فى الوقت الذى انتهى فيه الموسم السياحي لفصل الشتاء نهاية مخيبة للآمال يتطلع جميع العاملين في القطاع السياحى إلى موسم الصيف المقبل ولاسيما ما يتعلق بالسياحة العربية لتعويض خسائر الموسم الشتوى. وقد ظهرت بعض المؤشرات الإيجابية التي تدعو للتفاؤل، خصوصاً بالنسبة لمقاصد جنوبسيناء والبحر الأحمر التي يتزايد إقبال السائحين العرب عليها تدريجياً. ورغم أن السياحة العربية كانت تقليدياً تتجه أساساً إلي القاهرة والإسكندرية بسبب عشق السائح العربى لنهر النيل والحفلات الغنائية والعروض المسرحية والملاهي الترفيهية، إلا أن ما شهدته المدينتان من مظاهرات ومليونيات وأعمال إرهابية خلال الثلاث سنوات الماضية جعلت السائح العربى ينصرف عنها مؤقتاً.. ومن الضروري أن تقوم هيئة تنشيط السياحة بمجهود كبير لتحسين صورة القاهرة والإسكندرية لدي السائح العربى، لاسيما بعد الهدوء والأمن النسبى الذي تشهده المدينتان منذ عشرة شهور. وعلى وزارة السياحة التعاون مع وزارة الثقافة والإعلام أن تشجع إقامة الحفلات والعروض الفنية الخاصة التي تجذب السائح العربى بشكل كبير. ولكن مع الأخذ في الاعتبار ألا تتكرر الحفلات الفاشلة التي أقيمت الصيف الماضى بحجة اجتذاب السياحة العربية والتي لم يشهدها إلا مواطنون مصريون بتذاكر مجانية، بمعني أن على الدولة تشجيع تلك الحفلات والعروض لا أن تنفذها بنفسها وتتركها للمنظمين المحترفين الذين يعرفون كيف يجتذبون الجماهير لتلك العروض، كما أننا ونحن علي أبواب الملتقى العربى الدولي للسياحة الذي يعقد فى دبى خلال هذه الأيام والذي يعد أهم مؤشر لحركة واتجاهات السياحة العربية بصفة عامة، والخليجية بصفة خاصة لموسم الصيف، قمنا باستطلاع رأي مجموعة من خبراء السياحة العربية ومديرى الفنادق لتوقعاتهم للموسم القادم وفيما يرونه من اقتراحات يمكن أن تنعكس إيجابياً مع حركة السياحة العربية. في البداية تحدثنا مع رئيس غرفة الفنادق والخبير السياحي محمد أيوب، حول دور الغرفة مع الفنادق في توحيد السياسة السعرية للغرف، خاصة أن هناك شكوى دائمة من التمييز في الأسعار بين السائحين العربي والأوروبى، فقال: الفنادق لا تحدد أسعارها طبقاً للجنسية ولكن لبعض الأسواق علي حسب حجم العمل والوكيل المحلي بهذه الأسواق. والفنادق ملتزمة بعدم التمييز في الأسعار على أساس الجنسية، ووزارة السياحة تشدد دائماً علي ذلك كل عام من خلال منشور دورى.. والفنادق ستشارك في معرض السياحة العربية بالإمارات والذي يقام بمدينة دبي، وهناك مجموعة مشاركين في عدة لجان من الغرفة والوزارة وهيئة تنشيط السياحة بهدف زيادة أعداد السائحين العرب خاصة أن الصيف الماضى شهد ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد السائحين العرب وتحديداً بعد الانتخابات الرئاسية ونأمل أن تستمر هذه الأرقام وهذه النسبة من الزيادة. الخبير السياحي محمد ثروت، أكد أنه لا توجد أية مؤشرات حتى الآن من السوق العربى لموسم الصيف متهماً الحكومة بأنها تعمل ضد السياحة بدليل أن مصر للطيران تحارب السياحة ولن تأتى السياحة في ظل عدم التوافق بين وزارتى السياحة والطيران. وقال ثروت: لا يعقل أن يصل سعر تذكرة الطيران 700 دولار إلي شرم الشيخ للسائح العربى، ونفس السعر إلي سنغافورة وماليزيا التي تستغرق 12 ساعة طيران وخلال لقائنا مع الوزير مؤخراً طالبت بأن يكون هناك تعاون مع وزارة الطيران والشركات، وطالبت بالتدخل لدي الفنادق لتوحيد الأسعار لأن الفنادق مازالت تمارس التمييز في الأسعار، فكيف تأتي السياحة العربية، ونحن لا توجد لدينا رغبة فى تنشيط السياحة، فمازلنا نعيش بفكر «التنورة» ولا يوجد تنظيم حتي هذه اللحظة. وفى نفس السياق قال الخبير السياحي عماد نقولا: من الصعب الحكم علي موسم الصيف من الآن بالتوقعات ولكن الحكم داخل الموسم وإن كانت هناك شواهد تعطى نوعاً من التفاؤل في زيادة الأعداد خلال الفترة القادمة حال عودة الاستقرار والهدوء وانتهاء عمليات التفجير، ونأمل أن يكون موسماً جيداً علي شرم الشيخ والساحل الشمالى، أما القاهرة فكانت لدينا تحفظات كبيرة علي تراجع السائح العربي عن زيارة القاهرة قبل الثورة بسبب اتجاهه إلي مقاصد أخرى تقدم عروضاً وبرامج أرخص من مصر مثل تركيا علي سبيل المثال.. فعدد الطائرات من الكويت إلي تركيا 8 رحلات في اليوم الواحد، ومن الكويت إلي دبى 21 طائرة في اليوم الواحد، فنحن لدينا مشكلتان مع السياحة العربية، المشكلة الأولى أن قيمة تذكرة مصر للطيران من الكويت إلي القاهرة بلغ 550 دولاراً، ومن الكويت إلي باريس 315 دولاراً رغم بعد المسافة بنفسة الضعف. المشكلة الثانية كانت مع السوق اللبناني العاشق لمصر لم نقدم له أية مميزات وأهم المشاكل التي يواجهها السائح اللبناني الحصول علي التأشيرة التي تستغرق أسبوعين، فضلاً عن المعاناة في سفارة مصر ببيروت ونحن لا نفكر في هذا السوق المهم والذي كان يصلنا منه 22 طائرة يومياً علي شرم الشيخ خلال فترة العيد الماضى إلى جانب أربعة طائرات علي الصعيد فخلق حالة من الانتعاش، إضافة إلي ذلك أن فنادق القاهرة مازالت تميز في السعر بين السائحين العربي والأوروبى. وأضاف «نقولا»: الكارثة الكبرى التي تواجه السياحة العربية الآن أن فترة الثورة وتوقف جميع الشركات لم تمكن الشركات من تجديد أسطول النقل السياحي، فجميع الأتوبيسات ما بين موديل 2008 و2009 وأصبحت هناك شكاوى عديدة من وسائل النقل، إضافة إلي تحويل معظم سائقي السياحة إلى شركات أخرى غير السياحة. بينما يؤكد الخبير السياحي يسرى عبدالوهاب أن هناك مؤشرات جيدة للسوق العربى خلال موسم الصيف، خاصة أنه خلال تواجدى في السعودية من خلال القوافل العربية وجدنا حالة من الاشتياق من الإخوة السعوديين لزيارة مصر وإن كانت شكواهم عدم وجود طيران بسبب تزامن إجازاتهم مع عودة المصريين من الخارج، وهو الأمر الذي يجعلهم يتجهون إلى مقاصد أخري وطالبونا بزيادة خطوط ورحلات الطيران خلال فترة الصيف. وأكد «يسرى» أن الصيف سيشهد تزايداً كبيراً للسياحة العربية وطالب وزير السياحة بالتدخل لدي الفنادق لمنع التفرقة في التسعيرة بين السائحين الأوروبى والعربى، مشيراً إلي اختلاف السياحة العربية التي لم تعد مقصورة علي القاهرة والإسكندرية، وقد تحولت إلي شرم الشيخ والغردقة بدليل تواجد محافظى جنوبسيناء والبحر الأحمر ضمن القوافل للترويج. وفي نفس السياق أكد الخبير السياحي فودة عبدالحميد أن مؤشرات السياحة العربية جيدة خلال موسم الصيف للقاهرة وشرم الشيخ، مشيراً إلى استعدادات الفنادق لاستقبالها. وحول استعدادات فنادق شرم الشيخ لاستقبال السياحة العربية أكد الخبير السياحي جلال الصفتى، مدير أحد الفنادق بشرم الشيخ، أن السياحة العربية موجودة طوال العام وتزداد حسب مواسم الإجازات، مؤكداً أنه من المتوقع أن تزداد السياحة العربية بداية من منتصف الشهر الجارى وتستمر حتي منتصف شهر يونية المقبل وتتوقف خلال شهر رمضان وتعود مع بداية العيد وتستمر حتي العيد الكبير والغالبية من السعودية والكويت ولبنان والأردن. ونفي الصفتى أن يكون هناك تمييز في الأسعار، موضحاً أن الزيادة في الأسعار دائماً ما تكون في المناسبات مثل الأعياد الدينية للمصريين العرب وأيضاً للأوروبيين في أعياد الكريسماس ورأس السنة. ويتفق في الرأي الخبير السياحي عزمي سامى، مدير أحد فنادق شرم الشيخ، مؤكداً أن السياحة العربية موجودة طوال العام بشرم الشيخ والعام الماضى بلغت نسبة إشغالات الفنادق أكثر من 100٪ وخاصة من السوق الكويتي واللبناني والخليجي، وقال: حجم الزيادة وعدد الطائرات سيتضح خلال معرض دبى، ونفي أن يكون هناك فرق في أسعار الغرف بين السائحين العربى والأوروبى، بسبب هبوط الأسعار.