60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. السبت 18 مايو    أسعار اللحوم والدواجن والخضروات والفواكه اليوم السبت 18 مايو    مصدر أممي: الجزائر وسلوفينيا تطلبان عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول رفح    تشكيل الترجي المتوقع لمواجه الأهلي ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا    جلسات تحفيزية بفندق الإقامة للاعبي الأهلي قبل مواجهة الترجي    طلاب الشهادة الإعدادية بالشرقية يؤدون اليوم امتحان اللغة العربية    الأرصاد تحذر من طقس اليوم وتوجه نصائح لمواجهة ارتفاع الحرارة    أوما ثورمان وريتشارد جير على السجادة الحمراء في مهرجان كان (صور)    أكثر من 142 ألف طالب يؤدون امتحانات الشهادة الإعدادية بالشرقية اليوم    ناقد رياضي: الترجي سيفوز على الأهلي والزمالك سيتوج بالكونفدرالية    بعد حفل زفافهما.. من هو محمد المغازي زوج ريم سامي؟    ذوي الهمم| بطاقة الخدمات المتكاملة.. خدماتها «مش كاملة»!    عادل إمام.. تاريخ من التوترات في علاقته بصاحبة الجلالة    زعيم كوريا الشمالية يشرف على اختبار صاروخ جديد: تعزيز الحرب النووية    عاجل - آخر تحديث لسعر الذهب اليوم في مصر.. عيار 21 يسجل 3150 جنيها    عاجل.. حدث ليلا.. اقتراب استقالة حكومة الحرب الإسرائيلية وظاهرة تشل أمريكا وتوترات بين الدول    زيلينسكي: أوكرانيا ليس لديها سوى ربع الوسائل الدفاعية الجوية التي تحتاجها    نوح ومحمد أكثر أسماء المواليد شيوعا في إنجلترا وويلز    لبلبة تهنئ عادل إمام بعيد ميلاده: الدنيا دمها ثقيل من غيرك    كاسترو يعلق على ضياع الفوز أمام الهلال    عاجل - "تعالى شوف وصل كام".. مفاجأة بشأن سعر الريال السعودي أمام الجنيه اليوم في البنوك    خالد أبو بكر: لو طلع قرار "العدل الدولية" ضد إسرائيل مين هينفذه؟    طبيب حالات حرجة: لا مانع من التبرع بالأعضاء مثل القرنية والكلية وفصوص الكبد    تفاصيل قصف إسرائيلي غير عادي على مخيم جنين: شهيد و8 مصابين    رابط مفعل.. خطوات التقديم لمسابقة ال18 ألف معلم الجديدة وآخر موعد للتسجيل    حلاق الإسماعيلية: كاميرات المراقبة جابت لي حقي    إصابة 3 أشخاص في تصادم دراجة بخارية وعربة كارو بقنا    نصائح طارق يحيى للاعبي الزمالك وجوميز قبل مواجهة نهضة بركان    الأول منذ 8 أعوام.. نهائي مصري في بطولة العالم للإسكواش لمنافسات السيدات    فانتازي يلا كورة.. هل تستمر هدايا ديكلان رايس في الجولة الأخيرة؟    ننشر التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي قضاة مجلس الدولة    مفتي الجمهورية: يمكن دفع أموال الزكاة لمشروع حياة كريمة.. وبند الاستحقاق متوفر    حماية المستهلك يشن حملات مكبرة على الأسواق والمحال التجارية والمخابز السياحية    لبنان: غارة إسرائيلية تستهدف بلدة الخيام جنوبي البلاد    سعر العنب والموز والفاكهة بالأسواق في مطلع الأسبوع السبت 18 مايو 2024    مذكرة مراجعة كلمات اللغة الفرنسية للصف الثالث الثانوي نظام جديد 2024    عمرو أديب عن الزعيم: «مجاش ولا هيجي زي عادل إمام»    بعد عرض الصلح من عصام صاصا.. أزهري يوضح رأي الدين في «الدية» وقيمتها (فيديو)    قبل عيد الأضحى 2024.. تعرف على الشروط التي تصح بها الأضحية ووقتها الشرعي    مصطفى الفقي يفتح النار على «تكوين»: «العناصر الموجودة ليس عليها إجماع» (فيديو)    هل مريضة الرفرفة الأذينية تستطيع الزواج؟ حسام موافي يجيب    مؤسس طب الحالات الحرجة: هجرة الأطباء للخارج أمر مقلق (فيديو)    تعرف على موعد اجازة عيد الاضحى المبارك 2024 وكم باقى على اول ايام العيد    طرق التخفيف من آلام الظهر الشديدة أثناء الحمل    البابا تواضروس يلتقي عددًا من طلبة وخريجي الجامعة الألمانية    حظك اليوم برج العقرب السبت 18-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    هاني شاكر يستعد لطرح أغنية "يا ويل حالي"    «البوابة» تكشف قائمة العلماء الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل مؤخرًا    إبراشية إرموبوليس بطنطا تحتفل بعيد القديس جيورجيوس    دار الإفتاء توضح حكم الرقية بالقرأن الكريم    أستاذ علم الاجتماع تطالب بغلق تطبيقات الألعاب المفتوحة    ب الأسماء.. التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي مجلس الدولة بعد إعلان نتيجة الانتخابات    سعر اليورو اليوم مقابل الجنيه المصري في مختلف البنوك    أكثر من 1300 جنيه تراجعا في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 18 مايو 2024    دراسة: استخدامك للهاتف أثناء القيادة يُشير إلى أنك قد تكون مريضًا نفسيًا (تفاصيل)    حدث بالفن| طلاق جوري بكر وحفل زفاف ريم سامي وفنانة تتعرض للتحرش    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انتهت العاصفة وبقى الحزم (4)
إيران دولة مصالح لا مبادئ.. تستثمر الدم العربى وتجيد صناعة الميليشيات
نشر في الوفد يوم 29 - 05 - 2015

يشكل التحالف العربى الجديد رافعة للتقدم الذي أحرزته فصائل المعارضة السورية في هجماتها ضد نظام بشار الأسد، والتي وصلت إلي قرب اللاذقية وسيطرت علي ريف دمشق، وعلي استعداد لخوض معركة كبيرة في قلمون ضد قوات حزب الله الذي أصبح يعاني خسائر شديدة في سوريا، وبعد أن خسرت قوات بشار الأسد ما لا يقل على 200 ضابط.
فضلاً عن آلاف الجنود منذ بداية هذا العام في اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة، الأمر الذي دفع وزير الدفاع السورى إلي التوجه لطهران طلباً للنجدة، هذا فضلاً عن رفض جماهير الشيعة العراقيين محاولات إيران للهيمنة على العراق، وهو ما حذر منه المرجع الشيعى العراقى علي السيستانى.
وإذا كانت إيران تخشى علي نفوذها في العراق من ثورة الشيعة العراقيين، إلا أنها تخشى بدرجة أكبر علي شبكة أمانها غير المتوافرة في سوريا وتاليا في لبنان.. رغم وجود ميليشيات حزب الله هناك، لذلك فإن تشدد إيران في اليمن هو في الحقيقة انعكاس لحالة تخوفها من ضياع نفوذها في سوريا، وحدوث توابع لزلزال «عاصفة الحزم» تنتقل من اليمن إلي سوريا والعراق ولبنان، وبما يلحق أضراراً بالغة بحليفها حزب الله، ويخلق عنصر قلق لنظام الحكم الشيعي في بغداد، خاصة أن قدرات إيران العسكرية لا تستطيع أن تحتفظ وتؤمن كل هذه المكاسب التي حققتها إيران عبر السنوات الماضية علي الأرض، بعد أن انتشرت علي مساحات واسعة خارج قدرة إيران علي السيطرة عليها، وبرزت مشاكل كثيرة أمام إيران في الدول التي تمددت فيها، بما أدى إلي زيادة أعدائها وأيضاً أعبائها، حيث يستحيل علي الإيرانيين السيطرة على كل هذه المساحات من العالم العربى، لا بواسطة عملائهم ولا حتى بواسطة جيوش إيران ذات الإمكانات العسكرية المتواضعة، خاصة بعد أن اكتشفت الشعوب العربية حقيقة ما ينتظرها من استعباد إذا ما دخلت تحت الوصاية الإيرانية بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال عملائها الرعاع، حيث تقع الدولة رهينة في أيديهم وهم يتلقون تعليماتهم من طهران، ليس ذلك فقط، بل زادت مشاكلها في الداخل أيضاً بظهور نزعات انفصالية في الأقاليم الحدودية بإيران.. وجميعها مناطق سنية.. حيث عرب الأهواز في الجنوب (وهى مناطق الحقول النفطية)، والبلوش في الشرق، والآذريين في الشمال، والأكراد في الغرب، فضلاً عن تآكل مواردها المالية، والذي تسبب في حدوث أزمات اقتصادية وحالة سخط اجتماعى، فإذا أضفنا إلي ذلك صراعاً مريراً علي السلطة بين العسكريين في الحرس الثورى ورجال الدين كبار السن، سيبرز بشدة بعد رحيل خامينئى مرشد الثورة وغيره من آيات الله في مدينة قم الذين يعانون من الشيخوخة ويصرون علي تسلطهم علي النظام، فإذا كانت إيران غير قادرة علي توفير الاستقرار داخلها، فكيف سيتسنى لها توفير الاستقرار للآخرين؟!
ويجب أن نفهم سياسة إيران الإقليمية في ضوء اعتمادها علي معادلة (الصراع الصفرى)، بمعنى أنها دائماً تريد أن تظهر باعتبارها الطرف الإقليمى الرابح، وما عداها خاسرون، وقد أسست تلك السياسة بناء علي تصورات ثلاثة: الأول: هي أنها دولة شيعية، وعليها مسئولية الدفاع عن الشيعة في كل مكان يتواجدون به، خاصة داخل الدول العربية والإسلامية ذات الأغلبية السنية الحاكمة. ويتمثل التصور الثانى في القيام بدور القوة الإقليمية العظمى المناوئة للقوى الأخرى في المنطقة. أما التصور الثالث فهو التمدد في الدول الرخوة والمضطربة. وقد أجادت إيران دور صناعة الميليشيات في فترة الضياع العربى، فجمعت كل الشراذم من الشيعة والسُنة وحولتهم من جماعات مذهبية فقط إلى ميليشيات مقاتلة تنتفض علي السلطة، ودفعت إيران بكل قواها لدعم هذه الميليشيات. ويعتبر غياب سلطة الدولة هو حجر الزاوية، حيث تستثمر إيران الدم العربى، ويكون الدم الشيعي أيضاً وقودها إذا ما استدعت مصلحة النظام الإيرانى ذلك، هذا فضلاً عن العمل علي الوقيعة بين الدول العربية بعضها بعضاً. فعلى سبيل المثال رصدت أجهزة المخابرات المصرية تخصيص إيران 10 ملايين دولار للوقيعة بين مصر والسعودية، بواسطة وسائل الإعلام العربية التي تمكنت إيران من شرائها، وأيضاً شراء قيادات الصف الثانى من الإخوان والسلفيين والقيادات الليبرالية، لإثارة الفوضى في مصر من خلال تصعيد المظاهرات والاحتجاجات الفئوية وإحياء الفتنة مرة أخرى. ولن تقف إيران عند حد ما دامت الدول والشعوب العربية مستكينة وخاضعة، ولا تملك العزم والقوة والقرار للوقوف بوجه الغزو والتمدد الإيراني القادم والفاتك بهم، ورغم أن عاصفة الحزم شكلت خسارة فادحة لإيران في اليمن، إلا أنها ستواصل ولن تتوقف، وذلك لكونها صاحبة مشروع توسعى، وستبقى تحاول تحقيقه إلي أن يوقفها الرادع العربى.

عقلانية السعودية
وفي ضوء المعطيات السابق الإشارة إليها، والتسليم بأن إيران في حالة إنكار للواقع المحيط بها، فهي لا تكاد تصدق ما يجرى حولها، هزيمة كبرى في اليمن حيث تعرقل عاصفة الحزم مشروعها التوسعى هناك، وبداية هزيمة في سوريا، ورفض شيعي لها حتي بين الشيعة في العراق.. ولكن حتي تتحول إيران من حالة الإنكار إلي حالة الإدراك ثم القبول بالواقع والتعامل معه بعقلانية يفتقدها نظام الملالي الحاكم في طهران، وحتي يفيق هذا النظام إلي رشده.. علينا أن نتوقع الكثير من الشر الإيرانى، فحتى لو أخرجت عاصفة الحزم الحوثيين من صنعاء، ودمرت قدرات علي صالح العسكرية، فإنها لو أطلقت عقال حرب أهلية مدمرة، فسيكون ذلك انتصاراً لإيران، لأنها تريد أن تكون اليمن نزفاً للسعودية، بينما السعودية تقول إنها لا تريد حرباً في اليمن ولا مع اليمن، وتتعامل مع الأزمة في اليمن بواقعية بعيداً عن الخيال السادر فيه نظام الملالى في طهران، وهذا ما يفرق الرياض عن طهران. فإذا كانت إيران تتعامل مع السعودية بوصفها المنافس والخصم في الإقليم والعالم الإسلامى، وباعتبارها أن الثقل السعودى عقبة تعترض تقدم البرنامج القومي الإيرانى.. حتي في بعده النووى، واعتقادها الخاطئ البعيد عن الواقع بأن الرياض غير قادرة علي قيادة هجوم مضاد في الإقليم، خصوصاً بسبب مغازلة أوباما لإيران، الأمر الذي أدى إلي اندفاعها في اليمن بغباء ودون وعى، غير مستوعبة للدرس الذي تلقته في البحرين منذ سنوات قليلة، عندما فاجأتها قوات درع الجزيرة بدخول البحرين والقضاء علي مؤامرة المعارضة التابعة لإيران هناك.. فقد شكلت هذه الأخطاء في المدركات الإيرانية فرصة للسعودية لاستعادة التوازن الاستراتيجى في المنطقة من خلال عاصفة الحزم، حيث لم تسلك السعودية طريق الخضوع للتغيرات التي أحدثتها إيران في السابق من خلال عملائها في سوريا ولبنان والعراق، وذلك بأن اختارت السعودية مواجهة محاولة إيران كسر التوازنات، حيث وجد أهل الإقليم أنفسهم أمام السعودية الجديدة في سرعة اتخاذ القرار.. سواء في المسائل العسكرية أو السياسية وكذلك الإعلامية.
وإذا كانت السعودية لا تريد الانخراط أكثر في الميدان اليمنى، وتحاذر كثيراً قبل اتخاذ قرار خوض حرب برية، معتبرة ما حققته الضربات الجوية من خسائر في الحوثيين وحلفائهم كافياً لردعهم، كما يوفر قرار مجلس الأمن 2216 غطاء شرعياً ومخرجاً يفتح الباب أمام الحل السياسى، إلا أن السعودية في الواقع وشركاءها يراهنون اليوم وأكثر علي اهتراء الوضع السياسي في صفوف خصومهم وضعفهم وعجزهم، وعلي انقضاض مزيد من القوى في المؤتمر الشعبى العام عن رئيسه علي صالح، وكذلك علي تنامى نفوذ فاعليات قبائلية وعشائرية ترتبط بعلاقات تاريخية مع السعودية لا ترى أى جدوى في تهديم هذه العلاقات وما تنطوى عليه من مصالح، كما يراهنون أيضاً على ما سيخلفه الحصار من آثار فى الصفوف الشعبية في رفض السيطرة الحوثية والهيمنة الإيرانية علي الشعب اليمنى، وعلى تقدم أنصار الشريعة بعد ضمان سيطرتهم علي مدن كثيرة في الجنوب والشرق الأوسط، بينما تراهن إيران علي الوسطاء من سلطنة عمان إلي باكستان وتركيا.. لعلهم ينجحون في تقديم تصور يرضي الطرفين السعودى والإيرانى، إلا أن السعودية بالقطع والتأكيد سترفض أي حل يؤدى إلي تقسيم اليمن إلي يمنيين.. تكون فيه اليمن الشمالي في أيدى الحوثيين المدعومين من إيران، وترسخ حضورهم علي الحدود الجنوبية للسعودية، فهذا مما لن ترضى عنه الرياض التي أطلقت عاصفة الحزم لاقتلاع هذا الحضور من حديقتها الخلفية، لذلك ستصر علي الاستمرار في عاصفة الحزم -بصورة أو بأخرى- حتي يتم كسر إرادة الحوثيين وتجبر طهران علي الانسحاب بعيداً عن حدودها، خاصة بعد أن يقتنع حكام طهران بأن الموقف الدولى ليس في صفهم، وبما قد يؤثر سلباً علي قضيتهم القومية المتعلقة بالملف النووى الذي لايزال قيد التفاوض.

معركة استعادة التوازن الاستراتيجى
تعتبر معركة استعادة التوازن الاستراتيجي بين العرب من جهة وبين إيران وعملائها من جهة أخرى حاسمة وطويلة ومتعددة المسارح، بل لقد أصبحت هذه المعركة هي الموضوع الرئيسى علي مائدة التفاوض بين الزعماء الخليجيين العرب وباراك أوباما في كامب ديفيد، لاسيما أن كلام القادة الخليجيين مع أوباما، وبشكل غير مباشر مع الإيرانيين، تعززه قوة عسكرية عربية مشتركة علي الأرض تمارس مهامها حفاظاً علي الأمن العربى، ليس فقط في بعده الخليجى ولكن أيضاً في بعده القومي الأوسع. ومن هنا كان لابد من الحزم مع إيران حتي تستفيق، فجاءت عاصفة الحزم بمثابة صدمة تجعلها تفيق من غيها، حتي إنها فوجئت بأصوات تشكل أغلبية داخل إيران ملت الحروب والخرافات الأيديولوجية حول عودة الإمام الغائب، وأنه لابد من الاستعداد لاستقباله من خلال توسيع دائرة النفوذ الإيرانى في المنطقة، وتريد هذه الأغلبية المستضعفة التخلص من حكم الملالى وهيمنتهم علي مقدرات إيران، واستغلال إمكانات وموارد إيران الضخمة في انتشال شعبها من جحيم الخرافات والفقر الذي بلغ في عدد من الأقاليم حد العوز، وفي إحداث نهضة اقتصادية وصناعية توفر وظائف لثلث الشباب الإيرانى العاطل عن العمل.
وتتعدى معركة استعادة التوازن الاستراتيجي بين العرب وإيران مجرد حسابات مقارنة القوات في البر والبحر والجو علي الصعيدين الكمي والنوعى، وإن كان هذا البعد في حسابات التوازن الاستراتيجي يعتبر مهماً وأساسياً من أجل استعادة التوازن بأبعاده السياسية والاستراتيجية والاقتصادية... إلخ، حيث تشكل القوة العسكرية عاملاً مسانداً للقيادات السياسية في الدولة عند جلوسها إلي مائدة التفاوض مع الأعداء، خاصة إذا ما كان قد تم تفعيلها واختبارها ميدانياً وأثبتت نجاحها، وذلك علي النحو الذي جرى في عاصفة الحزم. ومن المعروف أنه إذا كانت إيران تتميز بالتفوق في القوات البرية والصاروخية والبحرية، فإن دول الخليج العربية في المقابل تتفوق في القوات الجوية، وهو ما يفرض علي الدول العربية الخليجية أن تعمل علي استعادة التوازن في القوات البرية من خلال الشراكة الاستراتيجية مع دول عربية تتمتع بالتفوق البشرى.. لكل من مصر والأردن، وهو ما تحقق في عاصفة الحزم، كذلك تقوية القوات البحرية الخليجية بلنشات وقراويطات صواريخ بحر/ بحر، وبحر/ سطح، وهو نوع السفن الحربية التي تتميز بها البحرية الإيرانية، فضلاً عن التخطيط والتنسيق المشترك.. سواء بين الدول العربية الخليجية، أو بينها وبين البحرية المصرية المشاركة معها في حوض البحر الأحمر لتأمين المياه الإقليمية والسواحل والجزر العربية ومنع العدائيات من تهديدها. وتشكل عمليات التدريب المشارك بين القوات البرية والبحرية الخليجية ونظيرتها المصرية.. ركيزة لهذا التعاون بين هذه القوات. وفي هذا الصدد لا يجب أن تعتمد دول التحالف العربي علي القوات الأمريكية في تحقيق التوازن المطلوب في مواجهة إيران، حيث لا اطمئنان ولا مصداقية للشراكة الأمريكية، لاسيما في مجال الدفاع الصاروخى ضد الصواريخ الباليستية الإيرانية.. اعتماداً على ما يطلق عليه «مظلة الدفاع الصاروخى الأمريكى»، والمجال البحرى اعتماداً علي تواجد الأسطول الأمريكي الخامس في الخليج.. هذا مع الوضع في الاعتبار أن الإمكانات لتحقيق التوازن الاستراتيجي موجودة لدي الدول العربية، ولكن ما ينقصنا هو توافر الإرادة السياسية المستندة إلي وعى استراتيجى لتفعيلها، وتبليغها للعدو في رسالة ردعية ذات مصداقية عالية، وهو الأسلوب الوحيد للجم أحلامه التوسعية. وإذا وضعنا ذلك في إطار ما تم في عاصفة الحزم، فسنجد أننا أنجزنا المرحلة الأصعب، والمتمثلة في الخروج من الإجراء الدبلوماسي إلي العسكري، ويبقي أن نفعل قواتنا العسكرية علي نحو هجومي أكثر من كونه دفاعياً، بحيث نفتح علي إيران جبهات ساخنة أخري بعيدة عن اليمن.. ليس مباشرة بواسطة قواتنا النظامية، ولكن بواسطة تدعيم ثورات الشعوب الثائرة ضد التدخل الإيراني في شئونها، ولا يجب أن ننتظر لتنفيذ ذلك حتي انتهاء المشكلة اليمنية، بل يجب الالتفات إلي ساحات أخري لتشتيت جهود إيران علي أكثر من جبهة، خاصة الجبهات المفتوحة فعلا في سوريا ولبنان والعراق، فضلاً عن تسخين الأقاليم الحدودية الإيرانية ذات الأغلبيات السنية، ضد نظام حكم الملالي. بذلك يمكن تحقيق التوازن الاستراتيجي في مواجهة إيران، وإجبارها علي سحب مشروعها التوسعي ضد الدول العربية.
- ولا ينبغي عند السعي لتحقيق التوازن الاستراتيجي بين الدول العربية وإيران أن نخشي مشروع السلاح النووي الإيراني، والذي تلوّح به طهران من وقت لآخر لتدعيم استراتيجيتها الردعية وتخويف العرب، ومنعهم من التصدي لمشروعها التوسعي. ذلك أنه من المؤكد - حتي مع افتراض امتلاك إيران سلاحاً نووياً في المستقبل - فإنها بالقطع لن تلجأ لاستخدامه، فقد سبقها حوالي عشر دول امتلكت هذا السلاح ولم تستخدمه رغم ما تعرضت له من أزمات سياسية وأمنية جادة. وبالتالي لا يجب أن يكون تلويح إيران بهذا السلاح مدعاة للتخوف منه، واعتباره يقلب حسابات الميزان الاستراتيجي في مواجهة الأسلحة التقليدية، والتي تملك الدول العربية ناصيتها، إذا ما أحسنت الاستفادة منها، مع استخدامها قدراتها الجيوبوليتيكية المتاحة والممكنة وما أكثرها علي الصعيدين الكمي والنوعي، وركزت جهودها علي تنمية مواردها البشرية والعسكرية التقليدية والاقتصادية، هذا فضلا عما هو معلوم حول وجود وسائل أسلحة دمار شامل أخري غير الأسلحة النووية يمكن بامتلاكها تحييد التفوق النووي الإيراني، وردع إيران عن مجرد التفكير بالتلويح به. هذا مع الوضع في الاعتبار أن السلاح النووي مجرد سقف تحاول إيران أن تجعله محطة بداية لنفوذها الإقليمي، إلا أن هذا السلاح هو سبب التفاتة الغرب وتحديداً الولايات المتحدة لإيران، وذلك في سياق طويل ومعقد حول استغلال الإدارة الأمريكية للعبة التوازنات في المنطقة بين القوي المؤثرة وعلي رأسها إيران، رغم كونها معزولة وتعاني من مشاكل داخلية وتحولات عارمة تشي بانفصال الشارع الإيراني عن النخبة الحاكمة، لكن ضمانة بقاء إيران كطرف قوي في الإقليم هو ضمانة إضافية للإدارة الأمريكية لممارسة لعبة التوازنات، التي تفيد إيجاد أكثر من قوة إقليمية قادرة علي كبح جماح القوي الأخري نحو نزوعها للهيمنة، هذا الي جانب استخدام واشنطن للسلاح النووي الإيراني كمبرر لفرض مظلتها الدفاعية فوق دول الخليج العربية، واستجلاب أموالهم في شراء أنظمة دفاعية مضادة للصواريخ، بل وإدخال الدول العربية الخليجية في إطار منظومة الدرع الصاروخية الأمريكية National Missile Defense - NMD وما يعنيه ذلك من تقديم تسهيلات داخل دول الخليج لبناء قواعد لهذه المنظومة علي أراضيها.
كما أن التوازن الاستراتيجي يتطلب بجانب الاهتمام بتوفير وسائل القوة العسكرية بأفرعها المختلفة واستخدامها بالأساليب التقليدية المعروفة، الاهتمام أيضا بأساليب الاستخدام غير التقليدي لهذه الوسائل العسكرية في حروب العصابات التي تمارسها الميليشيات العميلة لإيران، التي تحسن استخدامها بأساليب الحروب غير المتماثلة Asymmetrical Warfare في مواجهة القوات النظامية، وهو ما يفرض علي الدول العربية تشكيل قوات خاصة يتم تسليحها وتدريبها علي أساليب القتال في هذا النوع من الحروب وبحيث يمكنها التصدي لهذه الميليشيات ومنعها من إحراز تفوق وانتصارات في ميادين القتال داخل أو خارج المدن، خاصة في المناطق ذات الطبيعة الجغرافية الصعبة، كما أن تكبيد إيران ضربات غير تقليدية داخل مدنها بأساليب المخابرات التحتية، سيردعها عن التفكير في ضرب المدن العربية بواسطة عملائها أو الميليشيات التابعة لها ويحقق أيضا التوازن في هذا المجال الذي تتفوق فيه إيران.
إن بناء حلف إقليمي عربي كالقائم حاليا في عاصفة الحزم يجب أن يتجاوز النظرة الجزئية لحالة اليمن أو البحرين أو حتي سوريا والأخذ بعين الاعتبار المشهد الإقليمي ككل لا يتجزأ، وبالتالي فإن نجاح الحالة اليمنية رغم الصعوبات الكبيرة جدا والمعقدة هناك، وبما يعني بناء جيش وطني بلا انتماءات عرقية أو طائفية يساعد علي إعادة بناء مؤسسات الدولة اليمنية وفرض هيمنتها علي كل ربوع اليمن، وهو ما يجب أن تحرص دول التحالف علي تحقيقه باعتباره هدفاً سياسياً واستراتيجياً، يعطي النجاح فيه الانطباع محليا وإقليميا ودوليا علي قدرة العرب علي رفض كل ما يحاول أعداؤهم فرضه عليهم، ويتعارض مع مقتضيات الأمن القومي العربية، وتحقيق ذلك يتطلب استمرار قيام هذا التحالف في أوقات السلم كما في أوقات الأزمات، والعمل علي تطويره بتحديث أنظمة التسليح والقيادة والسيطرة وأساليب القتال، وتطوير التخطيط العملياتي وأعمال التعاون والتنسيق وإعداد مسرح العمليات، فضلا عن استمرار المناورات التدريبية المشتركة، والتوسع في قاعدة هذا التحالف بإدخال المزيد من جيوش الدول المعتدلة فيه، وهذا هو أكبر عامل يحقق التوازن الاستراتيجي، ويردع إيران عن التمادي في خططها التوسعية، خاصة مع ما ثبت أخيرا من أن إيران تواجه مشاكل عديدة في المناطق التي تمددت فيها، فضلا عن خوضها مفاوضات نووية صعبة، وتحالفات هشة في العراق وسوريا واليمن، بل وأيضا في لبنان حيث يواجه صنيعتها الكبري - حزب الله - تحديات كبيرة أمام الفصائل الإسلامية السنية المسلحة، كما أنه ليس من المحتمل أن يكون موقف القادم الجديد في البيت الأبيض بواشنطن، وغالبا جمهوريا نفس موقف الضعف الذي عليه الرئيس أوباما حاليا في تعامله مع إيران.
التوازن السياسي
أما علي الجانب السياسي من التوازن فعلينا كعرب أن ندرك حقيقة مهمة وهي أن إيران دولة مصالح وليست دولة مبادئ كما تزعم، وهي لن تتخلي عن فكرة قيادة العالم الإسلامي، وما يمارسه حكام إيران اليوم من تكتيكات إن هي علي سبيل المثال «التقية»، وحيث يظهرون غير ما يبطنون.. ولكي نفهم حقيقة توجهاتهم السياسية تجاه العالم الإسلامي «السني» تحديدا، علينا أن نفهم الثقافة الفارسية المذهبية التي سادت بعد ثورة الخوميني 1979، تحت اسم «تصدير الثورة الإيرانية»، وحتي نستطيع التعامل مع النظام الإيراني وليس مع «الشيعة»، الذين بعيدا عن التشيع السياسي، لا يمكن أن يكون بيننا وبينهم كل هذه الخلافات، فإن علينا الاطلاع علي نظرية محمد جواد لاريجاني - وهو أحد أهم منظري الثورة الخومينية وهي النظرية التي تعرف ب«أم القري»، والمقصود بها ليس مكة المكرمة ولكن مدينة «قم» المركز الديني في إيران، وباعتبار إيران حسب قول «لاريجاني»: «الدولة الإسلامية ودولة الإسلام الصحيح» والتي يجب أن تتوسع لبناء «الإمبراطورية الشيعية الموعودة، وحسب نظرية «لاريجاني» فإن إيران الثورة والدولة يجب أن تسعي للانتقال من فكرة «أم القري» لن يتحقق إلا إذا تمت سيطرة إيران علي مجالها الحيوي المتمثل في الدول العربية المحيطة بإيران، ثم باقي الدول الإسلامية السنية كمرحلة تالية، ومن ثم فإن علينا أن ندرك أن ايران بدوافعها وتطلعاتها هي التي تقف وراء كل هذه الأزمات المستفحلة في العالم العربي، وأن ايران في كل هذا انما تنطلق من أن العرب الشيعة يشكلون جيوباً متقدمة - أو رأس رمح - تابعاً لها، وأن ولاءهم الحقيقي ليس لأمتهم العربية، ولا لأوطانهم، ولكن لايران، وإن كان من المؤكد أن معظم الشيعة العرب وعلى رأسهم مرجعهم الديني علي سيستاني يرفضون هذا المنطق الايراني، ويتمسكون بعروبتهم وبأنهم جزء أصيل من هذه الأمة العربية.
ورغم ما تواجهه ايران من انتكاسات في مشروعها التوسعي، سواء في تراجع الموقف العسكري لحلفائها في سوريا «نظام بشار الأسد وحزب الله» وكذلك في العراق، وانشغالها بالحرب الحاسمة والمحتدمة في اليمن، وما تواجهه أيضاً من أزمات داخلية أمنية واقتصادية، فإن ايران لن تتخلى عن استراتيجيتها المتمثلة في انشاء «دائرة مجالها الحيوي» المتمثلة في الحفاظ على الإمداد الواصل بين دمشق وضاحية الجنوب اللبناني «معقل حزب الله في بيروت» وبعمق يشمل الجنوب اللبناني ووادي البقاع وجبال العلويين وبجانب منطقة اللاذقية ومنطقتي طرطوس وبنياس على شواطئ البحر المتوسط، وربط مناطق نفوذ ايران في سوريا مع مناطق الشيعة بجنوب العراق، ومناطق الشيعة بشرق السعودية، ومناطق الحوثيين في اليمن، وأيضاً مع البحرين والامارات وربط كل من المناطق بإيران وبالتالي فليس من المتوقع رغم كل ما تواجهه ايران من مشاكل في كل هذه الساحات وفي داخلها أن تنسحب من إحداها، لاسيما وهى تخوض معركة ضروساً بشأن ملفها النووي مع الولايات المتحدة وحلفائها وعرقلة الكونجرس الأمريكي لرفع العقوبات عنها - ولكن قد تلجأ إلى تنازلات شكلية ومهادنة في بعض الجبهات، من أجل الاستمرار في المواجهة والتصعيد في الجبهات الأخرى التي تعتبرها أكثر أهمية، ومن أجل اغراء الولايات المتحدة ودول أوروبا على التعامل معها كلاعب دولي اساسي مثل الهند والبرازيل واسرائيل، وكرقم رئيسي في معادلة الشرق الأوسط مقابل تخفيف دعمها لبشار الأسد في سوريا والموافقة على استبداله برئيس آخر ضمن النظام البعثي القائم، وان كانت علاقة ايران بنظام بشار الأسد قد شابها الكثير من النزاعات وهو ما عبرت عنه صحيفة حزب الله الرئيسية أنها «علاقة انتهازية خسيسة وخالية تماما من المبادئ والقيم الثورية وأخلاق المقاومين»!!
وإذا كانت الولايات المتحدة قد تراجعت عن اصرارها على الاطاحة ببشار الأسد «مؤقتاً» مقابل موافقة ايران على الاتفاق النووي، وذلك باعتبار أن بشار الأسد «هو أفضل الخيارات السنية» مع ادراك ايران أنها ليست في عجلة من الاعلان عن سلاحها النووي، ومن الأفضل لها حالياً اتباع الاستراتيجية الاسرائيلية النووية المعروفة ب«الردع بالشك»، الا أن مشكلة الولايات المتحدة مع ايران بشأن اليمن تختلف، لوجود عنصر مهم ورئيسي في هذا المشكلة - يتمثل في السعودية - يتعين على الولايات المتحدة أن تضعها في الاعتبار، وفي ضوء الالتزام الأمريكي بأمن الخليج، وهو ما تمثل في تحريك قطع من الأسطول الخامس الامريكي إلى خليج عدن وباب المندب، فور تحريك ايران لقطعها البحرية إلى نفس المنطقة، فقد نجح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في منع حدوث تصادم بين القوتين على أساس ايقاف القصف السعودي لليمن بموجب هدنة مؤقتة مقابل انسحاب الاسطول الايراني من المنطقة، وحقيقة الأمر ان المشكلة التي تواجهها كل من أمريكا وايران في تعاملها مع السعودية، تتمثل في بروز جيل جديد من القادة السعوديين على رأسه الاميران محمد بن نايف ولى العهد، ومحمد بن سلمان ولي ولي العهد، وهو جيل واثق من نفسه ومن قدرات السعودية الجيوبوليتيكية خاصة العسكرية، وهذا الجيل لن يتراجع خصوصاً عندما يسمع الايرانيين يدعون أن «أمن اليمن من أمن ايران»!! وفي الحسابات الجغرافية والتاريخية البسيطة وحتى الأمنية فإن هذه المعادلة غير بريئة وغير دقيقة، وينبغي وضعها موضع الاهتمام عند التعامل مع ايران في اطار الأزمة اليمنية، كما يعتقد الجيل الجديد من القادة السعوديين انه اذا كانت السياسة السعودية في السابق تفضل الصبر والانتظار، واعطاء الآخر الفرصة لكي يستوعب ويتراجع الا أن هذه السياسة في الرؤي السعودية الجديدة ينبغي ان تتوقف لأنها أعطت الفرصة للتمدد الايراني أن يتجاوز كل الحدود حتي اقترب من تهديد الاراضي السعودية نفسها.. اما على الجانب الامريكي.. فان الجيل الجديد الشاب من حكام السعودية يعرفون جيداً دهاليز السياسة الامريكية وكيفية صنعها كما يعرفون كواليس الكونجرس والاعلام، ويدركون ايضاً ابعاد اللعبة الكبرى لإدارة أوباما من اجل ايران كما يدركون ايضاً مغزى تصريح وزير الخارجية الايراني جواد ظريف لصحيفة «واشنطن بوست» في 29 أبريل الماضي الذي قال فيه: نريد حواراً جديداً مع السعودية ونريد شركاء جدداً، ونريد لأمن المنطقة في المستقبل عملية متعددة الطبقات كالتي جلبت الاستقرار لأوروبا الشرقية بعد الحرب الباردة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.