أجرى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أمس سلسلة اتصالات مع القوى الفاعلة والمعنية بالأزمة السورية في الشرق الأوسط، لعرض نتائج لقاءاته مع نظيره الرئيس السورى بشار الأسد. واستهل بوتين حركته الدبلوماسية بالاتصال بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن بوتين «أبلغ نظيره التركي بنتائج الزيارة» التي قام بها الأسد إلى موسكو. كما أطلع بوتين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز على نتائج زيارة نظيره السوري، وشدد الطرفان بحسب الكرملين، على أهمية الحل السياسي الذي يجب أن يلي العمليات العسكرية. وشملت اتصالات بوتين كلًا من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وأعلنت الخارجية الروسية الاربعاء، أن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي جون كيري سيلتقيان نظيريهما السعودي عادل الجبير والتركي فريدون سنيرلي أوغلو في فيينا الجمعة لبحث الوضع في سوريا، من دون أي إشارة إلى مشاركة إيران. ويأتي هذا الحراك الدبلوماسي بعد تأكيد بوتين خلال استقباله الأسد «نحن مستعدون للمساهمة ليس فقط بالأعمال العسكرية في مكافحة الإرهاب وإنما أيضا في عملية سياسية»، وفق بيان عن الكرملين. وقال متحدث باسم الرئاسة السورية لوكالة فرانس برس، إن «بوتين أبلغ الرئيس الأسد إنه سيجري محادثات مع القوى الدولية بهدف التوصل إلى حل سياسي مع محاربة الإرهاب في الوقت نفسه». واعتبر بوتين أن التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع ليس ممكنا إلا «بمشاركة كل القوى السياسية والأثنية والدينية» في البلاد، مؤكدًا أن القرار الأخير «يعود إلى الشعب السوري». انتقد البيت الأبيض فى واشنطن أمس زيارة الرئيس السورى بشار الأسد إلى موسكو ، وقال إريك شولتز المتحدث باسم البيت الأبيض إن استقبال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لنظيره السورى بعدما أثبتت أدلة البحث تورط الرئيس السورى فى توجيه ضربات بالأسلحة الكيماوية ضد شعبه حسب قوله، يعد أمرًا متناقضًا مع إعلان موسكو التوصل إلى انتقال سياسي فى سوريا. و تعتبر كثير من الأوساط السياسية زيارة الرئيس السورى لروسيا مؤخرًا مؤشرًا هامًا على الدور المتزايد لموسكو فى قضايا الشرق الأوسط، يأتى ذلك عقب العزلة التى كانت الدول الغربية بقيادة الولاياتالمتحدة فرضها على روسيا بعد الأزمة الأوكرانية. وعلق الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند على زيارة الأسد لروسيا بقوله «أرغب في أن اعتقد أن الرئيس بوتين أقنع بشار الأسد بأن يبدأ بأسرع ما يمكن عملية انتقال سياسي والتخلي عن منصبه بأسرع ما يمكن». كما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقها بشان الدعم العسكرى المستمر لسوريا، مما يترتب عليه إطالة أمد الحرب الأهلية الدائرة فى سوريا،و أضافت الخارجية الأمريكية، إن هذا الدعم ما هو إلا مؤشر واضح على الدور الدبلوماسى المتنامى لروسيا فى حل القضية السورية، والذى يزيد من ثقة وبقاء النظام السورى. وكان الرئيس بشار الأسد أثنى على التدخل العسكرى فى سوريا أثناء زيارته الخيرة لموسكو، وقال إن هذا التدخل حال دون مزيد من انتشار الإرهاب فى معظم الأراضى السورية، وتعد زيارة الأسد هى الأولى من نوعها بعد بداية الضربات الروسية لمعاقل الإرهاب بثلاثة أسابيع. وفى سياق آخر رصد المرصد السورى لحقوق الإنسان مقتل 13 شخصًا فى قصف روسى استهدف مستشفى ميدانيا فى محافظة إدلب، ولكن أكد أحد العاملين بالمستشفى رافضًا ذكر اسمه، أن القصف الجوى لم تحدد جنسيته بعد، و يواصل الطيران الروسى قصفه فى باقى المدن السورية، حيث تم قصف قرية تيرمعلة فى ريف حمص باستخدام القنابل الفراغية، مما أسفر عن مقتل أربعة، وكانت القرية شهدت اشتباكات بين المعارضة و الجيش الرسمى على جبهة الفرقة 26.