في نهار رمضان "وشوش شقيانة "تواصل عملها في ساعات الحر رغم العطش والجوع ولهيب الشمس.. بصعوبة أخذ "عم سعيد" يدفع عربة القمامة أمامه وهو يلهث من العطش باحثاً عن كوب من الماء البارد ليسكبه على رأسه لعله يلطف ما يشعر به من إنهاك وإرهاق يمكنه من إكمال صيامه. 283 جنيها، هي إجمالي ما يتقاضاه "عم سعيد، 65 سنة، عامل النظافة بحي ثاني بالاسماعيلية نظير عمله باليومية في رفع القمامة وكنس وتنظيف الشوارع من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الثانية ظهراً يوميا دون إجازات. يقول "عم سعيد"، وهو ممسك بمقشة متهالكة: "أنا شغال وكل زمايلي في رمضان في عز الحر.. هنعمل إيه ربنا بيعينا على الشغل وعلى الصيام في عز الحر. وأنا بحط طاقية على راسي وبغسل وشي بميه ساقعة عشان أقدر أواصل". وتابع "كل يوم باجي من قرية المحسمة التابعة لمركز القصاصين بالإسماعيلية، بالقطار بطلع من البيت من بعد صلاة الفجر عشان أبدأ الشغل هنا (مدينة الاسماعيلية) الساعة 8، وأنا بشتغل باليومية ومرتبي الشهري 283 جنيه بس مبناخدش غيرهم طول الشهر. أوقات بنسمع عن البدلات وعن مكافأت، لكن مفيش حاجة بنشوفها والله ربنا عالم بينا. إحنا بنتعب اوي وحالنا ربنا وحده عالم بيه". وتابع "احنا شغالين في ظروف ما يعلم بها غير ربنا .الادوات اللي شغالين بها مكسرة ومتبهدلة ومطلوب مننا ننضف ونكنس الشوارع ونشيل الزبالة طب ازاي .والناس سلوكياتها صعبة محدش بيحافظ على النظافة وفي الاخر يقولوا عمال النظافة السبب. والله احنا بنراقب ربنا في شغلنا ومفيش حاجة بتتصرف لنا لا بدل غذاء ولا بدل ملابس ولا عندنا تأمين صحي. احنا طول النهار في الزبالة شغالين ومتعرضين للامراض " وتابع "الجو حر واحنا صايمين بس ربنا بيقوينا نكمل يوم صيامنا .. بغسل راسي بماية صاقعة عشان اقدر اكمل واقعد اريح تحت الشجرة شوية في الطراوة وأقوم اكمل شغلي "وقال "أنا مش عايز حاجة من الدنيا غير ان ربنا يسترنا ويمن عليا وأروح أزور النبي عليه الصلاة والسلام واشوف الكعبة".
