في حفل تكريم جامعة الأهرام الكندية لكوكبة من شيوخ ورواد الإعلام آثار الدكتور فاروق إسماعيل رئيس الجامعة قضية أراها من أخطر قضايانا.. تلك هي الفوضي الإعلامية الهدامة التي نعيش فيها الآن.. وأكد رئيس الجامعة علي أهمية مواجهتنا لهذه الفوضي الهدامة، قبل أن يستفحل خطرها.. وأثناء تسلمي درع وشهادة التقدير من الدكتور فاروق إسماعيل طلبت الكلمة وعلي الفور استجابت الدكتورة ليلي عبدالمجيد عميد كلية الإعلام لرغبتي.. وقلت انني وكل جيلي من رواد الإعلام: المقروء والمسموع والمرئي أي التليفزيوني كنا نرفض ما يمس الكرامة الوطنية. ونضحي بالسبق الصحفي إذا تعارض مع كرامة الوطن وسلامته.. ولكننا نجد الآن من يتجاهل كل ذلك من أجل أن يحصل علي أكبر توزيع صحفي أو مشاهدي التليفزيون وكل ذلك سببه دخول فئة من التجار ورجال الأعمال.. وفي المقدمة منهم: رجال الإعلان!! وحذرت- في كلمتي- مما قد يحدث لو لم نتدخل- نحن كل الإعلاميين لكي نضبط المسار الإعلامي، ونصحح مسيرته، ونعدل المعوج منه، نصحح ذلك بأنفسنا قبل أن تلجأ الدولة إلي تصحيحه بنفسها وتهدم الأخضر واليابس من الإعلام.. أي يذهب «الإعلام النظيف» ضحية المعوج من الإعلام غير الصحيح، ولا أقول أبداً «الإعلام الفاسد».. وأعدت إلي الأذهان الأسباب التي جعلت الدولة أيام جمال عبدالناصر تتدخل وتؤم الصحافة تحت مسمي تنظيم الصحافة في مايو 1960 بكل كوارث هذا التأميم.. وتوابعه من قتل حرية الرأي والسماح بالرأي الآخر.. وأكدت أن واجبنا- كلنا- نحن الإعلاميين أن نأخذ المبادرة بأنفسنا وأن نتقدم مسيرة الإصلاح، والتصحيح، قبل أن تقدم الدولة بنفسها علي هذا المسار، لأن هذا ما نخشاه.. وعلينا ألا ندفن رؤوسنا في الرمال تحت مبدأ حرية الإعلام، لأن من هذه الحريات ما قتل.. أقول ذلك ونحن كلنا نتابع ما تثيره البرامج الحوارية من قضايا وحوارات حول ما ليس وقته الآن، وأخطره قضايا الإرهاب الذي يحاول أن يدمر الوطن كله.. دون مراعاة الا لقضية واحدة- عند الإرهابيين- هي العودة إلي كراسي الحكم.. حتي ولو كان الثمن هو تدمير الوطن نفسه.. ودعت الدكتورة ليلي عبدالمجيد عميد كلية الإعلام بالجامعة مجموعة المكرمين لكي يدلي كل واحد بدلوه.. فأيد كلمتي الإعلامي والإذاعي الكبير حمدي الكنيسي ما قلته عن انحرافات خطيرة في المسار الإعلامي الآن. وكذلك أيده الإعلامي الرائد حسن حامد وتركزت كلمته حول الخطر الذي يهددنا جميعاً، وبالذات بعد «توغل» رجال المال والأعمال والإعلان في جسد الإعلام بكل أنواعه.. وهو نفس ما أكدته المخرجة الكبيرة إنعام محمد علي من أننا يجب أن نتحرك، وبسرعة لإنقاذ الإعلام مما يفعله به بعض الإعلاميين، وكل ذلك طمعاً في السبق الإعلامي!! وأخذ الكلمة النجم جمال عنايت الذي ذكرنا بإيجابيات بعض البرامج.. وأن هذا التنوع صنع نجوماً.. فمنا من يحب فلانا.. ومنا من يعشق غيره.. أما كبيرنا مكرم محمد أحمد فقد تركزت كلمته حول شكر جامعة الأهرام الكندية لطرحها القضية في مؤتمرها الذي استمر ثلاثة أيام.. أما شيخ وأستاذ الدراسات الاجتماعية والتاريخية السيد يس فلم يترك الفرصة إلا وأكد أهمية حماية المجتمع الإعلامي مما يجري من بعض نجومه.. المهم أن يوم التكرم- أمس الأول- كان مناسبة طيبة تجمع فيها قادة ورواد الإعلام الوطني الملتزم بحماية المجتمع وصيانة الوطن. شكراً للأستاذ الدكتور فاروق إسماعيل رئيس جامعة الأهرام الكندية وابن وأحد رؤساء جامعة القاهرة- أم قبة- الكبار.. والشكر موصول أيضا للأستاذة الدكتورة ليلي عبدالمجيد عميد كلية الإعلام بالجامعة، وأيضا الابنة الوفية لجامعة القاهرة وكلية اعلامها.. وعلي ما نلناه من تكريم.