أيام ونودع الشهر الكريم.. وكما استقبلناه بفرحة نودعه بفرحة تملأ عيون الأطفال طلباً للملابس الجديدة، ولأن فرحة العيد اقترنت منذ بضعة أعوام بدخول المدارس م ما يمثل عبئا على أي أسرة خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، كثفت العائلات اهتمامها في الأسبوع الأخير من رمضان للتوجه إلى المحلات التجارية لشراء كسوة العيد وكسوة المدارس لأبنائها.. مضطرين أمام نيران الأسعار الاستغناء عن معظمها والاكتفاء بأقل القليل شعارهم في ذلك المثل القائل" قل من الندر واوفي". كانت لبوابة الوفد جولة في أسواق وسط البلد لنرصد معكم أحوال الأسواق وإلى أي مدى ارتفعت أسعار الملابس في مصر .. روكسي.. الموسكي ماتفرقش تقول صابرين عبد الصمد،27 سنة ربة منزل، إنها السنة الأولى التي تنزل فيها لشراء ملابس العيد لابنها زياد البالغ من العمر 9 شهور، وأنها حضرت إلي منطقة الموسكي طمعا في أن تجد ملابس له تناسب ميزانيتها بعد أن جابت محلات وسط البلد وهالتها الأسعار المرتفعة هناك، واتضح لها أن ملابس الأطفال أعلى سعرا من ملابسها هي وزوجها، حيث وصل سعر الطقم الواحد 150 جنيها فضلا عن الحذاء وملابس المنزل وجلباب الصلاة الأبيض. ولأنها ربة منزل ولا تستطيع أن تزيد الحمل على عاتق زوجها العامل البسيط ترى أنه لا فارق بين الموسكي وروكسي غير المحل المعروض فيه الملابس . ويقول سامح السيد، رب أسرة وعامل بإحدى شركات المقاولات: في ظل ارتفاع الأسعار لايوجد مايسمى بالميزانية الثابتة، فأسعار الخامات ارتفعت وعجلة الإنتاج توقفت وأصبحت كل البضائع مستوردة والبائع يشتريها بسعر عال وبالتالي يبيعها بسعر يوفر له المكسب. ولأني أعرف إمكاناتي جيداً حضرت إلى العتبة لأنتقي ملابس العيد لأبنائي من على الرصيف.. ربما تكون أقل جودة من المعروضة في المحلات ولكنها تسد وتحمل الفرحة لأبنائي وأنا لا أريد أكثر من ذلك.. طقم العيد هنا لايزيد على 50 جنيها (البنطلون والتي شيرت والحذاء "الصندل"). يرى حامد صابر محمود، أحد الباعة بالموسكي ويعمل في مجال بيع الأحذية منذ مايزيد على 30 عاما، أنه لم يشهد خلالها ارتفاعا في الأسعار كالذي شهدته مصر في السنوات العشر الأخيرة وبخاصة هذه الأيام. يقول: كثيرا ماكان يمر بنا البعض وينظر للبضاعة المعروضة على الرصيف ويقول عليها " سَكة" أو سكند هاند "، وبين يوم وليلة يغير الله من حال لحال فلم يعد لهؤلاء ملجأ سوى البضاعة المباعة على الرصيف والتي يتوافد عليها كافة الطبقات وليس محدودي الدخل وحسب، فالزبون يجد مطلبه على الرصيف بأسعار تتناسب مع إمكاناته المادية لأنها تباع بنصف الثمن . وعن أسعار الملابس لهذا العام يقول حامد من سن 7 إلى 10 سنوات طقم كامل مكون من تي شيرت بسعر 30 جنيها وبنطلون 35 جنيها و"كوتشي" من 22.5 إلى 27.5 جنيه أي أنه لايقل عن 80 جنيها . أما بالنسبة للشباب فيقول فتحي محمد 19 سنة بائع طاقم العيد على الرصيف يتراوح سعره مابين 170 إلى 200 جنيه بنطلون وبدي وكوتش او بلوزة وجيبة وحذاء بناتي اما في المحل لايقل عن 500 جنيه . وعن أقل سعر لملابس المدارس المباعة بأسعار الجملة هي في منطقة حارة اليهود يحدثنا محمود فتحي أن أسعارها شهدت ارتفاعا يتراوح بين 5 إلى 25 % عن العام الماضي فالحذاء المدرسي مابين 60 إلى 65 جنيها والقميص مابين 13 إلى 35 جنيها والبنطلون ب 35 جنيها والشنطة تتراوح بين 30 إلى 50 جنيها ... يقول أحمد ربيع صاحب محلات ملابس بالعتبة إن أسعار الملابس الجاهزة ارتفعت بنسبة 13% مقارنة بالعام الماضى، مرجعًا ذلك لارتفاع الغزل والأقطان المصرية وزيادة أسعار الملابس المستوردة من الخارج قائلا " يبلغ سعر أقل بنطلون قماش 41 جنيها رغم أنه لم يتعد 35 جنيها فى الموسم الماضى"، كما توقع أن تشهد الفترة المقبلة زيادة أخرى فى أسعار الملابس الجاهزة نتيجة لقيام الحكومة برفع قيمة الضرائب على المحلات التجارية وضريبة المبيعات على الملابس لتعويض الخسائر الاقتصادية التى شهدتها البلد منذ 25 يناير. وأشار إلى تراجع حجم الإقبال الجماهيرى على شراء الملابس الجاهزة بنسبة 15% عن العام الماضى، وأن معدل القدرة الشرائية للملابس الجاهزة لموسم الصيف لم يتجاوز 60% مقارنة ب 75% للعام الماضى . وأضاف أن حجم الخسارة التى تكبدها خلال موسم الشتاء الماضى والتى بلغت 85% دفعته لتوخى الحذر عند شراء ملابس الموسم الصيفى. وأوضح محمود حمدى، صاحب محل ملابس بمصر الجديدة، أن أسعار ملابس هذا الموسم تبدأ من 85 جنيها للبلوزة وتصل ل400 جنيه للبدلة أو التيير.. مشيرا إلى انخفاض معدل القدرة الشرائية للمواطنين للملابس الجاهزة بنسبة 50% عن العام الماضى، قائلا "إذا كان عدد الزبائن فى اليوم الواحد للعام الماضى يبلغ 20 زبونا، فعدد الزبائن لهذا الموسم لا يتجاوز 10 زبائن". أما حسن الصبان تاجر جملة يقول إن الزيادة تجاوزت ال80 % فزي الفتيات "الدريل" ارتفع سعره من 30 جنيها إلى 50 جنيها أما زي الأولاد فغالبا مايسلم بواسطة المدرسة .. ويفسر اختلاف سعر المحل عن سعر البضاعة المباعة على الرصيف إلى النفقات التي يتكبدها المحل من كهرباء ومرتبات عمال وضرائب . ويشكو حسن من غياب الأمن في الشارع الذي أصبح شيئا مرعبا حيث يقطع الباعة الطريق على الزبائن ويدخلوا معهم في صراعات طوال النهار وغالبا ماتنتهي بعلقة سخنة للزبون فالبائع المتجول لم يعد يهاب الشرطة ولم تعد هناك بلدية تستطيع رفع هذه الإشغالات من على الطريق.