عضو "قيم البرلمان": الحوار الوطني فكرة ناجحة .. وتفعيل توصياته انتصار للديمقراطية    رئيس جامعة الأقصر يشارك باجتماع المجلس الأعلى للجامعات بالجامعة المصرية اليابانية للعلوم    متظاهرون إسرائيليون يغلقون شارع «أيالون» ويشعلون النار وسط الطريق    وزير الرياضة يهنئ الخماسي الحديث بالنتائج المتميزة بكأس العالم    اليوم عيد.. وزير الرياضة يشهد قرعة نهائيات دوري توتال انرجيز النسخة العاشرة    ضبط دقيق مهرب وسلع غير صالحة وسجائر مجهولة فى حملة تموينية بالإسكندرية    في ثالث أيام مهرجان الإسكندرية.. تفاعل كبير مع «شدة ممتدة» و «النداء الأخير»    التمساح سابقا.. مدينة الإسماعيلية تحتفل ب162 عاما على وضع حجر أساس إنشائها    لميس الحديدي: رئيسة جامعة كولومبيا المصرية تواجه مصيرا صعبا    قطارات السكة الحديد تغطي سيناء من القنطرة إلى بئر العبد.. خريطة المحطات    شرايين الحياة إلى سيناء    محافظ القاهرة: استمرار حملات إزالة التعديات والإشغالات بأحياء العاصمة    "مستحملش كلام أبوه".. تفاصيل سقوط شاب من أعلى منزل بالطالبية    مصر تواصل الجسر الجوى لإسقاط المساعدات على شمال غزة    تعليق ناري من أحمد موسى على مشاهد اعتقالات الطلاب في أمريكا    رامي جمال يحتفل بتصدر أغنية «بيكلموني» التريند في 3 دول عربية    عزيز الشافعي عن «أنا غلطان»: قصتها مبنية على تجربتي الشخصية (فيديو)    جامعة كفر الشيخ تنظم احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة    أمين صندوق «الأطباء» يعلن تفاصيل جهود تطوير أندية النقابة (تفاصيل)    افتتاح المدينة الطبية بجامعة عين شمس 2025    ما هي مواعيد غلق المحال والكافيهات بعد تطبيق التوقيت الصيفي؟    سمير فرج: مصر خاضت 4 معارك لتحرير سيناء.. آخرها من عامين    سمير فرج: طالب الأكاديمية العسكرية يدرس محاكاة كاملة للحرب    «الحياة اليوم» يرصد حفل «حياة كريمة» لدعم الأسر الأولى بالرعاية في الغربية    حبست زوجها وقدّمت تنازلات للفن وتصدرت التريند.. ما لا تعرفة عن ميار الببلاوي    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    80 شاحنة من المساعدات الإنسانية تعبر من رفح إلى فلسطين (فيديو)    غدا.. إعادة إجراءات محاكمة متهم في قضية "رشوة آثار إمبابة"    أمل السيد.. حكاية مؤسِّسة أول مبادرة نسائية لتمكين المرأة البدوية في مطروح    رمضان عبد المعز: على المسلم الانشغال بأمر الآخرة وليس بالدنيا فقط    وكيل صحة الشرقية يتابع عمل اللجان بمستشفى صدر الزقازيق لاعتمادها بالتأمين الصحي    حكم الاحتفال بعيد شم النسيم.. الدكتور أحمد كريمة يوضح (فيديو)    طاقة نارية.. خبيرة أبراج تحذر أصحاب برج الأسد من هذا القرار    أنس جابر تواصل تألقها وتتأهل لثمن نهائي بطولة مدريد للتنس    بالصور.. مجموعة لأبرز السيارات النادرة بمئوية نادى السيارات والرحلات المصري    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    عاجل.. وزير الخارجية الأميركي يتوجه إلى السعودية والأردن وإسرائيل مطلع الأسبوع    بطولة إفريقيا للكرة الطائرة| الأنابيب الكيني يفوز على مايو كاني الكاميروني    ليفربول يُعوّض فينورد الهولندي 11 مليون يورو بعد اتفاقه مع المدرب الجديد    النيابة تطلب تحريات إصابة سيدة إثر احتراق مسكنها في الإسكندرية    مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث    إنجازات الصحة| 402 مشروع قومي بالصعيد.. و8 مشروعات بشمال سيناء    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    بلينكن في الصين.. ملفات شائكة تعكر صفو العلاقات بين واشنطن وبكين    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    مصر تواصل أعمال الجسر الجوي لإسقاط المساعدات بشمال غزة    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    ضبط عاطل يُنقب عن الآثار في الزيتون    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    الدلتا للسكر تناشد المزارعين بعدم حصاد البنجر دون إخطارها    وزيرة التضامن توجه تحية لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بسبب برنامج المكفوفين    خالد بيبو: لست ناظر مدرسة «غرفة ملابس الأهلي محكومة لوحدها»    عمرو صبحي يكتب: نصائح لتفادي خوف المطبات الجوية اثناء السفر    أستاذ «اقتصاديات الصحة»: مصر خالية من شلل الأطفال بفضل حملات التطعيمات المستمرة    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء على أحمد: مصر الأولى عالمياً فى منظومة الدفاع الجوى عام 1973
أحد قادة لواءات الدفاع الجوى فى أكتوبر
نشر في الوفد يوم 08 - 10 - 2015

قال اللواء على أحمد حسين قائد أحد لواءات الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر والحاصل على وسام النجمة العسكرية، وترقية استثنائية فى يناير 1974 بخلاف العديد من الأوسمة والنياشين، ان نصر أكتوبر كان لحظة فارقة فى تاريخ مصر بعد أن حطمت نظرية الأمن الإسرائيلى وكسرت ذراعها الطولى المتمثلة فى قواتها الجوية والتى وصفها اللواء «على» بأنها كانت تملك أحدث الطائرات على مستوى العالم ويقودها طيارون مهرة فى المراوغة والدقة فى تحديد الهدف والتصويب، والقدرة على القيام ب«1200» طلعة جوية يوميًا، مؤكدًا أن قوات الدفاع الجوى حرمت العدو من تفوقه الجوى وأسقط نصف قواته الجوية، مستشهدًا بمقولة «جولدا مائير» رئيسة الوزراء عندما قالت: المصريون زرعوا الأرض فى غرب القناة بصواريخ الدفاع الجوى، مضيفا أن الرئيس «السادات» كان يزور الجبهة شهريًا لرفع الروح المعنوية للضباط والجنود.
كيف كانت حرب أكتوبر استردادًا للكرامة المصرية؟
لأن نصر أكتوبر بالتأكيد كان لحظة فارقة فى تاريخ مصر، وأظهر معدن الضابط والجندى المصرى الأصيل الذى استرد به كرامتنا، وحطم نظرة الأمن الإسرائيلى، وكسر الذراع الطولى لإسرائيل فى قواتها الجوية التى كانوا يتفاخرون بها ويقولون انهم يستطيعون بها الوصول إلى أى مكان فى العالم.
وأين كان موقعك والمهام التى كلفت بها فى هذا اليوم؟
أنا كضابط دفاع جوى وكنت قائد لواء صواريخ موجه أرض جو فى الجبهة ضمن منظومة حائط الصواريخ ومهمتى هى توفير الوقاية لفرقة مشاة ولواء مدرع على المحور الشمالى وتمكن هذا اللواء تحت قيادتى من تدمير «16» طائرة إسرائيلية فى اليوم الأولى من بدء القتال، الأمر الذى جعل قائد القوات الجوية الإسرائيلية يصدر أوامره بعدم اقتراب طائراته من شرق القناة بمسافة 15كم، ما أتاح الفرصة لقواتنا البرية أن تعمل على إنشاء الكبارى ورؤس الكبارى فى شرق القناة دون أن تحدث فيها خسائر، وفى اليوم التالى للقتال استطاع اللواء الذى كنت أقوده تدمير «4» طائرات «فانتوم» و«4» طائرات «سكاى هوك» كانت تهاجم اللواء الساعة 6٫20 بغرض عمل ثغرة بين أبوصوير وبورسعيد تقدر ب«7» كم بعد إزالة - من وجهة نظره - لواء الصواريخ حتى يقوم بالهجوم الشامل ضد قواتنا البرية من الاتجاه الشرقى من أقرب اقتراب له من مطاراته الستة، واضطر إلى أن يقوم بهجومه الشامل من اتجاه البحر المتوسط وهذا أطال عليه الوقت ووقع فى نطاق المقاتلات التى كبدته الخسائر.
وماذا قال الاعداء عن حائط الصواريخ المصرى؟
«موشى دايان» وزير الدفاع الإسرائيلى قال إن المصريين يملكون سلاحًا متقدمًا ويعرفون كيفية استخدامه ضد قواتنا، ولا أعرف أى مكان فى العالم محمى كما هو فى مصر، لأن المصريين يستخدمون الصواريخ المضادة للطائرات بدقة عالية ونجاح باهر وقد خسرنا فى اليوم الأول عشرات الطائرات والدبابات والمعدات، ويكفى أننا على مدار ال«3» أيام الأولى خسرنا أكثر من خمسين طائرة من طائراتنا، و«جولدا مائير» قالت إن المصريين زرعوا كل الأرض غرب القناة بالصواريخ والله وحده يعلم أين سيجد المصريون مكانًا لزراعة صواريخ أخرى؟!! وبالطبع هم لم يعلنوا الحقائق عن حائط الصواريخ لأن قوات الدفاع الجوى دمرت أكثر من 300 طائرة إسرائيلية خلال حرب أكتوبر، وكان نصيب اللواء الذى كنت أقوده تدمير «52» طائرة من هذا العدد حسب التقارير الرسمية لقوات الدفاع الجوى.
هل هذا اللواء بقيادتك أسقط أول طائرة فانتوم فى المعركة؟
نعم.. وأول طائرة تسقط للعدو فى حرب أكتوبر كانت الساعة 14٫45 وكان البطل الرائد «بدر عبدالمجيد» قائد كتيبة صواريخ ضمن تشكيل اللواء هو الذى أسقطها، بل أسقط فى هذا اليوم بمفرده «6» طائرات إسرائيلية.
ولماذا وصفت منظومة الدفاع الجوى بأنها الأولى والأكبر فى العالم؟
لأن منظومة الصواريخ معقدة جدًا وأى دولة ليست قادرة على إنشاء نظام دفاع جوى متكامل ومصر من الدول القلائل التى انشأت نظام دفاع جوى على أعلى مستوى فى العالم، وفى حرب أكتوبر كنا الدولة رقم «1» فى العالم لحسن استخدام شبكة الدفاع الجوى من صواريخ ومنظومة جيدة لأننا اكتسبنا خبرة كبيرة جدًا خلال حرب الاستنزاف فى كيفية التعامل مع العدو الجوى الذى كان يملك أحدث طيارات فى العالم من «فانتوم» و«سكاى هوك» و«ميراج»، ومعه طياريون على أعلى مستوى من الخبرة والكفاءة، وفخر لقوات الدفاع الجوى أنها استطاعت التغلب عليه.
قوة مستقلة
متى بدأت بناء هذه القوات؟
صدر قرار جمهورى فى أول فبراير 1968 لإنشاء القوة الرابعة كقوة مستقلة تكون قادرة على مواجهة تطور قوات العدو، وتم تحديد مهمة هذه القوات بحرمان العدو من تفوقه الجوى ولله الحمد نجحنا فى ذلك وتم تحييد هذه القوة تمامًا وتم كسرها عندما تم تحطيم أكثر من نصف السلاح الجوى، والأهم أن الطيارين الإسرائيليين الذين كانوا يقتلون فى المعركة كان من الصعب استعواضهم.
وماذا عن خطة خداع القوات الجوية؟
هذه الخطة بدأت بعد توقيع مبادرة روجزر 1970 عندما بدأنا تجهيز وحداتنا وقواتنا للقتال من خلال التدريب الشاق ليلاً ونهارًا وعمل خطة خداع طوال عامين الأمر الذى اكتشف مع الطياريون الذين وقعوا فى الأسر، لأننا وجدنا معهم معلومات ضعف الأعداد الحقيقية التى لدينا فى الجبهة.
كيف؟
لأن خطة الخداع كان لها شقان: أن العدو لا يعرف مواقع الصواريخ الحقيقية، وهذا أعطى له انطباعًا بكثرة عددها، ما شتت مجهوده، وهذا ساعد على استكمال معداتنا وعلى تدريب الجنود.
تحصينات مجهزة
هل كانت معدات الدفاع الجوى فى العراء مثل الطائرات فى يونية 67؟
نعم.. وقد كنت قائد كتيبة صواريخ فى سيناء وتمت مهاجمتنا لأن إسرائيل كانت لها السيادة الجوية المطلقة فى 1967 بعد تدمير الطيران المصرى وحدثت بعض الخسائر فى الكتيبة، ولهذا عندما زار الرئيس «عبدالناصر» الكتيبة فى 21 مارس 1968 وكان معه الفريق أول «محمد فوزى» والفريق «عبدالمنعم رياض» واللواء «أحمد إسماعيل» قائد الجبهة و«محمد على فهمى» قائد قوات الدفاع الجوى دار حوار معه، وقلت للرئيس «عبدالناصر» ليست لدينا مواقع محصنة ولهذا تحدث الخسائر، وقلت يا فندم حتى ننهى خسائرنا أو نقللها لابد من وجود تحصينات مجهزة لمحطات الصواريخ لأنها كانت فى العراء مثل الطائرات وأذكر هذا الموقف لأن «عبدالناصر» أصدر تعليماته بإنشاء المواقع المحصنة لمحطات الدفاع الجوى فى مارس 1968 ما أعطى حرية للأفراد فى العمل والحفاظ على الجزء الأساسى من المعدات.
وكيف كان يتم عمل الكمائن لطائرات العدو خلال حرب الاستنزاف؟
كان الأسلوب الأساسى لعمل قوات الدفاع الجوى خلال حرب الاستنزاف عمل كمائن الصواريخ لطائرات العدو، بإرسال «2» كتيبة صواريخ فى مكان مخفى يفاجئ العدو عندما تظهر طائراته فيدمرها ثم يتم نقل الكتيبتين إلى مكان آخر، إلى أن تمكنت بعض كتائب الصواريخ من الدخول إلى الجبهة خلال مايو ويونية ويوليو 1970 وعملت كمائن أيضا وأسقطت «6» طائرات «فانتوم» و«سكاى هوك» وتم أسر «3» طيارين يوم 30 يونية 1970 وسمى بعيد الدفاع الجوى وهذه كانت أكبر خسارة للطيران الإسرائيلى قبل أكتوبر لدرجة أن بعض القادة الإسرائيليين قالوا إن الطيران الإسرائيلى بدأ يتآكل وكانت من الأسباب التى جعلتهم يقبلون مبادرة «روجرز» فى 7 أغسطس 1970.
وكيف تفوقتم على عدة دول فى دورة الرماية فى الاتحاد السوفيتى؟
كنا نتدرب على تشكيل قتالى وكنت قائد لواء مجموعة قتال ومع أننا تدربنا فى نصف المدة التى يتدربون فيها، لكن عندما جاء وقت الرماية بصواريخ على طائرات «ميج 15» موجهة كانت معنا دول كثيرة تدربت وضربت معنا مثل «فيتنام» و«الاتحاد السوفيتي» و«ألمانيا الشرقية» و«تشيكوسلوفاكيا» ومع هذا مصر كانت الأولى عليها جميعاً، وحصلت على نيشان خبير صواريخ وهذا لا يمنح إلا قليلاً للمتدربين، وهذا دليل على أن المصريين عندما يعملون ويبذلون جهداً يتفوقون على الآخرين، وعندما رجعت من الاتحاد السوفيتى بعد الموافقة على مبادرة «روجرز» بدأنا ندخل الجبهة ونشكل حائط الصواريخ الذى نجح فى النتائج المبهرة التى اعترف العالم بها، نتيجة للتدريبات الشاقة مع الاستعداد القتالى طوال 24 ساعة ليلاً أو نهاراً ويتم تدمير أى طائرة للعدو تقترب من الجبهة أو تدخل إلى العمق، وهذا شكل عبئاً كبيراً على رجال قوات الدفاع الجوى ولهذا أذكر جميع الضباط والجنود والقادة الذين عملوا معى أو عملت معهم لأنهم كانوا مثالاً للرجولة والشجاعة الوطنية والولاء.
إذن ما هو الاختلاف بين 67 و73 والضباط والجنود لم يتغيروا؟.
رغم انه نفس السلاح والضابط والجندى الذى كان فى يونية 67 هم المتواجدين فى أكتوبر 1973، إلا انه كان يوجد فرق كبير جداً بسبب اختلاف القيادات والهدف والنظرة للأمور لأننا بعد الهزيمة درسنا العدو الجوى دراسة مستفيضة لدرجة اننا كنا نعرف ماذا يملك من طائرات أثناء الحرب فقد كان لديه «150» طائرة «فانتوم» و«160» طائرة «سكاى هوك» و«100» طائرة «ميراج» هذا بخلاف طائرات الهيلكوبتر والنقل الثقيل والمتوسط وطائرات الاستطلاع وكنا نعرف ان لديه عدداً كبيراً من الطيارين المهرة ما يجعل قواته الجوية قادرة على القيام ب«1200» طلعة جوية فى اليوم الواحد.. ومع هذا أسقطنا «300» طائرة للعدو بل أكثر مع أن «موشى ديان» قال انهم خسروا خلال الثلاثة أيام الأولى «50» طائرة، كيف واللواء تحت قيادتى دمر «20» طائرة فى اليوم الأول، فماذا عن باقى اللواءات والكتائب، وحيث كان يوجد تشكيل قتالى ضخم من صواريخ «سام 6» و«سام 7» وصواريخ مضادة للطائرات وبالطبع العدد الذى أعلن هو عدد غير حقيقي، وإلا لماذا صرخوا وطالبوا بالمدد من أمريكا».
الخبرات الغالية
إذن القوات المسلحة استفادت من الهزيمة؟!
طبعاً، وأكيد وقد كان حائط الصواريخ مصرياً عبقرياً 100٪ ولم يحدث قبل ذلك، وكان التخطيط أكثر من ممتاز من ضباط الدفاع الجوى فقد كانوا عباقرة وعلى رأسهم أستاذنا المشير «محمد على فهمي» وقائد التشكيل اللواء «سعيد علي» رحمهما الله فقد تعلمنا منهما الكثير، واكتسبنا الخبرات العالية منهما فى التخطيط والتدريب واستكمال المعدات لدرجة ان معداتنا فى أكتوبر 73 كانت تفوق عددها فى يونية 67 بعشرات المرات، بالإضافة إلى الخبرة القتالية التى اكتسبناها فى حرب الاستنزاف التى أسقطت طائرات هى الأحدث فى العالم ويقودها طيارون على أعلى مستوى من المهارة فى المراوغة والمناورة ودقة إصابة الهدف.
وكيف تغلبتم على عبء الهزيمة وتم رفع الروح المعنوية؟
بالتدريب الشاق والمحافظة على السلاح والمعدات ثم كان الرئيس «السادات» يزور الجبهة كل شهر لرفع الروح المعنوية واستكمال المعدات والتجهيزات، وكنا نطالبه بمزيد من التحصينات والتجهيزات، فقال لنا يوماً أليست لكم مطالب شخصية؟! وهذا كان له تأثير فى الروح المعنوية لأنه كان يمر على جميع التشكيلات فى القوات المسلحة.
ومتى شعرتم بأن مصر بالفعل ستحارب؟
لم نكن نعرف موعد العبور إلا قبل الهجوم بساعات قليلة لكننا شعرنا به قبل يوم أو يومين من خلال بعض التحركات التى تمت بتحريك بعض الوحدات وتقريبها من القناة وهذا كان له تأثير جيد فى سير المعركة خاصة عندما تم إدخال بعض كتائب الصواريخ داخل القناة وفاجأت العدو عندما دخل فى مناطق تدميرها دون أن يعلم، وكانت من ضمن خطة الخداع والمناورة التى تمت فى 4 أكتوبر لأننا حركناها وثبتنا المواقع الهيكلية لخداع الاستطلاع الالكترونى للعدو وعندما بدأ القتال فى 6 أكتوبر دخل المصيدة دون أن يدري.
وما هو الموقف الصعب الذى تعرضت له أثناء عبور قواتك إلى الضفة الشرقية؟!
أثناء عبور قواتى الساعة الثانية عشرة ليلاً يوم 10 أكتوبر تم تدمير الكوبرى فنقلت المعدات الثقيلة على معديات وكانت مخاطرة كبيرة لأن المعدة تنزل بميل وهى تحمل على المعدية عكس الكوبرى الذى نمر عليه وهى مستوية، ولكن العبور على المعدية يجعل جزءاً من المعدة يكون ساقطاً فى المياه وآخر فوق المياه وبهذه الطريقة تم غرز جرار وقاذف الصواريخ وزنه «28» طناً، فأغلق الفتحة التى فى الشرق فأصبح جزءاً من قواتى فى الشرق الذى عبر أولاً وجزءاً فى المياه وجزءاً فى الغرب وكان موقف عصيباً جداً وفجأة وجدت دبابة قادمة من الشرق اعتقدت انها من دبابات العدو ولكن كأن الله أرسلها لنا فقد كانت تتبع تشكيل العقيد «تحسين شنن» وكانت دبابة نجدة فقلت للسائق حاول فتح الثغرة ففتح جنزيرين وجذب القاذف والجرار الخاص به ففتح لى الثغرة التى سدت فى الشرق وحجزت الدبابة معى حتى تم عبور باقى قوات اللواء وعندما عبرت وجدت ان القوات التى سبقتنا للشرق تعرضت للضرب فنقلتها إلى موقع تبادلى فى «القنطرة» وهذه من القرارات الفورية التى اتخذتها على مسئوليتى لأن قرار العبور ونقل الموقع التبادلى كان على مسئوليتي، فالحرب دراسة وتدريبات وسرعة وقرار وسيناريوهات جاهزة للتنفيذ.
مدى استفادة إسرائيل من الجسر الجوى الأمريكى؟!
دون شك الجسر الجوى الأمريكى أفاد إسرائيل فى تعويض الدبابات والطائرات والمعدات التى دمرها الجيش المصرى ورفع الروح المعنوية للقوات الإسرائيلية خاصة المدرعات والقوات الجوية، وبدأ نشاطها يزداد فى 15 أكتوبر لأنها فقدت «1000» دبابة خلال الحرب.
وماذا عن الاستعواضات المصرية؟
أعتقد ان الاتحاد السوفيتى عوض مصر أيضاً لكن ليس بنفس الكثافة التى نقلها الأمريكان إلى إسرائيل وإذا استمرت الحرب لآخر أكتوبر كانت إسرائيل ستنسحب من سيناء دون شروط لأن الاقتصاد الإسرائيلى لم يكن يستطع تحمل عبء الحرب أكثر من شهر لأن معظم قوات العدو من الاحتياطى وهو الأيدى العاملة داخل إسرائيل.
وهل الامكانيات المصرية كانت لديها القدرة على استكمال المعركة لتحرير سيناء بالحرب؟
هذا الموضوع له ناسه لأنه قرار سياسى عسكرى وعلى المستويات العليا.
حالياً أنا لا أتحدث مع العقيد قائد اللواء بل فى هذه اللحظة أسأل الخبير العسكري؟!
حرب أكتوبر كانت لتحريك الموقف العسكرى ثم يبدأ الموقف السياسى والقوات المسلحة كانت لها مهمة محددة من أكتوبر طبقاً للمتيسر لها من الامكانيات خاصة القوات الجوية وهذه المهمة لها حساباتها مع القادة العسكريين والسياسيين لكن رأيى الشخصى إسرائيل خسرت معدات وبشر والأهم اقتصادها كان سيتأثر لو حاربت مدة طويلة لأنها اعتادت على الحرب الخاطفة.
لكن «هنرى كيسنجر» قال لن تسمح أمريكا بخسارة سلاحها أمام السلاح الروسى؟
لا تعليق.. ويقول ما يقوله، إنما السلاح السوفيتى تغلب على سلاحهم فى الحرب لكن بالعقول والأيادى والتكتيكات المصرية.
نتائج حرب أكتوبر العسكرية على المستوى الدولى حتى هذه اللحظة حرب أكتوبر تدرس فى الكليات العسكرية على اعتبار أنها إعجاز وأتذكر عندما كنت أستاذاً فى أكاديمية ناصر العسكرية بعد حصولى على درجة الزمالة فى كلية الحرب العليا، جاء إلينا خبير عالمى فى الاستراتيجية العسكرية من أمريكا وقال: ما قمتم به فى أكتوبر كان معجزة بكل المقاييس لأنه يوجد فى العسكرية ما يسمى بمقارنة القوات فى الحرب وهذه المقارنة كانت لصالح إسرائيل بلا شك ولهذا مصر فاجأت العالم بتفوقها وانتصارها على إسرائيل، ويكفى تفوق إسرائيل الجوي، ولكن قوات الدفاع الجوى قطعت ذراعها الطويلة باعترافات الطيارين الإسرائيليين أنفسهم.
وما نتائج أكتوبر السياسية على المستوى الدولي؟
العالم شعر بمصر وبمكانتها واحترامها بعد أن كانوا ينظرون إليها كجثة هامدة ولكن هذه الجثة نهضت فى أكتوبر 1973.
.. وماذا عن تغيير العقيدة القتالية للقوات المسلحة فى أكتوبر؟
القوات المسلحة نقلت نقلة نوعية كبيرة جدا فى أكتوبر 1973 لأن عقيدتنا القتالية فى 67 كانت عقيدة دفاعية، ولك أن تتخيل أن هذه العقيدة الدفاعية تحولت إلى عقيدة هجومية تقوم بعملية هجومية استراتيجية على أصعب مانع مائى فى التاريخ القديم والحديث والمستقبلى باثنين من الجيوش الميدانية الكبرى المكونة من عدد كبير من فرق المشاة وفرق المدرعات ووحدات المدفعية بخلاف القوات الجوية والقوات البحرية وتقوم بعملية هجومية على هذا المستوى وبهذا العدد الكبير الذى كان أكثر من مليون ضابط وجندى وهذا اعجاز فى حد ذاته.
كيف ترى قرار العبور الذى اتخذه الرئيس السادات؟
كان قرارا عظيما جدا شاركه فيه القادة العسكريون لأن رئيس أى دولة لا يستطيع اتخاذ مثل هذا القرار الا بعد أن يستمع إلى تقدير الموقف من القادة العسكريين وهو اتخذ قراره بناء على تقارير قادة الأفرع الرئيسية وقادة الجيوش بأنهم جاهزون لعملية عسكرية محددة، وهذا بالفعل ما تم وهى اقتحام القناة وتحطيم خط بارليف وعمل رؤوس كبارى وصد الهجمات المضادة للعدو وتكبيده أكبر الخسائر الممكنة.
وهل أخذ هذا فى الاعتبار فى يونية 1967؟
يونية 1967 تجمع ما بين القرار السياسى والقرار العسكرى لكن فى الأصل القرار السياسى لأن القوات المصرية كانت مبعثرة فى اليمن ولهذا لا وجه للمقارنة بين الحربين، لأن القرار السياسى فى أكتوبر 1973 كان ناجحا وصائبا والقادة العسكريون أعطوا صورة للموقف بأمانة واخلاص، وتمت دراسة العدو وعرفنا امكانياته وكنا نعرف تفاصيل القوات الجوية الإسرائيلية حتى أسلحة الطيران كنا نعرفها، وكيفية التعامل معها.
وما أخطر هذه الأسلحة؟
كان لديهم صاروخ «الشرايك» الذى كان يعمل على شعاع الرادار عندما تعمل محطات الصواريخ كانت تشع اشعاعات، وهذا الصاروخ يركب الشعاع حتى يدمر المحطة بالكامل، فأصبح لدينا نظام للتدريب على كيفية خداع صاروخ «الشرايك» ما يجعله ينحرف عن الهدف، واستخدموه فى الاستنزاف وأكتوبر وفشلوا، أيضا كانت لديهم قنبلة تليفزيونية تلتقط صورة الهدف ويظهر على شاشة لدى الطيار فيطلق القنبلة فاستخدمنا الدخان حتى نغطى على الأهداف كذلك الصواريخ الحرارية.
إذن القيادة العسكرية لا تتحمل الهزيمة؟
لا.. القيادة العسكرية لا تتحمل هزيمة 67 لأنها هزمت بالقرارات السياسية، وفوجئنا فى مايو 67 أن الأمور اشتعلت بسرعة وان القوات فى يونية، جزء كبير منها فى اليمن والجزء الآخر ينقصه الأسلحة والتدريب ومع هذا أغلقنا خليج العقبة وكانت إسرائيل تستعد للحرب وكنا لا ندري.
كيف خبرت وعلمت حقيقة الجندى المصري؟
الإنسان المصرى سواء كان جنديا أو ضابطا أو قائدا هو المعدن الأصيل فى القوة والصلابة ويكفى أن الرسول الكريم قال عنه: «خير أجناد الأرض» والدليل ما يحدث فى سيناء الآن فلا توجد دولة فى العالم استطاعت القضاء على الإرهاب، وأمريكا فشلت فى العراق وأفغانستان، وفى كل مكان ذهبت إليه، وأيضا الاتحاد السوفيتي، ولكننا بفضل الله بصدد الانتهاء من الإرهاب فى سيناء لأن الجندى المصرى يدفع حياته دفاعا عن وطنه، وذلك بدافع وطنى وبعيدا عن الارتزاق والمرتزقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.