أتاحت لي التفاتتها أن المح علي مهل وجهها البلور.أفاض علي من النسيم ما أفاض.أطرقت الرأس خجلا وأنا اعبر أمامها مسرعا لم أكن انوي التمهل ولا الوقوف إلا أن صوتها المخملي نادي باسمي . توقفت التقط الأنفاس وانظر إليها كان وجهها في الأرض خجلا .بادرتها . مابك.قالت أمي تشتكي ألما يعاودها كل حين واليوم اشتد عليها . لم أكن احمل غير قلمي وكشافي الصغير. تصعد خلفي درجات السلم علي عجل وأنا أعدو أمامها .كان باب الشقة مشرعا من خلفي نادتني ادخل يادكتور .بسملت وأنا ارتاد منزلها لأول مره منذ أن مات أبوها وجلست مع أهل الحي أتلقي العزاء فيه .رجلا مضي من عالمنا ولم يبقي خلفه سوي ابنتيه وزوجه تلازم الفراش منذ زمن طويل . كنا نراه كثيرا .يحملها إلي الطبيب في عيادات الحي متنقلا بها ولم يبدو علي وجهه ضجر أو غضب يجر خلفه فتاتان جميلتان بوجه صبوح أخذتا ملامح أمهما وحجم أبيهما .بجوارها علي ا لسرير جلست أنبهها كان صوتها خافتا تصعد آهاتها متتالية عميقة.أمي أمي.سمعاني..لم تومئ برأسها مددت يدي لأفتح عينها عنوه فقد طال غلقهم من شده الألم كان اللون الأبيض يغطي بؤبؤ العين فاتجهت للثانية ادقق النظر فيها .سالت مرشدتي اين الروشتات القديمة أحضرت واحده متهالك ورقها مدون عليها تاريخ قديم وقالت نحن نكرر العلاج بانتظام.وبصوت خفيض كلما تيسر الحال. كنت أدرك أن الحالة تدهورت كثيرا لتأخر العلاج وتطور الحالة .غادرت المنزل مسرعا إلي صيدليه الحي .عدت مسرعا للمنزل لإحضار بعض الأغراض ودخلت الي الشقة كانت تنتظرني علي الباب باكيه.كنت أدرك أنني أحاول إنقاذ ماتبقي من جسدها الذي ماتحمل طول المرض .سقطت الادويه من يدي وأسدلت غطاء السرير علي وجهها لم تنزل دموعي من يوم وفاه أمي وجدتني ابكيها كما ابكي أمي تجمع أهل الحي علي بكاء وصراخ أختها الصغرى .ليلا بعد ان انتهت مراسم الجنازة والدفن والعزاء كنت آخر المغادرين لمنزلي ظللت طول الليل ابحث عن حل ..صباحا كنت علي باب شقتهم فتحت الباب منكسرة حزينة ..بادرتها تجوزيني .امثل وجهها نورا علي نور وأطرقت خجلي .نزلت الي مأذون الحي وأحضرت رجال الحارة وهمس لي جار عجوز :.مش بدري ع الكلام ده يادكتور .همست إليه: انا هاجي كثير هنا يرضيك حد يقول كلام مالوش لزمه. .قال عداك العيب يا ابني .