قال الناقد محمود قاسم إن الأديب الراحل يوسف السباعي، الذى تحل ذكرى وفاته بعد غد الاثنين، كتب رواياته وعينه علي السينما والصورة. ومن المعروف، أن السباعي بدأ حياته كقاص من خلال استلهام اللوحات العالمية المشهورة في كتابة القصص فقد كان يحب الرسم ويتقنه وفضل الالتحاق بالكلية الحربية عن كلية الفنون.
وأضاف قاسم، أن الرواية الأولي التي نشرها السباعي عام 1948 تحولت إلى عمل سينمائي مرتين، فرواية "أرض النفاق" حولها محمود ذو الفقار إلى فيلم "أخلاق للبيع" عام 1950 ثم أخرجها فطين عبد الوهاب عام 1968.
ويرى قاسم، أنه في المرتين فقدت الرواية سحرها في النقد السياسي ولم يكن العملان بنفس أهميتها.. مضيفا أنه في الخمسينيات التفت المخرجون إلى رومانسيات السباعي مثل فيلم "آثار على الرمال" لجمال مدكور، ثم قدم السباعي أفلاما عاطفية هى "اني راحلة" عام 1955 و "رد قلبي" عام 1958 و "بين الاطلال" 1958، كما ان السباعي كتب 15 سيناريو لأفلام منها "شارع الحب" و "غرام الأسياد"، و"الناصر صلاح الدين" ، و "واسلاماه."
وشارك في أفلام السباعي عدد كبير من كبار المخرجين في عصره منهم عزالدين ذوالفقار، فطين عبدالوهاب، أحمد بدرخان، هنري بركات، صلاح أبوسيف، حلمي رفلة، كمال الشيخ، حسام الدين مصطفي، يوسف شاهين، حسين كمال، محمد راضي، وأشرف فهمي.
كما شارك في أفلامه عدد كبير أيضا من نجوم ونجمات عصره، منهم عبدالحليم حافظ، رشدي أباظة، عمر الشريف، شكري سرحان، أحمد مظهر، صلاح ذوالفقار، فريد شوقي، ايهاب نافع، حسن يوسف، محمود يس، عزت العلايلي، محمود عبدالعزيز، نور الشريف، حسين فهمي، أحمد زكي، فاتن حمامة، شادية، سعاد حسني، صباح، وآخرين.
ويعتقد محمود قاسم أن هناك الكثير فى أدب يوسف السباعي الذى لا ينسي دوره في الحياة الثقافية والأدبية يصلح للسينما خاصة فى ظل قلة الأعمال التى تتكتب للسينما الآن.
وعرف يوسف السباعى بأنه "فارس الرومانسية" كما يحلو لبعض النقاد وصفه، لكن نجيب محفوظ اعتبره "جبرتى العصر" لأنه سجل بكتاباته الأدبية أحداث الثورة منذ قيامها حتى بشائر النصر في حرب أكتوبر المجيدة عبر أعمال: "رد قلبى"، "جفت الدموع"، "ليل له آخر."
ولد السباعى في 10 يونيو عام 1917 وألف 22 مجموعة قصصية و16 رواية أدبية آخرها "العمر لحظة" في عام 1973، إلى جانب مجموعة من القصص القصيرة مثل "يا أمة ضحكت."
وكتب السباعي في الفانتازيا التي ابتعد عنها كثير من الأدباء، ومنها رواية "البحث عن جسد"، كما كان للمسرحيات نصيب أيضا في أدب السباعي، خاصة التي تقدم الكوميديا الساخرة.
ورأى السباعي أن المسرح أقرب وسيلة للتعبير الساخر وتقديم الشخصيات التي تمتلك السخرية العفوية أو السخرية بالفطرة.
وكتب أول مسرحياته في عام 1951 بعنوان "أم رتيبة"، وتلاها بمسرحية "وراء الستار" التي سخر فيها من الأحزاب والصحافة الحزبية في عام 1952.
ولم يكن السباعى مهرجا أو كاتب الإسفاف، إذ تربى على الاتقان فوالده محمد السباعي كان متعمقا في الآداب العربية شعرها ونثرها ومتعمقا في الفلسفات الأوروبية الحديثة يساعده إتقانه اللغة الإنجليزية.
والسباعي الأب ترجم كتاب (الأبطال وعبادة البطولة) لتوماس كارلايل، وكتب في مجلة (البيان) للشيخ عبد الرحمن البرقوقي.
وكان محمد السباعي الكاتب والمترجم يرسل أبنه الصبي بأصول المقالات إلى المطابع ليتم جمعها، أو صفها، ثم يذهب الصبي ليعود بها ليتم تصحيحها وبعدها تصدر للقراء.