عقد مؤتمر الجمعية الأمريكية لدراسة أمراض الكبد لعام 2015، بمدينة سان فرانسيسكو، وخلال اجتماعات المؤتمر أعلن عن النتائج المتقدمة لدراسة إكلينيكية تحت عنوان «معدل استجابة مرتفع لمرضى مصريين مصابين بفيروس سي من النوع الجيني الرابع عند علاجهم بعقاري رافيداسفير وسوفوسبوفير» نتائج دراسة موسعة في المرحلة الثالثة بمشاركة العديد من المراكز الطبية المصرية، وقام باستعراض الدراسة الدكتور جمال عصمت، أستاذ الكبد والأمراض المتوطنة بجامعة القاهرة، خبير منظمة الصحة العالمية للفيروسات الكبدية. يقول الدكتور جمال عصمت: إن قبول المؤتمر لعرض الدراسة ضمن ستة أبحاث فقط تم اختيارها على مستوى العالم باعتبارها أبحاثاً تستحق أن تنال أولوية العرض كجزء من برنامج المؤتمر على الرغم من تقديمها متأخرة وهذا يدل على مدى اهتمام إدارة المؤتمر بهذه الدراسة. وأضاف أن دراسة المرحلة الثالثة الكبيرة التي أجريت على 300 مريض أوضحت أنه عند دمج «رافيداسفير 200 ملجم» مع «سوفوسبوفير 400 ملجم» وإعطائه للمريض مرة واحدة يومياً لمدة 12 أسبوعاً، وصل معدلات استجابة المرضى من كل الأنواع مجتمعة إلى 98% «255 مريضاً من إجمالي 261 مريضاً»، وبالنسبة لمرضى فيروس «سي» غير المصابين بالتليف الكبدي، فقد بلغت نسبة شفائهم حتى الآن 100%. وأضاف الدكتور جمال عصمت: هناك مؤشرات قوية من الدراسة حتى الآن تؤكد إمكانية تحقيق الشفاء بنسبة 100% لمرضى فيروس «سي» المصابين بالتليف الكبدي إذا امتدت فترة علاجهم إلى 16 أسبوعاً، حتى الآن لم تُسَجَلْ أي انتكاسات بين مرضى فيروس «سي» الذين يصعب علاجهم لإصابتهم بالتليف الكبدي، وذلك عند مد فترة علاجهم إلى 16 أسبوعاً، مع العلم بأنهم خاضوا تجربة العلاج بالإنترفيرون من قبل ولم يحقق لهم الشفاء، وأصبح من الواضح لدينا الآن إمكانية القضاء على فيروس «سي» من النوع الجيني الرابع بنسبة 100% عن طريق استخدام رافيداسفير مع سوفوسبوفير مرة واحدة يومياً، وذلك بدون ريبافيرين لمدة ثلاثة شهور لغير المصابين بالتليف الكبدي، ولمدة أربعة شهور - مع إضافة عقار ريبافيرين - للمصابين بالتليف الكبدي. تجاوزت النتائج كافة التوقعات، ما يعد بارقة أمل لأكثر من 22% من إجمالي المصابين بفيروس «سي» حول العالم، خاصة المرضي المصريين حيث يمثل النوع الجيني الرابع 92% من إجمالي حالات الإصابة بفيروس «سي» في مصر. وصرح الدكتور شيرين حلمي، رئيس مجلس إدارة شركة فاركو للأدوية، تأتي الدراسة كخطوة أولى ضمن برنامج علمي متكامل نلتزم بتقديمه للقضاء على فيروس «سي» في مصر ولجميع المرضى في جميع أنحاء العالم، ونؤكد استمرارنا في بذل أقصى الجهود العلمية طبقاً لأحدث المعايير الدولية وكذلك التعاون مع جميع الجهات المعنية للقضاء على هذا الفيروس الذي يعد بمثابة وحش يهدد الأمن القومي المصري ويعرض حياة أكثر من 6 ملايين مصري لخطر جسيم. وهذه الدراسة تمثل ثمرة جهود وتعاون مستمر بين شركة فاركو وشركة بريسيديو الأمريكية الرائدة في مجال ابتكار وتطوير الأدوية الطبية والتي يقع مقرها في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدةالأمريكية. وأضاف الدكتور شيرين حلمي: وها نحن الآن نطلق علاجاً واعداً بعقار رافيداسفير مع سوفوسبوفير ليأخذه المريض مرة واحدة يومياً عن طريق الفم، ما يساعده على استكمال العلاج، وبالتالي يسهم ذلك في رفع معدلات علاج مرضى فيروس «سي» من النوع الجيني الرابع في مصر والقضاء عليه نهائياً بالأسلوب العلمي والعالمي بأقل التكاليف الممكنة. وقال الدكتور إمام واكد، أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بالمعهد القومي للكبد بجامعة المنوفية: «تعد الدراسة هي الأولي والأكبر من نوعها حيث شارك بها 300 مريض بفيروس سي يعانون من درجات مختلفة من التليف وقد أظهرت الدراسة معدلات شفاء مرتفعة غير متوقعة مقارنة بأي دراسة أخرى أجريت علي النوع الجيني الرابع من فيروس سي، وقد أجريت الدراسة في ثلاثة من أكبر مراكز الكبد المصرية، طبقًا لقواعد الممارسات الإكلينيكية العالمية وقد حصلت الدراسة على موافقة لجنة أخلاقيات البحث العلمي بالإدارة المركزية للبحوث والتنمية بوزارة الصحة في 5 أغسطس 2014». أما الدكتورة مايسة الرازقى، أستاذ الأمراض المتوطنة والكبد بكلية طب قصر العيني، جامعة القاهرة، المشرف على برنامج علاج مرضى فيروس سى بمستشفى القاهرة الفاطمية، فأشارت إلى أهمية هذه الدراسة التي تحمل فوائد كثيرة للمرضى في مصر، ما يوفر للمريض بدائل علاجية عالية الكفاءة والجودة بسعر مناسب دون أي مؤثرات خارجية، وتعد الدراسة هي الأكبر على مستوى العالم التي أجريت على النوع الجيني الرابع من الفيروس، الأمر الذي يدل على مصداقية شديدة لمدى الاستجابة للعلاج واستبعاد حدوث الأعراض الجانبية. تأتي أهمية هذا المؤتمر العالمي نظراً لحضور ما لا يقل عن ثمانية آلاف طبيب متخصص في أمراض الكبد من جميع أنحاء العالم حيث يتم فيه مراجعة وتحديث بروتوكولات العلاج لأمراض الالتهاب الكبدي الفيروسي وغيرها من الأمراض الكبدية، كما يشهد وضع الأدوية الحديثة على خريطة العلاج العالمية.