ألخاطرة فن من الفنون الأدبية الجميلة قريبة من القصة القصيرة والحكاية ، لاتحتاج لوزن وقافية .. ولا موسيقى معينة كما القصيدة ، هي عبارة عن كلمات مترابطة تحكي موضوع أو عدة مواضيع منصهرة في بوتقة واحدة مترابطة مع بعضها ، متقاربة الصورة والمعنى كل تعبير أدبي كما نعلم هو موهبة من الله ، تُصقل هذه الموهبة وتُنمّى بالدراسة والمواظبة على القراءة والكتابة كي يستطيع الموهوب أن يُعبّر عن ملكته وبالتالي يصبح مبدعا ومميزا . وتختلف التعبيرات من مبدع الى آخر ... فلكل منهم اسلوب يعبر عنه بالخطوط ، واللون ، والكلمات ، وحتى بالتصاميم الهندسية الكاتب يعبّر عمّا في ذهنه وفكره وخياله من مشاعر وأحاسيس يدونها كتابات أدبية شعر ، أو قصة ، أو خاطرة ، يترجمها للآخرين بمشاعر الحب ، والشوق ، الفراق ، البعد . الهجر ، الوصل ، الفخر ، العزة وغيرها . فعلى الكاتب أن يضع الفكرة أولاً ويكتب مايتضمن محتواها ... لايبتعد عن موضوع فكرته كي لايشتت ذهن القارئ ويضع العنوان المناسب والذي يكون ضمن حدود الخاطرة وغير بعيد عن محتواها . يجب أن تكون البداية قوية الكلمات والطرح تشد القارئ وتجعله يكمل قراءة الخاطرة للآخر ... فالغزلية مثلا تبدأ بسطور جميلة تتحدث عن الحب ، محملة بكلمات الشوق والغزل والحنين ، معبرة عن الجمال ، تُشغل القارئ وتجعله يُكمل القراءة بشغف ، اسلوب التشويق يجب أن يكون متواجداً ... والأحداث متسلسلة ... والروح الحركية متواجدة بشدة . يجب أن يكون هناك مزج بين الواقع والخيال ، وإعطاء صورة جميلة متكاملة وناطقة لرقصة الزهور مثلا ، وابتسامة القمر والنجوم ، حركة النسيم العليل ، عذوبة الحب ، تباطئ الليل .... وغيرها كي لايكون هناك جمود في رسم الصورة . وضوح الإسلوب والتوفيق في اختيار الكلمات الدقيقة التي توضح المعاني ، استخدام الضمائر في السرد كضمير المتكلم ، وضمير الغائب عند التحدث عن الغير ، الوصف الدقيق الذي يجعل القارئ يحوّل مايقرأه في النص الى مشهد يشاهده أمامه ، ترتيب الأفكار فلا يكون مثلا الفراق قبل اللقاء .... . في كل نص هناك مقدمة وخاتمة .... وفي الوسط عرض جميل بعيد عن اللغو ، وحشر كلمات غير مفهومة ، وفي كل نص يجب إنهاء الأحداث قبل الخاتمة ، وعدم تركها عائمة . وتختم الخاطرة بنفس نوع البداية أي إن كانت غزلية يكون اسلوب النهاية غزلي أيضا ، وأن لاتكون تشد القارئ في البداية وتصبح مملة في النهاية .