصر يس ومحمد عبده القرافي وغيرهم. كما يظل لثراء المكان
عطاءات لا حدود لها من خلال الموروث الشعبي والسيرة الهلالية والمنشد
الشعبي في الموالد الشعبية ذات الثراء المدهش والغني، كل هذا شكل الكثير
في بداياتي وأضاف الى روحى وشخصيتى زخم عظيم , واعتبر نفسى محظوظ بكل
هؤلاء منهم من على قيد الحياة يشارك فى الفعل الابداعى ومنهم من رحل الى
عالم الخلد.
. هل ينتهي الشعر في الشاعر وهل تنتهي الكتابة يوما ما ؟ وهل يمثل الشعر
حالة إدمان هل يمكن الشفاء منه ؟
- الشعر لا ينتهى ربما يتوقف أو يغيب فترات متقطعة ولكن يظل الشاعر
مسكونا بالشعر طالما توفر الاخلاص الحقيقى , الكتابة فعل انسانى يظل
طالما وجد الانسان على ظهر البسيطة ربما تختلف الوسائل هنا وهناك ولكن
تظل الكتابة فعل خلاق وانسانى, بالفعل الشعر ادمان قراءة وكتابة ,
وماأجمله من فعل يجعلنا نشعر بيقيمة الانسان وجوهر وجوده فى الحياة ,
الشعر
يظل النشيد الحلو الذى يخاطب الوجدان ويثير الانسان فى كل زمان ومكان.
. محمود المغربي شاعر وكاتب صحفي كيف يوفق بين الإبداع الشعري والعمل
الصحفي والاعلامي ؟
- انا لا اعتبر نفسى صحفى بالمعنى الحرفى ولكن اشارك فى هذا الفعل من باب
الثقافة والمعرفة وعشقى للقصيدة , لذا اراه مكمل ويتناغم مع روح الشعر
والابداع, اقوم بتغطية فعاليات ثقافية اشارك فيها لانى اعتبر بان الشاعر
هو الاقدر على فهم واجلال الفعل الثقافى لانه منه واليه , كما اكتب عن
بعض الشخصيات التى أبدعت وتبدع لانى اعتبرها قيمة تستحق الضوء خصوصا من
هم فى الظل وبعيدا عن دائرة الضوء, واشعر بفرح غامر وانا اقدم للقراء وجه
لا يعرفونه جيدا , وهذا دور اعتبره هام وضرورى ' حتى نرفع الظلم والغبن
عن وجوه أخلصت للابداع سنوات طويلة ولم تجد الضوء الكاف ليعرفها القارىء
فى عالمنا
. محمود المغربي الفائز بجائزة أخبار الأدب للعام 1995 كيف الشعر ؟ كيف
تنتصر القصيدة ؟
- الشعر والكتابة هى الفعل الحقيقي ضد الموت .. ضد الفناء, بالكتابة
أسماء عديدة رحلت ومازالت تعيش بيننا, الكتابة هى الفعل الخلاق وجدير بأن
نضحي كثيراً من أجله.والقصيدة تنتصر للخير وللجمال والعدل والبقاء على
ظهر البسيطة ونقيم دائما لها عرساً خصوصاً. لمولد القصيدة سحر، وأنا جئت
لعالمي هذا لأبحث عن السحر، والقصيدة هى الخلاص، وجئت أيضاً لأبحث عن
الخلاص.
. كثيرة هي إصدارات شاعرنا الأستاذ محمود المغربي : صدفة بغمازتين ,
أغنية الولد الفوضوي , تأملات طائر , العتمة تنسحب رويدا , ناصية الانثى
, أي الإصدارات أحب ّ إليك ولماذا ؟
- اجيب بأن ( أغنية الولد الفوضوي ) هو جواز مروري الحقيقي لعالم الشعر
الغني والداهش والسحري. لقد صدرت المجموعة عن سلسلة الكتاب الأول بالمجلس
الأعلى للثقافة المصرية 1998 ووجدت صدى طيبا جدا في الصحف والمجلات، فقد
تمت مناقشتها في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب ضمن برنامج المقهى
الثقافي, ونوقشت في أبحاث مؤتمر أدباء مصر من خلال الناقد الدكتور مجدي
توفيق, كما نوقشت في دراسات موسعة في المجلات والصحف المصرية من أهمها
دراسة تحت عنوان “الحداثة النقيض في شعر محمود مغربي" للأديب والناقد
عبدالجواد خفاجي وكتب عنها آخرون أمثال فتحي عبدالسميع ومحمود الأزهري
والدكتورة عبير سلامة والدكتور جمال حسنى وغيرهم ومؤخرا صدرت طبعة جديدة
منها فى مركز عماد على قطرى للابداع بالقاهرة , ويمكننى ان اقول يظل
الشعر دائما صالحا لاثارة الدهشة والسؤال , ومجموعاتى التالية لها هى
امتداد لتجربتى واشتباكى الحقيقى مع القصيدة التى أراها بانها حياة
حقيقية وزخم انسانى لا شبيه له.
. الشاعر محمود مغربى هو ابن صعيد مصر.. ماذا تقول عن الصعيد؟
الصعيد الذى يظل عشقى و انا مفردة من مفرداته , نبتت فى أرضه السمراء
وعشت وأعيش فيها , تحديدا ( محافظة قنا ) وكثيرين يعلمون ما لقنا من
خصوصية جغرافية وتاريخية وسكانية عن غيرها فى كل مصر , لذا لم يكن غريبا
ان تخرج بيئة الصعيد أعلام مضيئة فى حياتنا الادبية والفكرية والثقافية
والاسماء عديدة ملءالسمع والبصر قديما وحديثا , لو عدت الى عقد
الثمانينات كان المناخ فياضا بروح العطاء والتلاحم والاحترام في كل
مجالات الفنون من أدب ومسرح وفنون تشكيلية وغيرها، حيث كانت الحقبة غنية
بالأمسيات والندوات، كما كنا نجد في قرى الصعيد ما يسمّى ب«ظاهرة
المنادر» التي كانت تستقبل الشعر والشعراء وتتفاعل الجموع مع الكلمة.. كل
هذا اندثر تقريبا ولم يعد هناك ذلك الألق الذي كنا نراه في عيون محبّي
الشعر والكلمة , الصعيد يظل ثريا وكنز ثراء لا حدود له , لانه غنى بموروث
شعبى وانسانى وفطرى , الصعيد عالم بذاته, ولو رجعنا الى كتب التاريخ حتما
سندهش ونحن نقرأ عن الصعيد.
. محمود المغربي الناقد كيف يرى قصائده ؟ ماذا تقول أنت .. لك ؟
- تجربتي وقصائدى الشعرية هي محاولة مخلصة للبحث والتأمل، هي محاولة
مخلصة من أجل الخير والعدل والحق، هى محاولة من أجل أن أعيش في كنف
المعرفة وشقائها المحبب، تجربتي أتركها لغيري يقيمها , ولكن بصدق اشعر
بسعادة غامرة وانا أجد الحفاوة الحقيقية فى بلدى مصر وخارجها اثناء
مشاركتى فى المؤتمرات , وهذا لن اجده سوى فى الكتابه الفعل الخلاق الذى
وحده القادر على الدهشة ووضعنا فى مرتبة تستحق الاهتمام والحفاوة.
. اصدارك ( ناصية الانثى ) لماذا كنت متخوفا من نشره نظرا لكونه من ادب الخواطر ؟
بالفعل كنت متخوفا قبل طباعة ( ناصية الانثى ) وقلت هذا فى مقدمة الكتاب
( أثناء مرافقتى للقصيدة منذ سنوات بعيدة.. كانت تقفز إلىّ بين حين وآخر
سطور دافقة من سلسبيل مشاعري؛ أتأملها تارةً، وتارة تتأملني.. تريد أن
تخرج متحررةً من أسر عقلي، ترغب أن تسبح دونما التزام بقواعد مسابقات
السباحة.
كنت وما زلت أستجيب لصوتها الحنون، فأكتب كطفل يلون أوراقة، ثم يُطيّرُها
في خفة، ويفرحُ؛ لكأنه امتلك السباحة في الغلاف الجوى.
كان نتاج هذه السطور صفحات وصفحات.. بدأت نشرها فى بعض الصحف والمجلات،
ووجدت اهتمامًا حميمًا بها، لأنها تسبح في فضاء شريحة كبيرة من البسطاء
أمثالي, ولا شك أنها تُبحرُ مع الجميع- الصغار والكبار- رجالاً وإناثا..
هي كلمات تخاطب الروح والإحساس، وتغنى المشاعر.
وعندما دلفتُ إلي عالم الانترنت فى بداية 2007 بدأت نشر هذه الخواطر فى
بعض المواقع والمنتديات، وإذا بى أجد إقبالاً كبيرًا عليها, حتى أن مجلة
“أسرة مغربية" التى ترأس تحريرها الإعلامية منال شوقى بالمملكة العربية
المغربية، بادرت باستضافة هذه الخواطر تباعًا، بل وخصصت لنشرها واحدة من
صفحاتها. أما الجميل حقًا فهو إصرار كثير من الأصدقاء هنا وهناك علي نشر
هذه الخواطر كواحدة من آليات التواصل بين الأرواح في كل مكان وزمان.. كل
ذلك كان دافعًا لطبعها فى كتاب يحفظها ويجعلها بين يدى أهل المحبة.
وربما يتساءل البعض: لماذا تنشر هذه الخواطر رغم أن إصداراتك الشعرية
“أغنية الولد الفوضوى, تأملات طائر, والعتمة تسحب رويدا" تحقق ذلك
التواصل الحميم مع القراء؟! وأقول بصدق: إن هذه الكتابة خالصة للنفس؛ تلك
النفس التي لكم فيها ما لي. هى جزء منى.. من صميم علاقاتى بالعالم
المحيط.. وتفاعلى مع الحياة والبشر. وهذا الكتاب حديثٌ مع الأنثى.. ومن
منا بلا أنثى؟!
. محمود المغربي يقرأه الكثيرون أفرد دواوينه في عالم الشعر والأدب كيف
يجد القاريء العربي ؟ هل لا يزال الشعر فتيا في عالمنا العربي ؟
- مازال الشاعر والمبدع عموما في عالمنا العربي يشعر بالغربة، يحتاج إلى
فضاء رحب، وإلى اهتمام أكبر ليشعر بقيمة ذاته, ذات المبدع والفنان دائماً
متضخمة تحتاج إلى رعاية خاصة ليستمر العطاء, مازلنا في حاجة إلى أن يتسع
هامش الحرية أكثر وأكثر وأكثر. مازال حلم العربي أن يرى كتابه وإبداعه في
كل مكان ولن يحدث هذا إلا بمزيد من الحريات على كافة الأصعدة , مازلنا فى
حاجه الى الاهتمام الحقيقى بالقيمة , والابداع فى جوهره قيمة , اتمنى ان
يعيش المبدع فى حالة اكتفاء ذاتى ماديا حتى يبدع بلا ضغوط أو مؤثرات
وغيرها , المبدع فى الغرب عموما يجد المناخ الصحى كاملا من اهمها القارىء
الذى يقدر قيمة الابداع ويتفاعل معه لذا نجد الاصدارات تصل مبيعاتها الى
الملايين وهذا فى حد ذاته شىء عظيم اتمنى ان يصل اليه الكاتب والمبدع فى
عالمنا العربى.
. تضحك حلو ضحكتها ندى .. وانا قلق .. لماذا الشاعر دوما قلق ؟
- القلق هو الفعل المحرك دائما للشاعر او المبدع عموما , القلق ظاهرة
صحية تجعلنا نفكر , نتوقف ونتأمل كل شىء حولنا وبهذا ندخل الى جوهر الفعل
الخلاق ندخل ونلتحم مع عالم الكتابة وجنونها الثرى.
. كيف يجد شاعرنا مجلة بلا رتوش هل انت راض عنها ؟ هل من اقتراحات محددة ؟
- اعتبرها احد القنوات الهامة التى تخلق التواصل بين اصحاب الكلمة المبدع
والقارىء وبين الكتاب وبعضهم البعض , لذا اسمح لى من خلال هذا الحوار ان
اقدم الشكر الجزيل لاسرة التحرير ولكل القائمين على اثارة الدهشة والحوار
هنا وهناك.
. شبكة الإنترنت ومجمل وسائل التقنية الحديث ، هل أثرت على جودة ووجود
الإبداع فى حياتنا ؟
- أبتسم الان لولا هذه الشبكة ما كنا انا وأنت وايضا قراء بلا رتوش
التقينا ودخلنا فى تشابك حميم حول الشعر , شبكة الإنترنت هي بصدق إعجاز
العصر الحديث الذي توفر لكل الناس, من خلالها أعتقد بأن الإبداع أصبح
أكثر رواجا وفتحت أمامه الأبواب المغلقة وكسر الحواجز هنا وهناك تماما
يعني أن الشبكة لها فضل كبير على حركة النشر والتواصل بين الكتاب والقراء
وبين الكتاب وبعضهم البعض، هي لها جهد خارق في تواصلنا مع كتابات الآخر،
في كل بقاع المعمورة, إذن نحن مع شيء سحري يدهشنا ويقدم الجديد كل يوم
ويظهر لنا الجديد في كل المجالات، وعلينا أن نعلم جيدا بأن فتح النوافذ
والشبابيك والأبواب خير من إغلاقها, فتح النوافذ يعني الضوء والنور
والهواء الصحي و و و و و و و ولنطمئن بأن الإبداع الحقيقي سوف يبقى ويصمد
لأنه حقيقي أما المزيف سوف يندثر تماما, التاريخ والأيام تغربل كل شيء
وتضعه في مكانه الحقيقي الذي يستحقه , ان ثورة الاتصالات فى عالمنا هى
بحق ثورة عظيمة اتمنى نحن كعرب وكتاب ان نستفيد جيدا من هذا المنجز
الحضارى الخلاق.
. اماذا عن المرأة التى نراها كثيرا فى قصائدك ؟
ان المرأة محورا مهما ليس فى حياة الشاعر وحسب بل فى كل حياتنا , هى
ضرورية للكون ولى مقولة ( الحياة بلا امرأة صحراء ) أرددها كثيرا , انا
أحد الذين خبروا الصحراء وعاش فيها مفردا لشهور كثيرة , وعشت مع مفردات
عظيمة خلقها المولى سبحانه وتعالى مثل البحر والجبال والرمال والصحراء
كنز حقيقى للتأمل ولفضاءات أخرى عديدة , كل هذا أعطى للمرأة بعد آخر مهم
للحياة , لذا أرى المرأة المفردة الكبرى فى قاموس الحياة بدونها يختل
توازن الطبيعة , المرأة هى ببساطة حديقة الحياة بحلوها ومرها فكيف لا
نحتفى بها بشكل حقيقى وندرك قيمتها؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.