اهتمت الصحف الأجنبية بتوصل الجمهورية الإسلامية الايرانية ومجموعة (5+1) تحت قيادة أمريكا إلي اتفاق مؤقت فى مدينة لوزان السويسرية فيما يتعلق بالنشاط الإيرانى النووى، وتمت الاتفاقية بعد موافقة إيران على تحجيم نشاطها النووى مقابل رفع الاتحاد الأوروبى وأمريكا العقوبات الاقتصادية عن كاهل الجمهورية الإسلامية. مفاعل النووي الايراني الإشادة بالاتفاق قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إيران والقوى الكبرى بمثابة إنجاز كبير من المرجح أن يُزيل مخاوف المجتمع الدولي ويضمن أن يكون البرنامج للأغراض السلمية. وأشارت إلي وصف الرئيس الأمريكي "بارك أوباما" هذا الاتفاق بأنه " يقطع في نهاية المطاف كل الطرق أمام إيران لتطوير السلاح النووي. وأكدت الصحيفة أن الاتفاق سيؤدي إلى تراجع مسار برنامج إيران النووي بما فيه الكفاية بحيث لا يُمكنها إنتاج سلاح نووي في أي وقت قريب، ويضمن، إذا ما أخلت إيران بالتعهدات، وجود عام كامل أمام العالم على الأقل لاتخاذ إجراءات وقائية بما في ذلك إعادة فرض العقوبات. أما افتتاحية صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية فتحتفي بالاتفاقية وتقول إنها جاءت بعد جهود دبلوماسية مضنية وأعواما طوال من الشد والجذب بين طهرانوواشنطن. ورأت الصحيفة إن تلك الاتفاقية ربما تبرر جائزة نوبل للسلام التي حصل عليها الرئيس أوباما في بداية رئاسته، مشيرةً إلي أن الاتفاق يقوم على قاعدة صلبة وأن إيران قبلت للمرة الأولى بشروط لم تقبل بها من قبل. وأبرزت صحيفة "تليجراف" البريطانية أحتفال الآلاف من الإيرانيين فى طهران بعد التوصل إلى اتفاق مؤقت بين الجمهورية الإسلامية ومجموعة الدول الست تحت قيادة أمريكا فى مدينة لوزان السويسرية. ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مقالا للكاتب مايكل غيرسون، أشاد فيه بنجاح إدارة الرئيس باراك أوباما بالتوصل لاتفاق مبدئي بشأن البرنامج النووي، ووصفه بالإنجاز البارز للطرفين المتفاوضين، وأضافت أنه يتوقع أن تقوم طهران باستخدام كل السبل لصالحها في الاتفاق النهائي المزمع منتصف العام الجاري. وتساءل الكاتب عما إذا كان هذا الاتفاق سيعطي غطاء لإيران لما تقوم به حاليا بالشرق الأوسط من نشر لنفوذها وتهديد لحلفاء الولاياتالمتحدة، خاصة أن المفاوضات بشأن النووي الإيراني تعتبر في معزل عن قضية الصواريخ البالستية التي تمتلكها إيران، وعن قضية الإرهاب بالمنطقة وقضية زعزعة الاستقرار الإقليمي. وأكدت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية أن الاتفاق المبدئي مع إيران فرصة مناسبة، شريطة أن يرافقه نظام مراقبة شديد على منشآتها النووية، وخاصة في ظل استمرار طهران بالتهرب بشأن ما يتعلق بأنشطتها النووية. وأشارت الصحيفة إلى أن أوباما وافق على أن يقوم الكونغرس بهذا الدور الرقابي بالاستناد إلى تحليلات الخبراء، وأنه حذر الكونغرس من إفساد الصفقة، وذلك لأن غياب الاتفاق يعني قصف المنشآت النووية الإيرانية، ويعني بدء حرب أخرى في الشرق الأوسط. وفي السياق ذاته، نشرت وول ستريت جورنال الأميركية مقالا للكاتبين رويل غيرشت ومارك دابويتز قالا فيه إنه يصعب الوثوق بالنوايا الإيرانية بما يتعلق بسلمية برنامجها النووي أو التزامها ببنود الاتفاق. وأضاف الكاتبان أن الاتفاق سيعمل على تقوية اقتصاد إيران وزيادة مواردها المادية، وأنه قد سيعرض أميركا لخطر خسارة حلفائها بالغرب، وخاصة فرنسا، وذلك في حال تبين عدم سلمية النووي الإيراني في المستقبل. قلق دول الخليج وإسرائيل من الاتفاق ولفتت صحيفة واشنطن بوست إلي قلق دول الخليج وعلي رأسها المملكة العربية السعودية بالاتفاق الموقع بين إيرانوالولاياتالمتحدة الإمريكية، مشيرةً إلي أن السعودية ودولا سنية أخرى في الخليج تنظر الى إيران باعتبارها المنافس الإقليمي الرئيسي لهم، لافتة إلى تفاقم حدة التوترات مع الضربات الجوية التي يشنها التحالف الذي تقوده السعودية، تدريجيا ضد اليمن، والتي تهدف إلى إضعاف قوة المتمردين الشيعة، والتي يقول زعماء الخليج إنهم يتلقون الدعم من طهران. ونبهت الصحيفة إلي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" أصر على معارضته لأي اتفاق يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم والحفاظ على التكنولوجيا النووية الأخرى، قائلا إن هذا الاتفاق "من شأنه أن يهدد بقاء إسرائيل" ويمهد الطريق إلى القنبلة النووية الإيرانية، مضيفا أن الاتفاق الإطاري "من شأنه إضفاء الشرعية على برنامج إيران النووي وتعزيز الاقتصاد الإيراني وزيادة العدوان والارهاب الإيراني في سائر أنحاء الشرق الأوسط وخارجه" حسب نتناهو. وقالت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية، إن اتفاق إيران النووى يهدد بقلب التوازن الدقيق للقوة فى الشرق الأوسط، حيث يراقب قادة المنطقة، من السعودية إلى إسرائيل، بحذر علامات صعود طهران. وأشارت المجلة إلى أن المفاوضين فى لوزان وافقوا على اتفاق مبدئى لتقييد برنامج إيران النووى والتنازل عن العقوبات فى انتظار تحقيق الشروط النهائية للاتفاق، فالدول فى أنحاء الشرق الأوسط قد بدأت بالفعل فى التكيف مع المشهد السياسى الإقليمى الجديد. من المستفيد من الاتفاق وتحت عنوان من المستفيد من الاتفاق ، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" كاريكاتير عن الاتفاق الإطاري بين إيران والدول الكبرى، يظهر المرشد الأعلى للثورة الإيرانية يجلس في مواجهة أوباما رئيس الولاياتالمتحدة ويوقعان على الاتفاقية، وتظهر كلمة على الورقة التي يوقعان عليها، مكتوبة مرتين يقرأها كل طرف من مكانه "أنا ربحت"، في إشارة ساخرة لتصريحات المسئولين الإيرانيين والأمريكيين أنهما ربحا في اتفاقية الإطار. كاريكاتير نيويورك تايمز
من جانبها، وصفت صحيفة "التايمز" البريطانية الاتفاق المبدئي بين إيران والدول الغربية بأنه يمثل صفقة خطيرة، ودعت الصحيفة الولاياتالمتحدة والدول الغربية الأخرى إلى الاستمرار بحذر شديد في هذا الإطار.