بين أشجاره العتيقة برونقها وبهاء أوراقها .تدور عينيه بين ارتفاعات وتلال وذكريات بالقرب من جسر المنتزه يري عليه أثار أقدام سهير رمزي .وأشجار الشط التي يلمح بينها خطوات عبدا لحليم حافظ ومريم فخر الدين .ينتشي وهو يتصور انه بين بقايا أثريات الزمن تمتد عينيه لتلمح اعلي الفندق بجماله المعماري .يري الفنار مشتعلا بأضاءاته الساحرة ليغمر الشط نورا . ..ينتظر قدومها بين لحظه وأخري يتخيل انها تركت شعرها منسدلا تتقاذفه الريح فيبتسم لها .كانت تقف بشباك تذاكر مسرح سلامه حجازي يوم ان امتدت يده إليها ليحجز مقعده في الصف الأخير ليشاهد مسرحيه شارع محمد علي .مدت يدها بالتذكرة ومد يده إليها تلامسا بالأنامل فارتجت يده انحني قليلا لينظر لوجهها .كانت ابتسامتها تزين وجهها الملائكي ..سمار وجهها الساحر أبهر عينيه .. اضطرب وتلعثم وسألها عن ميعاد رفع الستار إجابته التاسعة مساءا.تسمرت قدمه ولم تغادره الدهشة إلا وهو يسمع ندائها له .الباقي يا أستاذ... .رضا اسمي رضا !! .ضحكت فبدت أسنانها الجميلة بيضاء ناصعة متراصة في هدوء مثير خد الباقي يا أستاذ رضا .. ظل قابعا أمام المسرح بجوار الكورنيش ثلاث ساعات حتى لمح خطوتها تتهادي خارجه من باب المسرح أدهشه ان ابتسامتها لم تغادر وجهها تقدم منها فابتسمت أكثر .في ايه يا أستاذ رضا .أسف . انا من باكوس والمشوار بعيد قلت انتظر هنا لأشاهد المسرحية.أتفضل أشرب حاجه .فين ؟ تعالت ضحكاتهم وعلي رصيف المسرح امتد الحوار . تواعدا علي اللقاء .بنت اسكندرانيه جريئة خرجت للعمل بعد وفاه والدها أكملت تعليمها بمدرسه التجارة واحتلت مكان أبيها خلف شباك التذاكر إكراما لذكراه حكت له عن فريد شوقي وكيف انه يداعبها بكلمات رقيقه كلما مر علي شباك التذاكر .وان هشام سليم أهداها كتاب شعر لنزار قباني .وان شريهان منحتها بلوزه حرير فرنسيه الصنع .وان والدتها تعاني نفس المرض الذي مات به والدها .يستمع إليها وهو غارق في انبهار حركاتها البسيطة وهي تسرد كل شي كأنها انفجرت حكيا وشرحا.. تعرف ...أنا أول مره أتكلم مع حد وحاسة إني مرتاحة كأني بحكي مع أبي. ممكن أوصلك للبيت ..طبعا ماما هتفرح .