أيام قليلة ويبدأ الموسم السياحي الصيفي الذي من المتوقع أن يشهد توافد اعداد كبيرة من السوق العربي بعد أن شهد تراجعا كبيرا في الموسم الماضي نتيجة للتداعيات السلبية لثورة 25 يناير التي زادت من مخاوف السائح العربي بعد أن كان يشعر بالأمن والأمان في وطنه الثاني مصر. كما سيشهد هذا الموسم توافد عدد لا بأس به من السياحة الداخلية في معظم المناطق السياحية بدءا بأعياد الربيع والتي ستبدأ خلال أيام لتعويض النقص الحاد في الحركة الوافدة لمصر من السوق الأوروبي. معظم الفنادق استعدت لاستقبال أعياد الربيع وقامت بترتيب البيت من الداخل وإجراء أعمال الصيانة في جميع المرافق والخدمات استغلالا لفترة الركود السياحي الذي تعاني منه من جراء التداعيات السلبية لثورة 25 يناير والتي أدت الي خسائر تفوق الوصف لقطاع السياحة بصفة عامة.. وقد أسهمت زيادة الأفواج السياحية القادمة من أسواق روسيا وإيطاليا وبريطانيا والدول الاسكندنافية في انتعاش معدلات الإشغال الفندقي في أعياد "الايسترن" بشرم الشيخ ومدن البحر الأحمر "الغردقة ومرسي علم" خلال الأيام الماضية. العاملون بقطاع السياحة يراهنون علي حجوزات الرحلات السياحية الوافدة في أعياد الربيع لعودة الانتعاش من جديد في ظل اعتماد الفنادق علي حجوزات اللحظة الاخيرة "اللاست منت" لتحقيق نسب الاشغال رغم تخفيض الفنادق لاسعارها بنسبة تتراوح ما بين 30% إلي 40%. وأشاروا إلي ضعف حجوزات السياحة الأجنبية مقارنة بالأعوام السابقة رغم اعتماد المدن السياحية خاصة مدينتي شرم الشيخ والغردقة علي السياحة الروسية وسائحي أوروبا الغربية خاصة ايطاليا وانجلترا لاحتفال المسيحيين الشرقيين بأعياد الربيع. خبراء السياحة يرون ضرورة الترويج في السوق العربي خاصة أنه يختلف كليا وجزئيا عن الأسواق الأخري كما أن الأسباب التي أدت إلي التراجع الكبير للحركة الوافدة من السوق العربي بعد الثورة تختلف كثيرا عن الأسباب التي أدت لتراجع السياحة الأجنبية حتي لاتذهب جهودنا هباء منثورا.. إلا اننا يجب أن نتفق علي انه من الخطأ ان نتوقف عن الترويج والدعاية بالسوق العربي بحجة ان الاشقاء ليسوا بحاجة الي دعاية مكثفة حتي يزوروا مصرلكن فقط نحتاج الي شيء من الترشيد والتوجيه في تلك القوافل والمهرجانات خاصة انها من الممكن ان تأتي بنتائج عكسية اذا فشلت أو اذا صاحبها جدل وحوار سلبي حول تداعيات ثورات الربيع العربي . مؤخرا عقدت وزارة السياحة وهيئة التنشيط اجتماعا مهما بحضور وزير السياحة وبالتنسيق مع الغرف السياحية وبحضورممثلين للغرف السياحية والقطاع الخاص استعداد ا للترويج في الأسواق العربية وشركة مصر للطيران وعدد من مديري سلاسل الفنادق العالمية والشركات السياحية المتخصصة في السوق العربية لبحث خطة التحرك في الأسواق السياحية العربية. الملاذ العربي يري الدكتور عاطف عبداللطيف عضو جمعية مستثمري السياحة بمرسي علم ان السياحة الداخلية يجب ان تحتل اهتماما كبيرا من الدولة باعتبارها سندا قويا للاقتصاد القومي وهي تسهم في توازن الاقتصاد القومي وهي حق ومطلب للمواطن المصري لما لها من أثر بالغ علي تقدم الصحة النفسية للمواطن واستثمار جيد لأوقات الفراغ وتمتع المواطن ببلده ومعرفة معالمها السياحية مما يزيد من الوعي بأهمية المصالح القومية والحفاظ علي تراث الوطن وزيادة الشعور بالانتماء. مطالبا بضرورة تشجيع السياحة الداخلية باساليب غير تقليدية وإعادة تفعيل برنامج "اعرف بلدك" في المدارس والجامعات. أما بالنسبة للسوق العربي فيوضح عبداللطيف أن هذا السوق كان ملاذنا خلال السنوات الماضية في كل الأزمات الداخلية والخارجية التي مرت بها السياحة خاصة أنه حتي عام 2010 كان يستحوذ علي أكثر من 20% من حجم الحركة السياحية الوافدة لمصر علاوة علي أن السائح العربي يتميز بطول فترة الإقامة كما يتميز بمعدلات إنفاق عالية تفوق السائحين الأجانب.. مشيرا إلي أن هذا السوق أصبح في وضع لا يحسد عليه ويحتاج الي منقذ ولا نبالغ اذا قلنا إنه يحتاج إلي حلول تشبه حلول مصباح علاء الدين حتي يعود كما كان خاصة بعد التغيرات الجذرية التي شهدتها المنطقة العربية وأهمها ثورات الربيع العربي التي مازالت مستمرة حتي الآن.