نحن الكفار وهم الشهداء الأبرار بقلم: علاء عريبي منذ 39 دقيقة 44 ثانية هل السلفيون وأصحاب الخطاب الديني المتشدد قرروا إعلان الحرب على المصريين؟، هل اتفقوا على إراقة الدماء في الشوارع من اجل الحصول على مقاعد البرلمان؟، هل سيحولون البلاد إلى معسكرين أحدهما للمؤمنين وآخر للكفار؟، وهل حكومة الحاج شرف أجرت لهم منابر المساجد لإعلان حربهم على الشعب المصري؟، هل وزارة الأوقاف تتبنى خطابهم التكفيري؟، هل الشعب المصري قام بثورته لكي يركبها المتشددون دينيا وفكريا؟، هل خرجنا للشوارع لكي تستولي مجموعة من المتطرفين فكريا ودينيا على مؤسسات الحكم؟، هل سينتهي بنا المقام إلى حبسنا في خانة الكفار؟، هل سنترك أولادنا تحت حكم وخطاب هؤلاء المتطرفين فكريا؟، هل مصر(الكنانة، أم الدنيا) سيجيء عليها اليوم الذي تتولى فيه إدارة شئونها جماعة من المكفرين المتشددين؟، هل هذه الثورة التي قمنا بها؟، هل هذه هي مصر التي حلمنا بها؟. ذهبت أول أمس إلى مسجد يوسف الصحابي بميدان الحجاز كالعادة لصلاة الجمعة، لم يكن الإمام هو الذي يخطب على المنبر، قبل أن اجلس انتبهت لكلماته، الشيخ يهاجم العلمانيين بعنف، قال العلمانية يعنى الابتعاد عن الله، وعدم الاعتراف به، وأن العلمانيين كفرة ويريدون أن يسيطروا على البلاد، وان هؤلاء العلمانيين قاموا بتزوير التاريخ الإسلامي، وهم الذين يروجون كذبا وزورا فى وسائل الإعلام لعدم تطبيق الشريعة طوال تاريخ الدولة الإسلامية، وزعم الشيخ أن الشريعة الإسلامية طبقت منذ وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، واستشهد بدولة السلاجقة والمرابطين والدولة الأيوبية والعباسية، وقال إننا سنطبق الشريعة وسنقيم الدولة الإسلامية رغم أنف الكفرة العلمانيين. والعلمانيون في فهم الشيخ هم جميع الأشخاص غير التابعين للجماعات الإسلامية، بمعنى آخر الذين ينادون بالديمقراطية والتعددية والليبرالية والاشتراكية، كل من يقول بالدولة المدنية، فالدولة المدنية في رأيه هي دولة الكفار، لأنها لا تطبق كتاب الله وسنته، بل تأخذ بالعلمانية. لا أخفى عليكم لقد شعرت بالفزع على مستقبل البلاد وأنا أستمع لهذه الخطبة، لأن الشيخ هنا يزرع الفتنة بين المسلمين، ويقسم البلاد إلى فريقين، احدهما يتبع الجماعات المتبنية للخطاب الديني(المعتدل والمتشدد)، والاخر غير التابعين للجماعات، الفريق الأول هو المؤمن بالله وكتابه، والثاني العلماني الديمقراطي الليبرالي الاشتراكي هو الكافر الذي يسعى إلى إنكار الله والاعتداء على كتابه وسنة نبيه الكريم. بعد انتهاء الصلاة نشبت مشاجرة في المسجد، ربما بسبب هذه اللغة التكفيرية، لم ألتفت أو أنتظر لمعرفة سببها، وعدت للمنزل أتابع الوقفات الاحتجاجية في ميادين مصر، وانزعجت بشدة مما قيل في احتفالية حزب الأصالة، حيث نسبت المصري اليوم، لقيادات الحزب كلاما فى غاية الخطورة ولا يبشر بأي خير، ويهدد بحرب أهلية بين أصحاب الخطاب الديني المتشدد وسائر التيارات السياسية، نشر منسوبا إلى الدكتور محمد عبدالمقصود القيادى السلفى قوله «نحن نشارك في العمل السياسي، حتى لا نترك البلد للعلمانيين والليبراليين.. ومستعدون لأن نخرج إلى الشوارع والميادين، ونقدم أنفسنا شهداء حتى لا نسأل يوم القيامة عن تقصيرنا في تطبيقها»، ونسب لممدوح إسماعيل نائب رئيس حزب الأصالة السلفي: «إن الانتخابات المقبلة إما أن تشهد نجاح الإسلاميين في الوصول إلى الحكم، أو سيطرة الليبراليين عليه، واستبعادنا من كل شيء». وهذا الكلام يعنى أننا لسنا كفارا فقط كما قال خطيب مسجد يوسف الصحابي، بل نستحق الموت، وأن الذي سيقتلنا سيكون مجاهدا في سبيل الله، ومن نقتله دفاعا عن النفس سيكون من الشهداء الأبرار، وان أصحاب الخطاب الديني المتشدد سوف يريقون الدماء في البلاد من أجل الوصول إلى الحكم، إما هم سدة الحكم أو الموت للمصريين والخراب لمصر. علاء عريبى [email protected]