وصف سياسيون الإقبال على التصويت في اليوم الأول من المرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية بأنه جيد"، مؤكدين أن الإقبال ارتفع بشكل ملحوظ، وشهد مشاركة كبيرة من الرجال مقارنة بالمرحلة الأولى؛ معللين ذلك باختلاف طبيعة محافظات المرحلتين، وتباين الحراك والوعي السياسي فيهما. وبدأت اليوم المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، والتي تجرى في 13 محافظة، وهي: "القاهرة والقليوبية والدقهلية والمنوفية والغربية وكفر الشيخ والشرقية ودمياط وبورسعيد والإسماعيلية والسويس وشمال سيناء وجنوب سيناء". ووصفت داليا زيادة، الناشطة السياسية والحقوقية، نسبة الإقبال التي شهدتها المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية، بالمعقول وتخطت المرحلة الأولى، التي واجهت صعوبات مثل بُعد محل الإقامة عن مكان التصويت، مما جعل الأمر صعب على بعض المواطنين، وأضعف نسبة المشاركة. وأكدت على وجود مشاركة رجالية عكس المرحلة الأولى، التي شهدت إقبال النساء بشكل أكبر، مما ينذر ببداية مشاركة كل فئات الشعب سواء النساء أو الشباب والرجال في تحقيق الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة الطريق. وأرجعت "زيادة" تضاعف نسبة الإقبال إلى سلوك الشعب، واختلاف طبيعة وفكر المواطنين بين محافظات المرحلة الأولى والثانية، موضحة أن المرحلة الثانية تشمل محافظات محورية مثل القاهرةومحافظات الدلتا التي تتميز بوجود حراك سياسي ووعي شعبي أكبر من محافظات المرحلة الأولى. واستبعدت أن يكون تدارك الأحزاب لأخطائهم هو السبب في تلك الزيادة؛ معللة ذلك بأن التحالفات والأحزاب لازالت لديها مشاكل لم تنته خلال هذه الفترة القصيرة بين المرحلتين الأولى والثانية، متمنية أن تتدارك الأحزاب مشاكلها داخل البرلمان وتمتلك برامج سياسية حقيقية. وعلى مستوى المخالفات، أكد زيادة أن المراكز الحقوقية لم ترصد تجاوزات تصل إلى حد الانتهاكات التي تضر بسير العملية الانتخابية، ومعظمها تم احتوائه مثل تأخر فتح اللجان وبعض المشادات الكلامية بين المرشحين. ودشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر"، هاشتاج يحمل اسم الانتخابات البرلمانية، تصدر قائمة الأكثر تداولًا منذ تدشينه، وتوالت التعليقات من النشطاء عبر الهاشتاج متمنين من جميع المصريين المشاركة، والنزول للإدلاء بأصواتهم استكمالًا للاستحقاق الثالث في خارطة الطريق. وعلق محمد أبو حامد، البرلماني السابق، على نسبة الإقبال في المرحلة الثانية مؤكدًا أنهخا زادت عن المرحلة الأولى، وعكست رغبة المصريين في المشاركة بقوة في إتمام الاستحقاق الأخير لخارطة الطريق، مرجعًا ذلك إلى أن المرحلة الثانية شملت محافظات حيوية مثل القاهرة المعروفة بوجود كتلة تصويتية كبيرة، عكس محافظات المرحلة الأولى. وأضاف، أن محافظات المرحلة الثانية بها حراك سياسي ووعي أكثر من الأولى، فضلًا عن أن محافظات الصعيد تميزت على مدار السنين الماضية بضعف المشاركة والكتلة التصويتية بها، متوقعًا أن تزيد نسبة التصويت أكثر في اليوم الثاني من المرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية. وأكد الدكتور يسري العزباوي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، على ارتفاع عدد الناخبين في المرحلة الثانية مقارنة بالمرحلة الأولى، متوقعًا زيادة نسبة الإقبال إلى أعلى مراحلها خلال الساعات القادمة وغدًا. وأرجع هذه الزيادة إلى أن شعور المواطنين بالخطر لاسيما مع زيادة معدلات الإرهاب في دول العالم خلال الفترة التي تلت المرحلة الأولى، وشعورهم أيضًا بأهمية تشكيل البرلمان وأنه الملجأ الآمن هو ما دفعهم للنزول والمشاركة هذه المرة. وأوضح أن تغيير الأحزاب والمرشحيين المستقلين لسياستهم الدعائية، وتضافر جهود وسائل الإعلام في حث المواطنين للنزول والمشاركة، كان سببا وراء زيادة نسبة التصويت. وأشار إلى أن العملية الانتخابية خلال هذه المرحلة شهدت تنظيمًا أكثر عن المرحلة الأولى، فلم تشهد اللجان تأخرًا في فتح أبواها أو في مواعيد حضور القضاة؛ الأمر الذي أدى إلى انتظام العملية الانتخابية. واختلف معهم المستشار يحيي قدري، نائب رئيس حزب الحركة الوطنية، مؤكدًا أن نسبة المشاركة في المرحلة الثانية لم تتضح بشكل كامل، ولكن المؤشرات الأولية تؤكد زيادتها بنسبة قليلة عن المرحلة الثانية. وأرجع ذلك إلى الأحداث الإرهابية المتلاحقة التي شهدها العالم الغربي، وشعور البعض بالخوف بسبب احتمالية أن يطول الإرهاب مصر من جديد، مضيفًا أن ذلك كله أدى إلى الالتفاف مرة أخرة حول مبادئ ثورة 30 يونية، والمشاركة في الانتخابات البرلمانية. وأضاف، أن المرشحين في محافظات المرحلة الأولى والتي شملت الصعيد وضواحيه، ليس لديهم خبرة في الحياة الحزبية والسياسية تؤهلهم لإجراء دعاية انتخابية سلمية، وبالتالي كانت نسبة الإقبال ضعيفة خلال هذه المرحلة.