على غير عاداته كان متلاحق الدقات كما لو كانت خفاهقته كان متلاحق الدقات كما لو كانت خفاهقته تأخذنى إلى بعيد ثم ترجعنى دون الممات راودتنى هواجسه وأنتابتنى الأزمات تاره أشعر بالخوف وتاره تتبدد مخاوفه وأشعر وكأنى أطير ف فضاء السماوات كعصفور لا يعرف وجهته فلا مرسى ولا سكنات كوابيس تؤرقنى فلا أهنىء بنوم يرافقنى السهر أتشبث برؤية القمر وبعض النجمات وهكذا كل ليله حتى إذا جاء منتصف الشهر يتلاشى رويداً ضياء القمر فيتركنى وحيداً أتخبط ف الظلمات وذات ليله وبينما ترتعد أوصالى خوفاً من بشاعة الحلكات ورهبة السكنات وإذ بحوريه وكأنها ملاك غير البشر فلم أرى مثلها من قبل ترتدى ثوباً أبيضاً شفاف نسيجه يكشف عن مفاتنها فشعرها منثور حول كتفها وكأنه خيوط من الحرير تتدلى حتى خصرها وجهها بدواران القمر هادئة الملامح عيون بلون صفاء البحر رموشها زانها الكحل فمها كحبتان من الكرز بينهما تتلالا حبات من اللولى طبيعى كما المستخرج من البحر فتبسمت فأضائت من حولى وبددت ظلمات الليل فسألتها من أنتِ فأجابت أنا من تبحث عنك مدى الدهر فأنت الحبيب الأنسى وأنا العاشقه الجنى فأنت لى وأنا لك يا من لوعنى شوقاً وأذابنى عشقاً من الآن لا مفر فأنت من أيقظتنى من غفوتى برقائق كلمات الشعر كلما همست بحروفك كنت تنادينى من قاع البحر فأسكنتك قلبى فلوعنى كما السحر حبيبى لا ترتعد أنا دفئك كما الشمس فأنا قدرك وأنت قدرى فأقتربت تدنو منى برفق فشعرت بحرارة الدفىء وضمتنى بعنف وكان زواج الجن بالإنس فى أعماق البحر