اخذ القمر يهم بالرحيل مدليا باخر أضوائه علي نافذتي....مع نسمات ريح عابثه اخذت تبعثر بأوراقي في اجواء الغرفه غرفتي التي اصبحت معتقلا لافكاري....يا الهي كم تتراقص الاوراق متخايله ...تحمل كلمات عشق كما تحمل زهره مسمومه العطر لكن ما لم ادركه هو موقف صديقي من تلك الرياح..فقد كان صامدا أمامها ...يرتجف احيانا ولكن كما اعتادته دائما لا ينكسر..قلمي قلم عابث يكتب بالعشق أحلي الكلمات..كلمات كاذبه ..فكيف يسطرعشقا لم يعرفه القلب بعد وبينما أشعر بالاسي علي نفسي ..بالوحده تقتلني.. اذ بالقدر يبعث الي بونيس ضجيج في الغرفه المجاوره...حمدا لله.. ولكن مهلا ربما كان لصا نعم ولكن لا يهم ....ليته يسرق وحدتي او حتي يقتل اليأس الدفين في اعماق روحي قمت وبخطوات ثابته لاتحقق من مصدر الصوت فاذا بفأر صغير يجلس علي صحن الفاكهه ينظر الي بعينين مذنبتين و أوصال ترتعد من الخوف... فابتسمت له حتي يطمئن الي وكأن الفأر قد اصبح ادميا و كأن وجهه قد تحول الي وجه ألفه ...ربما قد رايته من قبل في حياتي الاولي حياه ما قبل الحياه هذا الوجه أعطاني دفىء لم اشعر به من قبل ... ربما لانه اشعرني باني لست الوحيد الذي يشعر بوحده قاتله فهو ايضا ...بدون خل ...جائع ..شريد..يبحث عن مأوي ويا لها من صدفه فانا ايضا أبحث عن شريك... ربما بعثه القدر حتي يكون مؤنسي نعم هذا ما شعرت به عندما رأيت الفأر يتناول فتات الخبز وهو ينظر الي وكأن الخوف قد زال عنه وكأن أحساس الرهبه قد تبدل بالاطمئنان الي ذاك اليوم لم لكن وحيدا فقد كان الفأر بصحبتي طوال اليوم يجري هنا و هناك...يقفز من علي الطاوله ..يبحث بانفه الصغير عن طعام أخر حتي سمعت ذاك الصوت...صوتا اخر لم اشعر بالارتياح معه...فقد كان انذارا بالرحيل ضيفا جديدا قد اتى...فأره أخذت تقترب من صديقي...تلتف حوله ...تسرق منه الطعام حتي تطرد أشباح الجوع بداخلها ...كانت فأره صغيره أصغر من صديقي حجما و أهزل منه ايضا ولكن لونها البني جعلها تبدو في عينيه كأجمل فأره في الكون.... أخذ يسرق منها الطعام هو الاخر ... لا للجوع ولكن كنوع من الغزل يا الهي حتي الفئران تعرف كيف تغازل ... كيف تجد الونيس..كيف تهجر الوحده أحبها صديقي وهجرني من أجلها... هذا الحال دائما و سيبقي... سأبقي بدون خل..وحيدا الي الابد لا لن تنتهي قصتي هكذا ..لن ابقي مجهولا بعد الان سابحث عن فأرتي ..ربما اجدها يوما ما ولكن قبل ان أبدا الرحله علي ان أودعك أيها الصديق...ربما اراك في حياه اخري....من يعلم !!!!!! ولتبعث برساله مني الي كل قلب وحيد.... ( لست وحدك في الدنيا..هناك نصفا اخر بجانبك ربما لم تراه بعد.. ولكنه ينتظرك...فلا تقل متي يا حب ...بل ...قل ربي أهديني الطريق لأراه واهديه الطريق ليبادلني هذا الحب..) وداعا أيها الصديق