ولدى وصولي إلى المخيمات التركية، تلقيت اتصالات من المراقب العام للإخوان المسلمين رياض الشقفة ومن عبد الحليم خدام وولديه ومن رفعت الأسد ومن برهان غليون وعدنان العرعور ومحمد زهير الصديق ومن معظم المشاركين في مؤتمر أنطاليا الذي عقد في تركيا». وأكد الضابط المنشق أنه قال لجميع من اتصلوا به من أجل التنسيق معه «ماذا عندكم، اعرضوه عليّ وأنا أجاوبكم، وبناءً عليه أعمل معكم أو مع غيركم». وأشار إلى أنه بقي قرابة ثلاثة أشهر وهو يتلقى وعوداً فقط، وأن المبلغ الوحيد الذي تلقاه هو «1000 دولار أميركي فقط من محمد زهير الصديق» الشاهد في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري. وكشف هرموش أنه نسّق مع «رؤساء مجموعات مسلحة في حمص وحماه وإدلب من أجل نقل السلاح»، نافياً في الوقت نفسه أن يكون قد أطلق النار على الجيش «أنا لو أطلق عليّ أي جندي النار، فلن أطلق النار عليه». وختم هرموش، الذي لم يذكر كيف تم إلقاء القبض عليه، أن «العمل الذي قام به لم يثمر سوى عن الشحططة والبهدلة والوعود الكاذبة، وأنه أصبح تحت ثلاثة حدود، خارج عن الدولة والقانون وعن المجتمع وأسرته وبين الذين نسقوا معه ولم يثمر عن تنسيقهم شيء». وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) قد ذكرت أول من أمس أن التلفزيون الرسمي سيبث مساء الخميس اعترافات المقدم حسين هرموش، فيما حمّلت حركة الضباط الأحرار أنقرة «المسؤولية الكاملة» عن تسليمه إلى دمشق. لكن مصادر في المعارضة رجحت في حديث إلى وكالة فرانس برس أن تكون الاستخبارات السورية قد اختطفته من تركيا، التي لجأ إليها إثر انشقاقه. وأعلن المقدم هرموش انشقاقه عن الجيش احتجاجاً على أعمال القمع التي ينفذها نظام الرئيس بشار الأسد بحق المدنيين، ليصبح بذلك أول ضابط سوري يعلن انشقاقه عن الجيش. وتمكن هرموش من مغادرة سوريا وشكل ما أطلق عليه اسم «لواء الضباط الأحرار» الذي يضم عشرات الضباط الذين حذوا حذوه وانشقّوا عن الجيش من بعده. والأسبوع الماضي، توفي محمد هرموش (74 عاماً) شقيق المقدم حسين هرموش، بينما كان محتجزاً لدى قوات الأمن التي اعتقلته في شمال غرب سوريا، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكان إبراهيم هرموش شقيق المقدم السوري المنشق قد حمّل السلطات التركية مسئولية اختفاء شقيقه، وقال إن شقيقه اختفى بعد لقائه أحد الضباط الأتراك في أحد مخيمات اللاجئين السوريين في الأراضي التركية. وقال في اتصال هاتفي مع قناة العربية الفضائية التابعة للسعودية، أمس، إن الأتراك هم الذين أخذوا أخاه أولاً، وأنه يستبعد أن يكون في الأراضي السورية، إلا بتآمر من تركيا. من جهة ثانية، أعلنت سانا أن التلفزيون السوري سيبث غداً «اعترافات جاسوس إسرائيلي شارك في تسهيل اغتيال عماد مغنية» القيادي العسكري في حزب الله، والذي اغتيل في دمشق في تفجير سيارة مفخخة في شباط 2008، ويتهم الحزب اللبناني إسرائيل بقتله.