بسبب الفشخرة .. 20 ألف مريض بالسرطان رصدتها : رباب خليل كارثة الآثاث المسموم نعيشها ونحن مستمتعين .. حبنا للفشخرة والمنظرة تجعلنا نسعى إليها.. رغم أن منازلنا مساحتها ضيقة .. وسيئة التهوية .. إلا أننا نحب الأثاث المكدس .. جريدة الواقع باسم أكثر من 20 ألف شخص مرصوصين في المستشفيات الصدرية ، نتيجة أصابتهم بتحجر في الرئة والسرطانات ، كان لا بد من تحذيركم من كارثة الأثاث المدهون بدهانات نارية لامعة .. تعتمد عليها ورش الأخشاب لتحقيق المكاسب المادية السريعة.. وطبيعتنا في حب اقتناء الأثاث المتميز باللمعة والفخامة والتي تساعد علي اشتعال النيران في بيوتنا .. فما هي حكاية تلك الدهانات ؟ عشرون عاما ونحن نستنشق تلك الأبخرة السامة المتصاعدة من دهان الأخشاب ، رجال مسنين ونساء حوامل وأطفال صغيرة ، يصابون بالأمراض الصدرية والدرن وتحجر الرئتين والضعف الجنسى وتشوهات الأجنة والأورام السرطانية ونسأل عن السبب ونحن نعيش وسطه . لتأكيد كلامنا يمكنكم القيام بزيارة سريعة إلى مستشفيات الصدر بمنطقة المناصرة ومحافظة دمياط ، آلاف من العمالة في 4 آلاف ورشة ، يلتهمهم السرطانات وأمراض الصدر .. حيث حذر الدكتور أحمد عبد الوهاب أستاذ علم تلوث البيئة من الكوارث الناتجة عن استخدام الدهانات النارية ، لأنها تحتوي علي مواد البولى إستر - البولى يورثيان – النيتروسليلوز ، التي يتم إذابتها فى مذيبات عضوية خطيرة جدا صحيا ، كمواد مسرطنة أو شبه مسرطنة واستنشاق أبخرتها يسبب أمراضا خطيرة للإنسان، وهذه المواد السامة والخطيرة كان يتم استيرادها من إيطاليا ، وبعد تحريمها دوليا اتجهنا لتخليقها في مصانع غير مرخص لها يطلق عليها مصانع بير السلم .. حياتنا صعبة بداية يجب الاعتراف أن حياتنا صعبة ، فأغلبية الشقق مساحتها صغيرة أو سيئة التهوية أو مزدحمة بالموبيليا السامة ، كل ذلك يؤدى إلى تفاعل هواء وجو الشقق مع الكيماويات السامة وتطاير أبخرة وغازات سامة يستنشقها الموجودون ، حتي في حالة قيام ربة المنزل بالتهوية الجيدة فى فترات سطوع الشمس ، فقد ثبت علميا أن الشمس تقوم بأكسدة الأبخرة السامة والغازات الضارة والتخلص منها. يقول الدكتور أحمد أن المادة الأولي في الدهان النادي يطلق عليها «البولى إستر» معروفة بأنها مادة سائلة خطيرة لها قابلية سريعة للاشتعال عند تعرضها للحرارة أو أي شرارة أو شعلة، وهو ما يفسر سرعة دمار البيوت عن وقوع أي حريق محدود في المطابخ ، حيث تتفاعل أبخرتها مع الهواء مكونة خليطا متفجرا، وإذا تلامست هذه المادة مع الجلد فإنه يسبب حروقا وتهيجات للجلد والعين، أما استنشاق أبخرتها فينتج عنه أضرارا بالغة للجهاز التنفسى. أما المادة الثانية التي تسمي مادة "البولى يوريثان"، وهى ضمن مكونات الدهانات ، فإنها تسبب تهيجا حادا بالجهاز التنفسي والتعرض المستمر لها يسبب السرطان لأنها تتحلل وتكون منها مادة "تولوين ثنائي الأمين TDA" ، وتسبب الوفاة السريعة عند وقوع الحرائق ، وهو ما يجعل رجال المطافئ يرتدون الكمامات الواقية أثناء عمليات الإطفاء ، لأن الأخشاب المدهونة بهذه المادة حينما تتعرض للحرائق ، فإن الغازات الناتجة عنها تنتج كمية كبيرة من «حمض الهيدروسيانيك» المميت، وكذلك أول أكسيد الكربون. أما المادة الثالثة فهى «النيتروسليلوز» فهى مادة صلبة على هيئة شعيرات أو مسحوق لها قابلية سريعة جدا للاشتعال وتكوين الحرائق والانفجارات، كما تنبعث منها غازات سامة جدا من أكاسيد النيتروجين وسيانيد الهيدروجين وأول أكسيد الكربون مشاكل اقتصادية أوقفت دول العالم المتقدم استخدام «الدهانات النارية» خصوصا «إيطاليا» التي نستورد منها المادة أنها مسرطنة ، ومنعتها الدول الأوروبية لأنها محرمة دوليا .. لذا فإن صناعة الموبيليا فى مصر لو لم تراع الشروط والمواصفات للأسواق الدولية والأوروبية سواء من خشب خام أو دهانات صديقة للبيئة ومن مواد طبيعية، لو ظلت تستخدم الكيماويات السامة والدهانات النارية فسوف يضرب تصدير الأثاث المصرى والدمياطي فى مقتل .. واصدر الاتحاد الأوروبي قرارا بوقف استيراد أي أثاث مصرى مدهون بتلك المواد المسرطنة ، والسؤال الآن: كيف تركت الدولة العاملين فى هذه الصناعة يستخدمون هذه الكيماويات والمواد المسرطنة لسنوات طويلة دون أن تتحرك؟!