المتابع لتعليقات المصريين على النت : في المنتديات والمدونات ، وعلى مقالات الصحف الالكترونية ، يلاحظ ان وراء هذه التعليقات ( معظمها ) عقول فاهمة ، ومدركة لما يحدث في مصرنا تماما ، وعلى درجة عالية ومتميزة من النضج ، والثقافة ، بالرغم من انها شريحة عشوائية من الاغلبية الصامتة في مصر ، اجتمعت على غير اتفاق ، بما يعني ان هذه الاغلبية وان انصرفت عن المشاركة في الحياة السياسية ، فليس هذا عن جهل أو عدم فهم ، ولكن عن قناعة ، وزهد , واستغناء ، وأحيانا ما يكون الاستغناء أعلى مراتب الغنى ( الباب الاول من فلسفة الفقر ) ، ولأول مرة يكون السكوت علامة عدم الرضا ، وهو نوع من أنواع الرفض المهذب ، والمتحضر ( عند اللي يفهم ويقدر ) . على أنه في المقابل توجد تعليقات ( ليست كثيرة ) تبين أن اصحابها ( كمتفرج ) وجد نفسه فجأة في مدرجات استاد القاهرة بين الجماهير ، وهو لا يشجع أي من الفريقين ، فقط دخل الاستاد لمجرد انه رأى( طابور ) طويل فإنضم اليه ظنا منه أنه طابور( الجمعية ) ، وانه سيأتي عليه الدور ليحصل على صابونة وكيس عدس ،أو كأحد عواجيز الفرح ( زملاء سعد زغلول في المنفى ) الذي لم يستطيع السهر ، وغلبه النوم في التحرير وقت الاعتصامات ، واستيقظ فجأة على لسعة برد هاتفا : سعد سعد يحيا سعد .