سلطت صحيفة "تليجراف" البريطانية، الضوء على اللقاءات السرية بين رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، والعقيد الليبى المخلوع معمر القذافى عامى 2008 و2009 وبالتحديد فى الأشهر القليلة التى سبقت اطلاق سراح عبد الباسط المقرحى المتهم بتفجير طائرة لوكربى، بعد أن هددت ليبيا بقطع علاقاتها الإقتصادية مع بريطانيا. وقد أنكر بلير تورطه فى مسألة الإفراج عن المقرجى، مشيراً أنه قرار السلطة التنفيذية الأسكتلندية، بعد قرار الأطباء بأن حالته حرجه وليس أمامه الكثير. وأوضحت الصحيفة، التى تنفرد حصرياً بهذا الموضوع، أن الكشف عن هذه الاجتماعات، التى لم يعلن عنها بلير، فى ذلك الوقت، يثير حفيظة جميع أقارب ضحايا لوكربى، مطالبين بلير بالكشف عن جميع تعاملاته مع نظام القذافى. ونقلت الصحيفة عن إحدى أسر ضحايا لوكربى قوله إن اجتماعات ومراسلات بلير بالقذافى، تبعث على القلق، كما أن فكرة أن يقوم القذافى بتحمل نفقات زيارة بلير أمر فى غاية الغرابة، لذلك ينبغى من مناقشة تفاصيل هذا الموضوع على الملأ، مدهشةً من استمرار اللقاءات بينهما على الرغم من خروج بلير من منصبه. وأشارت الصحيفة إلى رفض بلير الافصاح عن لقاءاته بالقذافى أمام الرأى العام، بعد خروجه من المنصب الحكومى فى عام 2007 ولفتت الصحيفة إلى تصريحات أوليفر مايلز، سفير بريطانيا السابق فى ليبيا، أن تونى بلير كان يستخدم علاقاته بالقذافى لخدمة مصالحة التجارية الخاصة. وأوضحت الصحيفة أن الاتصالات بين مكتب تونى بلير، والسفير البريطانى فى طرابلس، والسفير الليبى فى لندن تثير القلق حول تضارب محتمل فى المصالح بشأن أدوار بلير المتعددة كونه مبعوث السلام فى الشرق الأوسط واستشارى لبعض رجال الأعمال، مما يعزز إدعاء سيف الإسلام القذافى بأن تونى بلير كان مستشاراً للحكومة الليبية وهيئة الاستثمار الليبية التى تتحكم فى استثمارات بقيمة 41 مليار جنية استرلينى، وهذا ما نفاه بلير بشكل قاطع.