انتهت مساء أمس فعاليات الدورة ال19 للمهرجان القومى للسينما، وسط مميزات وعيوب المسئول الأول والأساسى عنها رئيس المهرجان المخرج سمير سيف، وبالتالى كان لابد من الالتقاء به لوضع النقاط على الحروف ومعرفة اسباب القصور وهل يمكن تفاديها فى دورات المهرجان القادمة، خاصة وان هناك شائعة شبه مؤكدة لاحتمالية إلغاء المهرجان فى الدورات القادمة.. كيف تقيم الدورة ال19 للمهرجان القومي للسينما؟ - عملت ما بوسعى لتقديم المهرجان بشكل جيد، لكن هناك صعوبات كثيره تواجهنى لكننى فى النهاية الدورة ال19 للمهرجان ترضينى، حاولنا خلال دورة المهرجان تكريم الأعمال التي تركت بصمة على مدار العام السينمائي وهذه لائحة المهرجان، بالإضافة إلى اننا كرمنا عدداً كبيراً من الفنانين والمخرجين والكتاب الذين بذلوا جهدًا كبيرًا للارتقاء بالسينما المصرية وأقمنا ندوات لهم لأنهم أفنوا عمرهم لتقديم الفن الراقى للجمهور، بالإضافة لعرض عدد كبير من أفلام الشباب سواء التسجيلية أو القصيرة أو الروائية. ما الصعوبات التى واجهتك للتجهيز للمهرجان؟ رفض كافة شركات الإنتاج المشاركة فى المهرجان، ولا أرى أى مبرر لذلك لكننى كنت أذهب الى كل شركة إنتاج لكى أحصل منها على نسخة للعرض فى المهرجان ويرفضون، وحصلت على 14 فيلماً «بالعافية» وكأن شركات الإنتاج تمن على للمشاركة فى المهرجان، رغم ان المهرجان فى الأساس مسئول عن عرض كل الأفلام المنتجة عام 2015 ورغم إنتاج أكثر من 50 فيلما إلا ان المنتجين وافقوا على عرض 14 فيلماً فقط. لكن ظهور الدورة بعزوف جماهيرى وفنى بالإضافة الى عرض أفلام ليست على المستوى المطلوب، كان سببا فى مطالبة البعض بإلغائها؟ هدف المهرجان الأساسى هو دعم صناعة السينما وتمييز الأفلام الجيدة من الأفلام الرديئة إذن لابد ان تعرض كافة الأفلام، والمطالب التى تطالب بإلغاء المهرجان لا أهمية لها، بل على العكس وزارة الثقافة سعيدة جدا بالمهرجان وضاعفت جوائزه هذا العام بشكل واضح، وصندوق التنمية الثقافية بإشرافه على المهرجان يعتبر عامل جدا لدعم الثقافة ودعم السينما فى مصر، بالإضافة إلى ان فكرة عزوف الفنانين أو الجمهور عن المهرجان لست مسئولا عنها بل حماية وصناعة السينما مسئولية مشتركة وعليهم ان يساعدوا فيها، فهم أيضا صناع سينما يجب ان يحموا صناعتهم. هل يتعمد اختيار المهرجان شروطاً معينة للافلام المشاركة، حتى لو فشلت فى دور العرض أو واجهت أزمات؟ المهرجان يعرض كل الأفلام المنتجة خلال العام، وطالما جهاز الرقابة على المصنفات الفنية أجاز هذه الأفلام فأنا أعرضها وإذا نجحت الأفلام أو فشلت فكلها تعرضت ولجنة التحكيم من حقها أن تقبل ما تقبل وتجيز ما تجيز. هل الأزمة التى تعانى منها السينما تؤثر على مستوى المهرجان؟ بالطبع السينما المصرية تعانى حالة «انحطاط» على كافة المستويات من حيث مستوى الأفلام أو عددها المشارك، وللأسف مستوى الأفلام الآن يحمل العديد من الإسفاف والايحاءات الجنسية وغيرها من الموضوعات ولكن دائما هناك أمل، ان هناك سينمائيين موجودين لديهم القدرة على إصلاح السينما، فالسينما المصرية منذ بدايتها وهي رائدة الوطن العربي، إلا أن الصراعات السياسية وعدم الاستقرار كان سببا اساسيا فى المشهد الذى وصلت له الآن، والهدوء السياسى الذى يعم البلاد هذه الأيام اعتقد انه سينعكس بشكل أو بأخر على مستوى السينما فى الأيام القادمة. المهرجان هذا العام رفع شعار «أفلامنا مرآتنا».. هل ترى أن الواقع شىء جيد الآن لتجسيده؟ - لانها الرؤية الواضحة على كافة الأفلام المشاركة فى المهرجان والتى تعرض فى السينما الآن، شعار «أفلامنا مرآتنا» يؤكد ان السينما فى اتجاه جديد إلى الواقعية فى نقل الواقع الاجتماعى المصرى، السينما وظيفتها على كافة العصور ان تنقل الواقع بصدق ومسئولية خلقية وفنية دون تحريف، ونحن نسعى، أن تكون مرآة صادقة، تنقل الواقع دون غش أو تزييف. هل يعنى ذلك أن الأفلام الموجودة الآن معبرة عن الواقع؟ - بعضها بالفعل معبر عن الواقع ولا يمكن ان ننكر ان حالة التجول السياسى والاجتماعى التى حدثت فى الواقع المصرى هى التى تنقل على شاشات السينما فالمخرجون ينقلون الواقع كما هو وهى فترة معروفة كما حدثت أثناء نكسة 1967 كانت أيضا السينما تنقل الواقع الاجتماعى كما هو وكانت السينما معبراً حقيقياً عن حالة المجتمع المصرى فى هذا الوقت وهو ما حدث أيضا بعد انتصار 1973 وغيرها، إذا الواقع لا يمكن الهروب منه والتعبير عنه رؤية مخرج. هناك عدد من المهرجانات التى تقام فى مصر ولا يتم الاهتمام بها من قبل الجميع، فهل ترى أن التركيز لمهرجان معين وتقديمه بشكل يليق باسم مصر شيئا أفضل؟ - مصر تعانى أزمة سينما حقيقية فى عدد الأفلام المشاركة، وثقافة عرض الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة والتحريك لم تحظ باهتمام من قبل الجمهور المصرى، لذلك فاعتقادى أن زيادة المهرجانات فى مصر دليل على نجاحها ولابد من إيجاد حلول سريعة لزيادة الإنتاج لنستطيع تنظيم مهرجانات أكثر، لتكريم الأعمال الناجحة. وما هى معايير اختيار المكرمين؟ نختار فى كل عام 5 مكرمين فى مجالات مختلفة بين التمثيل والإخراج والتصوير والديكور والتأليف ونختار تبعا للترتيب الزمني، وعدد السنوات التى قضاها الفنان فى تقديم الأعمال، ومدى الإسهامات التى قدمها الفنان للنهوض بها، والأعمال الجيدة التى أثرت بالإيجاب فيها، وساعدت على نجاحها. الكاتب مصطفى محرم أعلن غضبه الشديد من المهرجان فى دوراته السابقة، ما رأيك؟ - مصطفى محرم من اهم الكتاب المصريين وهو أول جيل التحق بجهاز السينما عبر المخرج الراحل صلاح أبوسيف ومعه صديق عمره رأفت الميهى، واذا كان الترتيب الزمنى عاملا مهما فى تكريم الفنانين فيجب ان يكون محرم من أول المكرمين فى الدورات لذلك أعتبر ان من حقه ان يكون أول المكرمين ل«اسمه ومنصبه ومكانته».. ومن حقه ان يطالب بحقه.