علي مدار تاريخها قدمت الشاشة الفضية الكثير من الأفلام الرومانسية التي تعرضت لأشهر قصص الغرام ومن أشهر هذه الأفلام وأقدمها «زينب» الذي أخرجه محمد كريم للفنانة اليهودية الأصل راقية إبراهيم عام 1930 ودارت قصته حول قصة حب نشأت بين فلاح وفلاحة بسيطة لم يرض أهلها عنها فاضطرت للزواج ممن لا تحبه حتى مرضت ويأتي الحبيب لإنقاذها بعد ذلك، وفي «دعاء الكروان» للأديب طه حسين وإخراج هنرى بركات عام 1959 تأخذ قصة الحب شكلًا دراميًا مأساويًا جعل الناس تتعاطف مع البطل والبطلة في آنٍ واحد وفي العام نفسه لنفس المخرج يظهر «حسن ونعيمة» للوجه الجديد وقتها سعاد حسني والصوت الواعد أيضًا محرم فؤاد كانت قصته تحاكي في قصة روميو وجوليت الشهيرة. أما فيلم « إني راحلة» المأخوذ عن رواية للأديب يوسف السباعي وقدمته مديحة يسري وعماد حمدي فقدم قصة حب مأساوية لفتاة من أسرة أرستقراطية عشقت شابًا فقيرًا زوجها أهلها من ثري غيره ثم تكتشف خيانته في الوقت الذي تموت فيه زوجة حبيبها الأول فتهرب معه للإسكندرية ويعيشان في كوخ علي البحر أيامًا قليلة من السعادة يمرض بعدها حبيبها مرضًا خطيرًا ويموت في أحضانها فتكتب قصة حبهما ثم تحرق الكوخ بهما مقررة أنها لن تعيش إلا مع حبيبها. وفي عام 1960 قدمت السينما فيلمين رومانسيين مختلفين تمامًا لنفس البطل وهو عمر الشريف وهما «إشاعة حب» و«نهر الحب» الأول أخذ الطابع الكوميدي الخفيف وبطولته كانت لسعاد حسني ويوسف وهبي وهند رستم أما الثاني فكان مع فاتن حمامة وتوالت الأفلام الرومانسية المأخوذة عن مسرحيات عالمية منها «آه وآه من حواء» مقتبسة من مسرحية «ترويض النمرة» لشكسبير بطولة لبنى عبدالعزيز ورشدي أباظة عام 1962 ثم « الخيط الرفيع» ليوسف السباعي بطولة فاتن حمامة ومحمود ياسين 1971 وتطورت الأشكال السينمائية بعد ذلك في قصص الحب المأخوذة عن روايات حتى اندثر هذا الاتجاه ولم يعد للسينما هذا البريق باستثناء بعض ما قدمته من الأفلام التي حاولت الانفلات من سيطرة سينما الواقع المظلم ونقل المآسي الحقيقية وطغي الواقع الجاف علي الأفكار السينمائية، وحديثًا هناك بعض الأفلام التي ظهرت مثل «ظرف طارق» لأحمد حلمي ونور و«العشق والهوي» لأحمد السقا ومنى زكي وأعادت بظهورها هذه الروح وقدمت غادة عادل فيلمًا رومانسيًا جميلًا هو «في شقة مصر الجديدة» من إخراج محمد خان وقدم كريم عبدالعزيز كوميديا رومانسية رقيقة أمام منة شلبي في فيلم «في محطة مصر» ولا يمكن أن نغفل تامر حسني الذي قدم أفلامًا رومانسية ناجحة خاطبت جيلًا من الشباب يحب بطريقة مختلفة وقد ارتبطت أغاني حسني بالرومانسية الجديدة التي تمثلت في أغاني الحب الخفيفة، وهكذا اختلفت السينما في تقديمها لحكايات الحب من روايات شديدة الرومانسية والتأثير في مشاعر الناس لأفلام تحاكي الواقع وتجاري الشباب في سلوكيات اختفت منها الرومانسية.