تحظى السينما المصرية بمشاركة كبيرة ضمن فعاليات الدورة ال 26 لمهرجان قرطاج السينمائى الذى تستمر فعالياته حتى 27 نوفمبر، حيث تشارك 7 أفلام مصرية ضمن مسابقات الأفلام المختلفة وحظيت جميعها بنسبة مشاهدة كبيرة، كما يكرم عدداً كبيراً من الفنانين المصريين من بينهم فاتن حمامة وأسماء البكري ومعالي زايد ومريم فخر الدين. أكثر الافلام التى حققت نسبة مشاهدة كبيرة كان فيلم «قدرات غير عادية» الذى يشارك بقوة على جائزة المسابقة الرسمية «التانيت الذهبي» للأفلام الروائية الطويلة، الفيلم حضره جميع المشاركين بالعمل المخرج والمؤلف داود عبدالسيد الذى أكد أنه يراهن على الجائزة، خاصة أن الفيلم حالة فنية خاصة غير متكررة، وحظى باهتمام كبير من لجنة التحكيم ومن الجمهور التونسى، وهى المرة الثانية التى أشارك بنفس المهرجان فسبق وشاركت بفيلم «رسايل البحر»، ولذا فأنا أكن احتراماً وتقديراً لهذه الفعالية المهمة. أيضاً حضرت بطلة الفيلم نجلاء بدر التى حظيت باهتمام كبير من الجمهور التونسى وبدأوا يلتقطون الصور معها بعد عرض الفيلم، وبين الحضور أيضاً بطل العمل خالد أبوالنجا الذى أكد أن هذه هى المشاركة الدولية الثانية للمهرجان بعد مشاركته بمهرجان دبى السينمائى، ونفى أن يكون منتج الفيلم رفض عرضه بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته ال 37 التى انتهت مؤخراً، مشيراً إلي أن قوانين المهرجانات الدولية لا تسمح بعرض أفلام سبق عرضها فى مهرجانات سابقة، والفيلم عرضه الأول كان بدبى، وهو ما منع مشاركة الفيلم فى القاهرة السينمائى. الفيلم المصرى الثانى «مقاتل وحيد بالحيز» ويشارك في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة مدته 19 دقيقة بطولة ماريو رؤوف وسعيد قابيل، وإخراج وتأليف وإنتاج علاء هيكل، وتدور أحداثه حول «شادي» شاب مراهق، يعيش مع والده، ولا يستطيع مجاراة أحد زملائه في كتابة الشعر، وقد أمضى عقوبة بالسجن من أجل سرقة كاميرا بعد أن شاهد زملاءه يحاولون أخذ صورة له. «هيكل» أكد ان الفيلم يشارك ضمن المسابقات الموازية بالمهرجان وهو قسم يحظى باهتمام شديد من النقاد والجمهور، وأشار «هيكل» إلي أنها المرة الأولى التى يشارك فى مهرجان دولى بفيلم رغم أنه قدم عدداً كبيراً من الأفلام القصيرة، وأشاد «هيكل» بمستوى الأعمال المشاركة بمهرجان قرطاج، معبراً بأن الجمهور التونسى يهتم كثيراً بالسينما المصرية سواء القصيرة أو الروائية الطويلة. أيضاً من ضمن الأفلام المشاركة بالمهرجان فيلم «باب الوداع» للمخرج كريم حنفى الذى يشارك ضمن المسابقة الرسمية لأول عمل للفيلم الطويل، وهو الفيلم الذى مثَّل مصر فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى الدورة ال 36 وحصل على جائزة الهرم الفضى لأفضل إسهام فنى، ويقوم ببطولته سلوى خطاب وأحمد مجدى أحمد على وآمال عبدالهادى وشمس لبيب. تدور أحداث الفيلم عن شاب حالم ينشأ فى بيت جدته وأمه فى منزل فقير مهجور، يحلم بالطيران منذ طفولته وينتظر الرياح لتحمله بعيداً ليسافر إلى حبيبته التى كان يحلم بها وتعيش فوق القمر المطل على نافذته، ولكنه يخشى المجهول والشعور بالذنب للابتعاد عن والدته الذى أصبح الرجل الوحيد فى حياتها بعد وفاة زوجها. كريم حنفى يقدم صورة جديدة للسينما المصرية بالاعتماد على أسلوب جديد فى الإخراج حظى باهتمام كبير وقت عرض الفيلم فى القاهرة السينمائى وعرض بسينما زاوية المختصة بعرض نوعية الأفلام التجريدية وحظى بنجاح كبير فى عرضه، وهو نفس الاهتمام الذى لاقاه فى قرطاج، عبر كريم عن سعادته بمشاركة الفيلم فى مهرجان كبير بحجم قرطاج.. وأشار إلي أن ردود الفعل كانت قوية من الجمهور وقالوا إن الفيلم يذكرهم بالمخرج الكبير شادى عبدالسلام، الذى يعتبر الأكثر تأثيراً على أثناء إخراج الفيلم لأن له أثراً كبيراً فى الشكل البصري التشكيلى للفيلم. وأشار «كريم» إلي أن الفيلم لم يتكلف إنتاجياً كثيراً لكن النجاح الذى حققه على مستوى المهرجانات التى شارك فيها يؤكد أن السينما المصرية قادرة على التمثيل الجيد بالمهرجانات الدولية وهذا شرف كبير لكل السينمائيين المصريين. أيضاً يشارك فيلم «برا في الشارع» إخراج ياسمينة متولي وفيليب رزق، ضمن المسابقة الرسمية للأشرطة الوثائقية ومدته 72 دقيقة وتدور أحداثه حول تسعة رجال يجتمعون في ورشة فوق السطوح، وهناك يقومون بمواجهات - من الحياة اليومية - مع الشرطة، وفي هذه العملية يتعاطى الممثلون مع فضاء، هو بين المسرح والواقع.. فالمصنع هو عبارة عن عالم صغير وصورة مصغرة لمصر. المخرج والمؤلف قدما أعمالاً فنية كثيرة شاركت فى المهرجانات وكانت أولى مشاركاتهم عام 2008 بمهرجان كندا. أيضاً يشارك فى نفس المسابقة فيلم «تايه» المصرى للمخرج السورى أحمد فستق وهو فيلم مدته 64 دقيقة، يشرح فى شكل وثائقى رؤية المجتمع العربى للريف المصرى، حيث تدور أحداثه حول رجل قادم من قرية في أعماق الريف المصري ينتقل إلى المدينة، أملاً في تحقيق حلمه، وبعد مرور 11 سنة، وجد نفسه يهيم في أنحاء العاصمة، وفي نفس الوقت لا يقوى على العودة إلى قريته. الفيلم هو أول مشاركة للمخرج بأى مهرجان دولى بعدما تخرج في أكاديمية الفنون المصرية، فستق أكد أن الفيلم تم التجهيز له فى 8 أشهر ويرصد واقعاً اجتماعياً فى إطار وثائقى، وأتمنى أن يحظى باهتمام لجنة التحكيم بتونس. وعلى جانب آخر حظى قرطاج فى نسخته ال 26 بحضور عدد كبير من الفنانين المصريين الذين لم يحضروا فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى وهم هنا شيحا ونجلاء بدر وخالد أبوالنجا وأقامت لهم هند صبرى مأدبة عشاء فى ثانى أيام المهرجان جمعت عدداً كبيراً منهم. افتتح المهرجان تحت شعار «الدنيا كلها سينما» وهو الشعار الذى رفعته وزيرة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية التى أكدت أن الدورة ال 26 للمهرجان تأتي في مكانها على وقع ما يعيشه العالم من مخاطر العودة إلى قانون الغاب وحيوانية الغرائز ومخاطر الإرهاب، وهذه التظاهرة تستعد لأن تكون جديرة بتونس الحرة والجميلة الراسخة في بيئتها المغاربية والأفريقية والمتوسطية المنفتحة على العالم. افتتحت الدورة الجديدة بعرض فيلم «لامب» للمخرج الإثيوبي يارد زيليكي الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» السينمائي. ويتنافس على جائزة «التانيت الذهبي» للأفلام الروائية الطويلة 17 فيلماً من تونس وفلسطين ومصر والمغرب والجزائر ولبنان والعراق وبوركينا فاسو وجنوب أفريقيا وإثيوبيا ورواندا ومالي. ومن أبرز الأفلام فيلم «قصر الدهشة» للتونسي مختار العجيمي و«قدرات غير عادية» للمصري داود عبدالسيد و«أوكا» للمالي سليمان سيسي و«الزين اللي فيك» للمغربي نبيل عيوش و«مدام كوراج» للجزائري مرزاق علواش الذى شارك مؤخراً بالقاهرة السينمائى. وسيتنافس على جائزة «التانيت الذهبي» في مسابقة الأفلام القصيرة 13 فيلماً، بينما يشارك 16 فيلماً في مسابقة الأفلام الوثائقية. وستمنح جائزة «الطاهر شريعة» وهو مؤسس أيام قرطاج المسرحية الذي توفي عام 2010 إلى العمل الأول، إضافة إلى «جائزة قرطاج» للأعمال الواعدة. ويكرم المهرجان في دورته هذا العام نساء السينما المصرية فاتن حمامة وأسماء البكري ونبيهة لطفي ومعالي زايد ومريم فخر الدين، إضافة للمخرج التونسي النوري بوزيد، والكاتبة الجزائرية آسيا جبار، ومدير التصوير التونسي الحبيب المسروقي، والمخرج البرتغالي مانويل دي أوليفيرا.