فى ظل الاحداث المتلاحقة.. والظروف غير المواتية التى يمر بها عالمنا العربى.. أين هى القضية الفلسطينية.. والتى ظلت متربعة على رأس القضايا العربية.. وتستحوذ على كل الاهتمام.. حتى إنها كانت الموضوع الأول فى كل لقاء مسئول عربى مع مسئول أجنبى.. بداية من الرؤساء.. وحتى نصل لأصغر دبلوماسى. حتى إننى وانا أغطى اخبار الجامعة العربية - بيت العرب - لجريدتى الوفد.. كنت ابدأ أى خبر.. حتى لو لم ترد لى كافة تفاصيله بعبارة معتادة أقول فيها وقد بحث فلان مع الضيف الأجنبى إعلان القضية الفلسطينية.. وسبل حلها.. ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني المحتل!! وبالفعل وبمجرد ان يأتى البيان الرسمى للقاء.. حتى أجده متطابقا مع ما كتبت بالكلمة والحرف!! والآن.. انظروا معى لموقع القضية الفلسطينية فى دائرة الاهتمام العربي.. ستجدها وقد تراجعت للمركز الرابع والخامس.. وربما أكثر..فلم تعد فلسطين قضية العرب الأولى كما كانت.. والآن أكاد أسمعك تسألنى عن السبب وراء ذلك؟! - فى البداية لابد وان نقر.. ان اشتعال النار فى كل ربوع العالم العربى.. وتزايد المخاطر حول دولة دون استثناء.. بداية من سوريا إلى بغداد إلى ليبيا إلى لبنان إلى دول مجلس التعاون الخليجى الستة.. وانتهاءا بأم الدنيا مصر.. جميعها بات مشغولاً باطفاء الحرائق بداخلها.. واطفار نار الفتنة المشتعلة فى ربوعها.. ومن هنا اذا سألت مسئولا عربيا.. وأين فلسطين في محادثاتك.. سينظر لك باستغراب.. وكأنك مش من البلد دى.. ولسان حاله يقول لك: يا أخى خللى عندك دم..احنا فى ايه.. ولا اييييه؟! صحيح ان الكثير من القادة العرب.. لا يصرحون بذلك على الملأ..ولكن الواقع يؤكد هذا وكما يقولون اللى ما يشوفش من الغربال يبقى أعمى!! والسؤال المهم هنا.. هل اشتعال الحرائق فى ربوع العالم العربى..وانكفاء دولة على الهم الداخلى.. كانت السبب الوحيد..لسقوط القضية الفلسطينية من دائرة الاهتمام العربى؟! - فأجيب عليكم.. فأقول لقد ساهم الفلسطينيون.. بتشرذمهم وصراعاتهم.. ومصالحهم الخاصة.. أقصد مصالح كل فصيل.. كل ذلك ساهم فى وئد القضية.. ودفن جثمانها فى التراب.. بعد ان أصبحت العداوة بين غزة.. والضفة.. أكبر من العداوة بينهم وبين تل أبيب.. بل لا أبالغ إذا ما قلت ان ضحايا الصراع الفلسطيني الفلسطيني. .لا يقلوا عن ضحايا صراعهم مع إسرائيل.. مما خلق بينهم «تار بايت» كما يقولون عندنا فى مصر..حتى استعصى الأمر على الحل.. بل وبات العالم مشغولاً بالصراع الفلسطينى الفلسطينى.. أكثر من اهتمامه بالصراع الفلسطينى الإسرائيلى.. وهذا هو المراد من رب العباد لشياطين تل أبيب.. ان تضيع القضية.. وتنزوى فى نفوس اصحابها قبل نفوس الغرباء!! ومن هنا فإن قضية فلسطين قتلت عمداً.. مع سبق الاصرار والترصد..وللأسف شارك أولادها.. وفلذات أكبادها فى ذلك.. بل وساهموا فى طمس الأدلة.. وإخفاء أدوات الجريمة.. ومن هنا نقول صدق الخنزير الإسرائيلى نتنياهو عندما قال إذا كان عدوك عربياً.. فأنت لست فى حاجة لقتاله..لانه سيقضى على نفسه بنفسه.. لان العرب لا يقرأون.. وان قرأوا.. لا يفهمون.. وان فهموا لا يعملون شيئاً.. بهذا الفهم!!