وصف خبراء الشأن السياسي أن التصريحات التي خرج بها يونس مخيون رئيس حزب النور اليوم، بأن البرلمان القادم يمكن شرائه ب100 مليون دولار، بالأمر الطبيعي الناتج من تراجع الحزب في المرحلة الأولى، ومخالفة النتيجة لكل الآمال التي كان يحلم بها، حتى بات تيارا يغرد خارج السرب. وأدعى مخيون على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن البرلمان المقبل، سيسيطر عليه رجال الأعمال، ويقومون بشرائه. ورأى المستشار يحيى قدري، نائب رئيس الحركة الوطنية، أنه كلام غير صحيح ولا يصح أن يخرج هذا الكلام من رئيس حزب، يعلم أهمية البرلمان المقبل وأن مصر تمر بمرحلة حرجة وفي حاجة إلى برلمان نظيف من أجل الاستقرار. وقال قدري "مخيون يحاول إثارة الأجواء السيئة حول البرلمان؛ لأنه لا يوجد برلمان لدى مصر يباع ويشترى، فضلًا عن أن مؤسسات الدولة ليست معروضة للبيع أو التأجير"، مشيرًا إلى أن الحزب لا يجد خلال الفترة الأخيرة ما يفعله سوى مهاجمة البرلمان المقبل، بسبب خسارته في المرحلة الأولى، وإفلاسه في المشهد السياسي. وأدعى مخيون في مجمل تصريحاته أن المال السياسي لعب دورا في المرحلة الأولى، بسبب حالة الفقر التي يعاني منها قطاع كبير من الشعب المصري، واستخدام البعض الرشاوى الانتخابية. وهو الأمر الذي علق عليه، يسري العزباوي، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، مؤكدًا أن هزيمة النور، وحصوله على 8 مقاعد فقط، بعدما كان يأمل في الحصول على 15 أو 20 مقعد، هو ما دفع مخيون لتشوية البرلمان؛ لأن النتيجة جاءت صادمة لهم بعدما دفعوا أموالًا ورشاوى كثيرة خلال هذه المرحلة. وأكد أنه تصريح كان متوقع أن يخرج من حزب النور، لا سيما أنها ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها قيادي بحزب النور البرلمان القادم دون سند أو دليل. وأرجع هذا الهجوم إلى الضغط الكبير الذي يقع على حزب النور وقياداته، وأصبحت كل الأحزاب والتيارات ضده، ووسائل الإعلام بشتى أنواعها مارست ضده ضغوطات عديدة، وأصبح تيار يغرد خارج السرب. واستبعد العزباوي أن يستطع رجال الأعمال شراء البرلمان، مؤكدًا أن القانون لن يسمح بذلك، رغم أن رجال الأعمال سيكون لهم دور كبير ولكن ليس بالأموال، وبالفعل نجح عدد كبير منهم في المرحلة الأولى، ولكن ليس بالرشاوى ودفع الأموال. وفي محاولة من مخيون، للتقليل من أهمية البرلمان المقبل، واستكمالًا لمحاولاته التي تهدف إلى تشويه البرلمان، أدعى رئيس حزب النور أن تكلفة شراء البرلمان لن تتعدى ال100 مليون دولار. وأكد ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أن هدف حزب النور تشوية البرلمان المقبل، لاسيما أن المرحلة الأولى شابها بعض التجاوزات والعيوب مثل شراء الأصوات التي قام بها حزب النور، ويحاول استغلالها في الوقت الحالي ضد الدولة.