إذا كانت لديكم مشكلات ( إجتماعية أو نفسية ) ، لا تترددوا في إرسالها إلينا .. ليرد عليها المتخصصون في علم النفس ، وذلك على البريد الإليكترونى التالى : [email protected] تقوم بالرد : رشا زكى ترددت كثيراً قبل عرض قصتي وبعد قرائتي للمشكلات ومتابعتي للحلول ، قررت إرسال مشكلتى إليكم أملاً فى حل يريحنى ويحسم ترددى . مشكلتي وقصتي موجوده في مجتمعاتنا العربيه .. انا إمرأه في الثلاثينات ، تزوجت وانا في سن السادسة عشر، و لم يغصبني أهلى على الزواج ، بل تم الزواج برضائى التام . تزوجت بعد فترة خطوبة مدتها ثلاثة شهور .فى بداية الزواج كنت أعيش فى بلد عربى آخر. من اول يوم زواج تعرضت لعنف بسبب جهلى بأمور الزواج ، وبعد سنة من الزواج انجبت طفلى الأول . و كنت اتعرض لإهانات خفيفة من زوجي ..ثم انجبت طفلى الثانى .. أحسست اننى طفلة تتحمل مسؤولية بيت وأطفال . وأظن أننى كنت فعلا نعم الام ونعم الزوجه طيلة عشرين عاماً. ومشكلتي أننى لم اشعر يوماً بانني احب هذا الرجل، كنت اتعرض للضرب ، عندما يغضب كان يتلفظ بأسوء الألفاظ ، وبعد كل ذلك يدخل الى غرفته وكأن شيئاً لم يكن. صارحت أهلي بهذا الموضوع وللأسف مجتمعنا الشرقي يردد دائماً : بيتك..أولادك..ابو عيالك..وفى هذا الوقت كان ابي مريض بالقلب. فى يوم تشاجر معى وكنا فى السيارة امام بيت اهلي ، وهو يقول لي : انزلى عند اهلك ، فركعت وقبلت قدميه ورجوته قائلة :ارجوك والدى مريض لا أريده أن يموت بسببى ... وبعد مرور 4 سنوات على زواجي توفي والدى. يمكن أن اقول عن زوجى أنه كريم ، احيانا اشعر بانه حنون واحيانا مجنون .. واحيانا لا اعرفه وللاسف حملت بالطفل الثالث ومن شدة غيرته وشكوكه عندما عرف بأننى حامل اتهمنى بأن هذا الطفل ليس منه . وذهبت انا وأمي وعمي واولادي بيت اهله لأنه هدد بقتل أشقائى الشباب . ثم دعوت الله ان يبارك لى فى اولادي فلا اريد طفلا اخر من هذا الرجل. المهم سافرنا الى دوله اجنبية وأنجبت ابنى الثالث هناك .. واقسم بالله العظيم أن هذا الولد صورة طبق الاصل عن والده. كنت اتعرض ايضا للضرب في الخارج وفي مرة من المرات ضربني أنا وابنتى ضربا مبرحا .. ثم اتصلت بصديق اجنبي حتى يتصرف معه ..فهددني لو شكوته ، سوف يأخذ اولادي ويختفي ..أنا ايضا كنت مغفلة ولا اعرف القوانين هناك. بعد مرور اعوام رجعنا إلى بلدنا وللاسف يوم فرح وباقى الشهرنكد .. المشاكلات زادت .. الأولاد كبروا و بدأت الاهانه تزداد بالالفاظ البذيئه... لم اعد اتحمله والاولاد تسوء حالتهم النفسية بسبب المشاكل بينى وبين والدهم. أقسم بالله العظيم لا توجد مشكلة بيننا تستدعى مد اليد أو كسر الزجاج على الارض .كان امام الناس يبدو كالملاك ولكن بيني وبينه كان شخصاً آخر. لم أستطع الصبر أكثر من ذلك ، فطلبت الطلاق وبالفعل تم الطلاق. المشكلة أن قانون بلدنا غير عادل لأم لا تملك شيئاً من المال ، الاولاد قد تعدوا سن حضانتى لهم. لذلك أولادى مع أبيهم ، كنت انا لهم الاب والام. ابنى عمره الآن 18 سنة يكره والده ، لكنه مجبر أن يعيش معه ، علمت أبنائى الصوم والصلاة ولكن أبيهم لا يصوم ولا يصلي. هو الآن يرغب فى رجوعي إليه مره اخرى ، لكنى فى حيرة لانني جربته اكثر من مره ، أفتقد وجود أولادى معى . اتسائل ..هل أخطأت عندما طلبت الطلاق منه وتركت أبنائى ؟ للأسف ليست لدى القدرة المادية للإنفاق على اولادي. انا لم اشعر معه بالأمان والإحتواء والحنان ، ولم أستطع إقامة حوار زوجى معه طيلة فترة زواجنا . ماذا أفعل ؟ اولادي يزوروننى وقتما يشاء هو ..ويفتقدون وجودى معهم فى البيت.. وأنا أفتقد تواجدى معهم يومياً. أعتذر عن الاطاله .. وأشكرجريدة الواقع التى تتيح الفرصة لقرائها للفضفضة ، وتساعدهم على حل مشكلاتهم. المعذبة س.ر / سوريا الرد : أشكرك عزيزتى على ثقتك فى الجريدة وفى باب أريد حلاً .. أتمنى دائماً أن نكون عند حسن ظن القراء الأعزاء. الواضح من قصتك أنك عانيتِ معاناة شديدة من قسوة زوج يجهل أبجديات التعامل مع المرأة . ولكن أن يصل به الحال لشكه فى حملك منه ، والتشكيك فى أبوته للطفل .. هذا ما لا يمكن أن تقبله أبداً كرامة إمرأة عفيفة. لا أظن أن كل ما إقترفه من أفعال فى حقك يبشر بأمل فى تحسين سلوكياته معك مستقبلاً .. فقد استمرعلى هذا السلوك لمدة عشرين عاماً تقريباً ، وكل ذلك لا ينبئ على الإطلاق بإمكانية حدوث تغيير إيجابى فى حياتكما الزوجية حال رجوعكما مرة أخرى ، ولا تتوقعى حدوث تغيير جذرى فى شخصيته.. وتذكرى أن الطبع يغلب التطبع. لا أنصحك أبداً بالرجوع إليه .. الحقيقة اننى أرى أنكِ تأخرت كثيراً فى طلب الطلاق ، كان لابد لكِ طلب الطلاق بعد وفاة والدك مباشرة ، وقبل حملك فى إبنك الثالث، ولكنها مشيئة الله ( بارك الله لكِ فيه) . إطمئنى عزيزتى .. أنتِ لم تخطئى فى طلب الطلاق ..الطلاق هو أفضل قرار إتخذتيه ، فلا تندمى عليه .. أما بالنسبة لأبنائك ، فأنا أتفهم شعورك تماماً ، وإفتقادك لوجودك معهم يومياً أمر طبيعى ، ولكن تأكدى أن الطلاق فى مصلحة أبنائك أيضاً ، فهم بالتأكيد يعانون معكِ ، وتتأثر حالتهم النفسية عند رؤيتهم لك وأنتِ تتعرضين للأذى من جانب والدهم. فى حالتك .. أفضل حال لأبنائك ولك هو إنفصالك عن أبيهم .. الحمد لله ان أبنائك كبار - بارك الله لكِ فيهم – ويتفهون الوضع جيداً ، ولن يستطيع أبيهم حرمانك منهم وحرمانهم منك. أحل الله تعالى الطلاق فى الحالات التى تستحيل معها إستمرار الحياة الزوجية ، و الواضح من قصتك أن حالتك واحدة من تلك الحالات . حاولى تكثيف زيارات أبنائك لكِ ، وكونى دائماً متاحة للرد على مكالماتهم الهاتفية ، فى أى وقت يحتاجون فيه للتحدث معكِ . اعملى على لتقريب بينهم وبين عائلتك ودمجهم فيها. أخيراً كونى على يقين من أن الله سبحانه وتعالى سوف يخلف لك خيراً منه .. لا تيأسى وتبتأسى من الحياة .. وانتظرى سعادة يدخرها الله لكِ فى المستقبل القريب بإذن الله ..أتمنى لك السعادة والتوفيق .. بارك الله لك فى أبنائك .. وأخلف لكِ خيراً من زوجك السابق.