بقلم د. عادل عامر البلطجة ليست ظاهرة حديثة، فقد سبقلأجهزة الأمن في عهد النظام البائد أن استخدمت البلطجية في صياغة العمل السياسي عبر الانتخابات التي كان يحدِّد فيها البلطجية من يفوز بالمقعد ومن يخسر، كما أنأجهزة الأمن في عهد مبارك بدأت علاقتها الموسَّعة بالبلطجية مع بداية التسعينياتلمحاربة الجماعات الإسلامية، أجهزة الأمن أخرجت أعدادًا كبيرة من المسجلين خطرًامن السجون، وعقدت معهم صفقة، تطلق فيها أيدي البلطجية في الشارع، مقابل إمدادهمبمعلومات عن قيادات التيار الإسلامي، والمشاركة في قتلهم أحيانًا، بل إن التعاونبين الطرفين توسَّع ليشمل مطاردة الجماعات الهاربة في جبال صعيد مصر، لكن الظاهرةتفاقمت بعد الثورة وما أعقبها من انفلات أمني، مرجعًا ازدهار أعمال البلطجة في مصرإلى عدة أسباب، منها العدد الهائل من الهاربين من السجون الذين انتشروا في الشوارعوالميادين، ورغم ضبط عدد كبير منهم، فإن الواقع يؤكد أن هناك 10 آلاف سجين هارب لميتم القبض عليهم، وهؤلاء من عتاة الإجرام في السرقة والقتل، الأسلحة التي سرقت منالأقسام وعددها بالآلاف، ساهمت بشكل كبير في زيادة جرائم البلطجة خاصة القتل، لانتشارهاوبيعها بأسعار زهيدة. احذر من إجراء الانتخابات المقبلة في ظل غياب الأمن وانتشارالبلطجية، لأن أنهارًا من الدماء ستجري في البلاد، إذا ما ترك هؤلاء دون القبضعليهم. الذي يقلني كثيرا هو شعور الكثير بعدم الراحة والاطمئنان، ويولون ذالكلانعدام الأمن والأمان، مما فتح الطريق واسعا ، أمام كل من اللصوص والمجرمين عليكافة مستوياتهم، ولم يعد المرء يجرؤ للخروج ليلا..ناهيك عن النساء والأطفال وكبارالسن..أي نعم أن الأمن مسؤولية كل مواطن ومواطنة هناك...فهل قام أخينا المواطناواختنا المواطنة بدورهم؟؟؟؟؟أنا أقول والله لم يقموا بدورا يذكر هل فعلا يقومرجال الأمن بواجباتهم لابد من التركيز علي الجانب الأمني في مراحل توحلنا الحالية،إن ما يحدث في مصر من فئة ضالة ضعيفة تحاول بكل جهدها بث الرعب ووقف عجلة الاقتصادوالعمل شيء بغيض ويعتبر مخاض لهذه الثورة الوليدة لقد بدأ المجتمع المصري يئن من انتشارظاهرة البلطجة والتي أخذت منعطفاً غريباً عرفته اليوم من صديق لي لديه مصنع قماشكبير في بيجام بالقاهرة الكبرى ولديه أكثر من 400 عامل في عشوائيات بيجام المزدحمةبجوار شبرا الخيمة الأكثر ازدحاما وأكثر عشوائية وفقراً لا أظن. إن البلطجة والنظام في مصر كانا وجهينلعملة واحدة، أحدهما بلطجة عارية بالسيوف والخناجر، والآخر بلطجة «آل كابون»، تلكالشخصية المعروفة من المافيا الإيطالية ومافيات نيويورك، ممن يلبسون البدل من ذواتالثلاث قطع، كما شاهدنا في فيلم «القدفاذر». قد تبدو البلطجة في مصر وكأنها زادتعما كانت عليه في السابق، ولكن الحقيقة أنها ستبدو كذلك لأنها أصبحت عاريةومكشوفة. ظاهرة البلطجة في مصر تحتاج إلى فهم أعمق، لأنها لن تكون حادثا عارضا، بلهي ظاهرة ستستمر معنا لسنين طويلة إن لم يحسم القائمون على الدولة موقفهم تجاه أيمصر يريدون؛ هل يريدون مصر ديمقراطية تعكس روح الثورة، أو أنهم يريدون مصر القديمةبقليل من التعديلات في الأشخاص وبعض القوانين؟ إذا كانت الثانية هي رؤيتهم، فنحنأمام تجديد شرعية للبلطجة بملابس جديدة وأقنعة أكثر نعومة. في ظل الأحداث والظروف التيتمر علينا والتغيرات والتطورات واستمرارية تغيب دور الشرطة في الشارع المصري نرىتعاظم دور البلطجية وانتشارهم بشكل لم يسبق له مثيل وذلك بالرغم من جهود الجيش فهميعملون على حالة ترويع وتخويف وبلطجة للمواطنين والتحكم في مسار حياتهم وقد بداهذا ملحوظا في تلك الأيام بخاصة في منطقة غمرة والموسكى حيث ظهر فئة من البلطجية التي تريد ان تفرض ((إتاوة)) على سائقي الميكروباصات وهو مبلغ من المال يدفعه السائق رغما عن انفه كى يمرويتابع طريقه بأمان ولا يتعرض له هؤلاء البلطجية ولا يقومون بإثارة الشغب ولكن لميوافق سائقي الميكروباصات على هذا الوضع وقامت معركة بينهم والتي أسفرت عن ضحايابالفعل حتى تدخل الجيش وقام بتهدئة الوضع ولكن هل سيستطيع الجيش وحده السيطرة علىمثل هذه الإحداث في المرات المقبلة التي نتوقع حدوثها في وقت ليس ببعيد في منطقة أخرىأم سيستطيع البلطجية السيطرة على الأمر وتعود بعد المناطق لما كان في الماضي منوجود فتوات وفرض إتاوات على المواطنين ؟ في مصر الآن انفلات أمني يروِّع قطاعًاعريضًا من المصريين من جراء انتشار البلطجة وارتفاع معدل الجريمة، وتكفي الإشارةإلى أن متوسط من يقتلون على يد قطاع الطرق والمجرمين والعصابات، بلغ بعد ثورة 25يناير وما أعقبها من انفلات أمني أربعين مصريًّا في اليوم الواحد وهو رقم مرعب،ومع ذلك فإن هذا الرقم وإن كان يبدو مفزعًا، فإنه من جهة أخرى يبدو عاديًّاتمامًا، إذا ما علمنا أن هناك وطبقًا لإحصائيات وزارة الداخلية، ما يقرب من100 ألفبلطجي ومسجل خطر فئة "أ" طلقاء في الشوارع، يهدِّدون الأمن ويروِّعونالمواطنين ويستغلون الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، فيما تشير تقديرات أخرىإلى مراكز بحثية مستقلَّة حذَّرت من إعادة توظيف البلطجية سياسيًّا في الانتخاباتالمقبلة، أن هناك ما بين 300 ألف إلى 500 ألف بلطجي، بعضهم وسيرًا على درب الجيشوالحكومة، وكل المؤسَّسات الرسمية التي أنشأت لها صفحات على "فيسبوك"وبغرض التواصل مع المستفيدين من نشاطاتهم الإجرامية، أطلق صفحة على الموقعالاجتماعي باسم "الصفحة الرسمية للبلطجية في مصر"، فيما أنشأ آخرون صفحة"اتحاد البلطجية في مصر" دون أن يوضِّحوا ماهيتهم ولا هدفهم من إطلاقها.إنشاء تلك الصفحات جاء متزامنًا مع ارتفاع جنوني في أسعار البلطجية، وهو ما أوضحه"رزة" وهو اسم الشهرة لبلطجي شهير في حي بولاق الدكرور الشعبي، قال لناإن الأسعار تبدأ من 800 جنيه لأحداث عاهة مستديمة، وتصل إلى 15000 جنيه في ضرب يفضيإلى موت، مرورًا بهتك عرض 5000 جنيه، وضرب دون عاهة 500 جنيه، وضرب بعاهة 6300جنيه، وسطو مسلح 7000 جنيه، واستعمال آله حادة 4000 جنيه، وتشويه بمواد كيماوية12000 جنيه، ومهاجمة مجموعات من الناس 25000 جنيه، ومقاومة السلطات 6000 جنيه،والترويع والتخويف فقط 1000 جنيه، وجر شكل وإصابات مفتعلة 47000 جنيه. الأمر نفسهأكَّده "أنبوبة" وهو اسم الشهرة لبلطجي آخر شهير في حي إمبابة، أكَّدلنا أن من يستخدمهم يتفق مع مجموعة منهم عن طريق كبيرهم، ويدفع لهم مبلغًا ماليًّاكبيرًا مقابل أعمال، منها افتعال المشاجرات، أو الهجوم على أقسام الشرطة، أو السطوالمسلح، أو التهجُّم على مجموعة أيًّا كان انتماؤها السياسي، طالما تمَّ الدفعلهم. أن السجن ليس حلاًّ لهؤلاء، وإنما المطلوب عقد دورات تدريبية لإعادة تأهيلهمومشاركتهم الفعَّالة في المجتمع، هناك شركات خاصة هي التي تورد البلطجية لمنيريدهم، بغرض بث الرعب وتخويف البعض لصالح من يستخدمهم، أو بغرض"البيزنس" فقط، مثل تحصيل أموال أو شيكات من أشخاص يرفضون دفع ما عليهممن مستحقات، ولا يجدي معهم صدور أحكام قضائية يتهرَّبون من تنفيذها. ما سبق يؤكدازدهار البلطجة في مصر مع غياب الشرطة حتى الآن، كان من الطبيعي أن تنشر أعمالالخطف، وجرائم القتل والسرقة بالإكراه، واقتحام المحال والصيدليات.. الخ، علينا أنندرك بشاعة وحجم المشكلة التي يتعرَّض لها المواطنون والرعب الذي يعيشونه، حتىأصبح القتل في الطرقات مألوفًا، فترى جثثًا ملقاة بشكل يومي على طرق القاهرةالإسكندرية الزراعي والصحراوي لتجار بعد سرقة أموالهم، كما أنه وفي المناطقالشعبية ذات الكثافة السكانية العالية، ظهر فيها أشخاص من البلطجية، يفرضونسيطرتهم باستخدام الأسلحة النارية، في ظل الغياب الأمني الذي ما زال مستمرًّا حتىالآن، وإن كان بدا ظهوره تدريجيًّا. عالم البلطجة عالم غريب فالبلطجية أنواعوليسوا نوعا واحدا ولكن بما ان البلطجة أصبحت أساس من أسس الحياة المصرية..فهيأصبحت كالماء والهواء بالنسبة للشعب المصري الذي أصبح تقريبا بقى كله بلطجية..كانلازم نعمل الملف ده ونقوم ببعض الحوارات مع البلطجية الكبار في البلد، فهل احتكار التجار لاسعار الخضروات والفاكهةوالسكر والأرز بل والخبز والدقيق سوى صورة من صور البلطجة ، وهل إجبار المدرسينللطلبة وأولياء الأمور على الدروس الخصوصية وشراء المقاعد والنوافذ إلا صورة منصور البلطجة . يستخدمون البلطجة إلا في حالة واحدة وهي : محاولتك استردادالمسروق منك..وفي شغلهم بيعملوا على نظريتين علميتين: النظرية الأولى: " سنارة أو الملقاط" وده بيكون واحد منهم بينزل يسرق وعادي جدا لما تمسكه تقدر تضربة وتبهدلةوممكن توديه القسم وهما هيعرفوا يطلعوه النظرية الثانية: " الشبكة " وديبقى مجموعة من الشباب يتنزل مع بعض يثبتوك في الشارع قدام كل الناس وبياخدوا منكاللي هما عاو زينه وممكن يبعثوا واحد يسرقك لو في حته زحمة والناس كتيير وده بقىمتحولش تمسكه ولا تضربه لأنك لو حاولت تعمل كده هتلاقي بقية الشبكة بنجري عليكبالسيوف والمطاوي والسنج واستحمل ونصيحة منى لما حد يسرقك قوله هو الباشا شبكة ولاسنارة ولو قال شبكة خليه ياخد راحته ودول بقى مجموعة من الصيع والبلطجية ليهم سكةمع سعادة الباشا وممكن يكونوا من الأنواعالسابقة ودول بيخدموا الباشا في حاجات كتيير يعنى لو سيادته مزنوق في قضية ممكنيروحلهم وهم يدولوا اللي يشيل القضية -- الدكتور عادل عامر خبير في القانون العام ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية ورئيس تحرير جريدة صوت المصريين الالكترونية وعضو الاتحاد العربي للصحافة الالكترونية محمول 0124121902