تعيش قرى ومدن البحيرة العديد من المشاكل التي أعادتها إلي عصور الجاهلية بعد تحول الشوارع إلى بحيرات من مياه الصرف الصحى وتلال القمامة التي انتشرت بصورة مخيفة في الميادين وتحولت إلى بؤرة تلوث تهدد بكارثة كبيرة. «الوفد» تجولت في مراكز ومدن المحافظة للتعرف على الأوضاع الحقيقية التي يعيشها أهالي المحافظة، ففي مدينة رشيد انتشرت تلال القمامة في الشوارع التي تحولت إلي أوكار للحشرات والفئران التي تهاجم المارة، فضلاً عن الروائح الكريهة والأدخنة المتصاعدة التي تسبب العديد من أمراض الجهاز التنفسى خاصة الأطفال، ولم تقتصر معاناة الأهالى على انتشار القمامة فقط، لكن الكارثة في غرق الشوارع بمياه الصرف الصحي التي أحاطت بالمبانى الأثرية التي أصبحت آيلة للسقوط، إضافة إلى انتشار الأسواق العشوائية لبيع الخضراوات والفاكهة أمام المنازل وقيام البائعين بإلقاء المخلفات أمام مداخل المنازل الأثرية خاصة شارع دهليز الملك الذي تحول إلي حلقة للأسماك. وفي مدينة أبوحمص تحول مشروع الصرف الصحى إلي بلاء ومصدر لمعاناة الأهالى، حيث لم يتم الانتهاء منه رغم مرور سنوات طويلة علي بدء العمل به، كما تحصر البلاغات المنتشرة بالشوارع دون أغطية العديد من أرواح المواطنين ولم تقتصر هموم الأهالى علي ذلك، بل انتشرت الحفر والمطبات في العديد من الشوارع بعد توقف عمليات الرصف منذ سنوات. وفي كفر الدوار انتشرت الأسواق العشوائية بجميع الأحياء واحتل الباعة الجائلون الميادين والشوارع الرئيسية وتم منع مرور السيارات في العديد منها بعد أن فرض الباعة الجائلون سطوتهم عليها منذ أيام الانفلات الأمنى الذى صاحب قيام ثورة يناير. ورغم الشكاوى العديدة التي تقدم بها الأهالى طوال هذه السنوات، فإنها ذهبت أدراج الرياح وتم إلقاؤها في أدراج المسئولين مما يهدد بكوارث في حالة نشوب حريق داخل هذه الشوارع وعدم تمكن سيارات الإطفاء من الوصول إليها. وفي حوش عيسى تحول مقلب القمامة الرئيسى إلي كارثة بيئية تهدد أرواح آلاف المواطنين بسبب تراكم القمامة وتصاعد ألسنة النيران والأدخنة على مدار اليوم. كما ينتج عن تلك الأسواق عشرات الأطنان من المخلفات والقمامة التي يقوم الباعة بإلقائها وسط الشوارع وتتحول إلي وكر للحشرات والفئران والحيوانات الضالة، فضلاً عن الأدخنة الناتجة من تفاعل القمامة والتي تتسبب في انتشار أمراض الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى الروائح الكريهة. كما تهالكت شبكة الصرف الصحى وانفجرت المواسير وتحولت الشوارع إلى بحيرات من مياه الصرف الصحى مما يهدد بانهيار المنازل بسبب تآكل الأساسات ووصلت مياه الصرف إلى المقابر، مما يعد تعدياً على حرمة الموتى.