تجرعت الأمة المصرية سم الإرهاب كاملاً مؤخرا، فبوصيلات الشر التى نبتت خلال عقود، ترعرعت في عام الحكم الإخوانى، ليدفع الأبرياء الثمن.. إلا أن صعود العنف الإرهابي، قوبل بموجات أخرى من إحكام القبضة الأمنية، الأمر الذي سطر كلمات النهاية لمحطات الإرهاب التى سال عليها دماء المصريين. بدأ تصاعد الموجة الارهابية بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في 3 يوليو 2013، بعدها توالت أحداث العنف في البلاد، خاصة بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة، بالإضافة إلى أحداث كرداسة، ثم تفجيرات سيناء المستمرة، فضلا عن مظاهرات طلاب الجامعة التى لا تتوقف. تصاعد موجات الإرهاب وكانت اولى خطى الدولة في خطة القضاء علي الارهاب بفض اعتصامي رابعة والنهضة في 14 أغسطس عام 2013.. ذلك الاعتصام الذي كان بمثابة الشوكة في ظهر النظام والصخرة المعرقلة لكافة خطط الاصلاح ، لذا اتجهت الاجهزة الامنية لقرار الفض وتم تنفيذه بالفعل فجر الخميس14 اغسطس، ليروح ضحيته 1400 قتيل بحسب تقارير منظمة العفو الدولية، كما استشهد 500 من جنود الشرطة المصرية بحسب وزارة الصحة. وفي ذلك اليوم شهدت البلاد العديد من حوادث العنف، وكانت حصيلة اليوم احتراق 21 قسم شرطة والهجوم على 4 كنائس بحسب وسائل الإعلام المصرية والحكومية، وأعلنت وقتها حالة الطوارئ لمدة شهر وحظر التجول في عدة محافظات مصرية ابتداء من الساعة التاسعة مساء وحتى الساعة السادسة صباحاً . بعدها توالت أعمال العنف تدريجيا وعلى نطاقات زمنية قريبة تكاد تكون يوميا، ومنذ ذلك الحين سقط من قوات الشرطة 646 شهيدا في مطاردات وانفجارات ، في محاولة للقضاء علي الارهاب الذي عشش في اركان الدولة خلال تلك الآونة. القبض علي قيادات الجماعة ولعل ابرز ما اوقد شعلة الارهاب هو هروب قادة الاخوان عقب فض الاعتصام ، محتمين بأجساد مناصريهم الغافلين ، لذا شدد جهاز الشرطة من مساعيه لمحاولة ايجاد هاربيهم ، وهنا تعددت روايات ضبط كل رأس منهم . كان اول المقبوض عليهم من القيادات هو خيرت الشاطرالذى تم ضبطه قبل فض الاعتصام، حيث ألقت مأمورية مشتركة من قوات الأمن الوطني والأمن العام ومباحث القاهرة، مساء يوم الجمعة الموافق 5 يوليو 2013، القبض على المهندس خيرت الشاطر، النائب الأول للمرشد العام للإخوان، بمسكن شقيقه بالحي الثامن بمدينة نصر .. ليتم محاكمته بعدها ويصدر بشأنه عدة احكام أهمها حكم الإعدام في قضية التخابر . اما عن محمد بديع، مرشد الجماعة ، فقد تم ألقاء القبض عليه يوم الثلاثاء الموافق 20 أغسطس 2013، في شقة سكنية في شارع الطيران في منطقة رابعة العدوية، وكان برفقته قياديان بالجماعة وستة من حراسه ومساعديه . . ليصدر بعدها ضده 4 احكام اعدام في قضايا التخابر وقتل الابرياء باعتصام رابعة . من ناحيته ألقت قوات الأمن، فجر يوم الأربعاء الموافق 30 أكتوبر 2013، القبض على الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان، في شقة بالتجمع الخامس، بعد أكثر من 100 مأمورية استهدفت "العريان" في 8 محافظات، ولم يقاوم العريان أجهزة الأمن أثناء عملية القبض عليه، وسلم نفسه بمجرد مداهمة الشقة، وقال العريان في تدوينة له عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" كتبها من خلال هاتفه المحمول بعد القبض عليه: "اطمئنوا وإلى لقاء" .". وتتعدد روايات ضبط الرؤوس ، حيث ألقت قوات الأمن، يوم الأربعاء الموافق 21 أغسطس 2013، القبض على الداعية المتشدد صفوت حجازي المعروف بمواقفه الداعمة لجماعة الإخوان، قبل مدخل واحة سيوة بمرسى مطروح قبل هروبه إلى ليبيا، في كمين نصبته القوات المسلحة، وظهر حجازي صابغًا شعره وحالقًا لحيته "دوجلاس"، حيث إن أحد الأكمنة التابعة للقوات المسلحة المتمركزة قبل مدخل واحة سيوة بمطروح، وتحديدًا قبل مدخل واحة سيوة ب21 كيلومترًا اشتبه في سيارة وبعد إيقافها لفحص هوية مستقليها تبين أن من بينهم الداعية صفوت حجازي، وتبين من التحقيقات أن حجازي كان مختبئًا بأحد الأماكن بصحبة محامٍ. فيما ألقت الأجهزة الأمنية، يوم الخميس الموافق 29 أغسطس 2013، القبض على محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان، داخل أحد المنازل بقرية ترسا التابعة لمركز أبو النمرس بمحافظة الجيزة وبصحبته خالد الأزهري وزير القوى العاملة السابق، وجمال العشري، أحد قيادات الجماعة بالجيزة، و17 من القيادات الإدارية بالجماعة، وعثر أثناء الضبط على عدد من الكاميرات كان يستخدمها البلتاجي في بث رسائله على "الجزيرة" كما عُثر على بعض الأوراق والمستندات الخاصة بتنظيم الإخوان وعدد من الأسلحة النارية، واستغرقت عملية القبض على البلتاجي 3 ساعات ولم يبدِ أي مقاومة أثناء عملية القبض عليه، وفقًا لأحد المصادر الأمنية .. وبعدها صدر بشأنه حكم الاعدام في قضية التخابر و15 عام بقضية تعذيب المدنين برابعة . أما عبد الرحمن البر ومحمود غزلان فقد ألقت قوات الأمن، مساء يوم الاثنين الموافق 1 يونيو 2015، القبض على القياديين الإخوانيين محمود غزلان المتحدث باسم جماعة الإخوان وعبدالرحمن البر والملقب بمفتي الجماعة، وجاء هذا بعد بيان الجهات الأمنية التي أعلنت فيه رصد وإحباط "تنظيم إخواني"، وذلك داخل شقة كانا يختبئان بها بالحي الثاني بمدينة 6 أكتوبر كما تم القبض على اثنين آخرين كانا برفقتهما، وأشارت التحريات إلى أن المتهمين كانوا يعقدون اجتماعات مكثفة داخل الشقة لإدارة المشهد السياسي وتحريك المظاهرات الإخوانية، وأنهم كانوا يترددون على الشقة في الخفاء، خاصة أنهم مطلوبون على ذمة قضايا عنف وإرهاب منذ 30 يونيو . أبرز شهداء الشرطة وبالطبع دفع الجهاز الامنى خسائره في تلك الحرب ، ففي صباح 28 يناير 2014، سقط اللواء محمد السعيد، مدير مكتب وزير الداخلية شهيدا، بعد أن ترصده عدد من المجهولين في شارع الهرم كانوا يستقلون دراجة بخارية، ثم تبعه العميد طارق مرجاوي، الذي كان ضحية انفجار في جامعة القاهرة، أدي إلى استشهاده، بعدها استشهد النقيب أشرف القزاز في عمليات عنف في سيناء، ثم العميد أحمد زكي لطيف في انفجار عبوة ناسفة في ميدان 6 أكتوبر، واستشهد المقدمان خالد محمود حسن، ومحمد محمود أبوسريع؛ جراء انفجار عبوة ناسفة محلية الصنع بشارع 26 يوليو. واستشهد اللواء عبدالرؤوف فوزى حامد الصيرفى، فى 31 ديسمبر 2014، أثناء وجوده ضمن الخدمات الأمنية المكلفة بتأمين نطاق جامعة القاهرة، واستشهد المقدم طارق محمد سامح محمد رشاد مباشر، فى 5 أغسطس الماضي حين أطلق مستقلو سيارة النار عليه أثناء وقوفه في نقطة تفتيش في الطريق الساحلى دائرة قسم شرطة الضبعة، واستشهد المقدم محمد حلمى محمد النبوى، بمديرية أمن شمال سيناء، فى 16 سبتمبر 2014، فى انفجار عبوة ناسفة فى إحدى مدرعات الشرطة. 1025 تقجير خلال الحرب علي الارهاب وعلى الرغم من اقتلاع كل جذور الشر من الشارع السياسي وايداعهم سجون طرة ، الا ان الارهاب لم تخفت وتيرته نسبيا الا في عهد الرئيس السيسي ، الذي ساهمت خلفيته العسكرية في وضع الخطط لامساك بزمام الامور ، فيبلغ إجمالي عدد التفجيرات التي تمت منذ إعلان الحرب على الإرهاب 1025 تفجيرا شمل تقريبا جميع محافظات مصر، ومنها المدراعات ومديريات الشرطة، كأمن القاهرة، والعريش، والدقهلية، ويبلغ إجمالي عدد ضحايا المدنيين جراء التفجيرات والعمليات الإرهابية منذ ذلك الحين 1264، تشمل كافة الأعمار السنية، بدءا من 7 سنوات حتى 65 عاما . لذا يدرك الجميع أن جماعة الإخوان المسلمين تحفرقبرها بيديها، عندما جاهرت بمعاداة الشعب المصري، الذي حملها إلى السلطة، وأسقطها في ثورة 30 يونيو، ولن تجدى محاولات التقرب من النظام والمطالبة بالصلح اى تعاطف من قبل الشعب الذي لفظهم مرة في يونيو والف مرة خلال احداث الارهاب لتنطوى صفحة ميدان رابعة نهائياً ولا يتبقي منها غير سطور دامية مسجلة بكتب التاريخ.