المشاكل فى قرى محافظة الفيوم لا تختلف كثيراً عن قرى مصر، فهى تعانى من الصرف الصحى وتأخر مشروعاته ونقص مياه الرى وضعف مياه الشرب وغرق القرى فى المياه الجوفية، والتى تهدد بانهيار المنازل وبعضها يعانى قلة المدارس، بالإضافة إلى تدهور حال الطرق المؤدية للقرى. قرية بنى صالح بمركز الفيوم واحدة من هذه القرى التى تم مؤخراً وضعها فى القرى الأكثر احتياجاً فى المحافظة وهى المندرة ومنشأة سكران ومنشأة بغداد وأبو السعود ومنشأة كمال والسنباط والناصرية والصالحية وهوارة عدلان تعانى من عدة مشكلات أهمها الصرف الصحي ومشكلة نقص مياه الري وارتفاع كثافة الطلاب داخل الفصول الدراسية، بالرغم من أن القرية بها مبنى مكون من خمسة أدوار كان مخصصاً ليكون معهداً أزهرياً وحتى الآن لم يدخل الخدمة. أما قرية سنهور القبلية التابعة لمركز سنورس فيقول الدكتور فاروق الصوفى -أحد أبناء القرية- إنها تعانى من الانفجارات المتكررة فى خطوط الصرف الصحى والتى تحاصرنا، وأن هذه المشكلة أصبحت تهدد بانهيار المنازل على رؤوس أصحابها. وفى قرية شكشوك يقول أحمد عبدالفتاح إن القرية تم تركيب خطوط الصرف الصحى بها منذ حوالى 15 عاماً وتوقف العمل بسبب عدم تنفيذ محطة المعالجة وبالطبع تآكلت «المواسير» الموجودة فى باطن الأرض ويبدو أن المشروع يحتاج إلى أن يبدأ العمل فيه زى ما بيقولوا «من أول وجديد». و يقول محمد عبدالعليم من أهالي قرية الوحدة المحلية لقرية فيديمين بسنورس، إن القرية تربعت على عرش السياحة الداخلية لأكثر من قرن وكانت قبلة للزوار وضيوف المحافظة لزيارة عين السيلين وعين الشاعر، وأضاف: إنها تراجعت للخلف دور والقمامة تحتل الشوارع الطرقات ومشروع الصرف الصحي حطم شوارع القرية وجعل السير فيها أشبه بالسرك. أما عن نقص مياه الرى فى قرى الفيوم فحدث ولا حرج لأن قلة مياه الرى فى بعض القرى وانعدامها فى أخرى أدت إلى بوار آلاف الأفدنة. الدكتور صابر فهمى عطا، عضو الهيئة العليا للوفد ورئيس لجنة الحزب بالفيوم والمرشح عن حزب الوفد فى دائرة مركز إبشواى، يؤكد أن المحافظة تعانى مشاكل عديدة، أهمها نقص مياه الرى خاصة فى نهايات الترع بسبب التوسع العشوائى فى استصلاح الأراضى دون وجود مقنن مياه للأراضى الجديدة المستصلحة، فضلاً عن تعديات البعض على الترع فى بداياتها. وأرجع السبب فى ذلك لضعف العقوبات الواردة فى القانون على مرتكبى هذه المخالفات والمفترض أنها تغلظ إلى شهر سجناً و10 آلاف جنيه غرامة ومصادرة الآلات المستخدمة فى السرقة، كما أنه يمكن التوسع فى إجراء معالجات لمياه الصرف الزراعى بخلطها بمياه الرى بنسبة 2 إلى 1 مثل الذى حدث فى المصرف القاطع عندما تم تركيب ماكينات لرفع المياه وإضافتها إلى بحر البنات وبحر النزلة. وأضاف أن أهم المشاكل هو ارتفاع مستوى التلوث فى المحافظة وقراها، لأن أكثر من نصف المحافظة يعانى من عدم وجود الصرف الصحى، ولذلك يلجأ الأهالى فى القرى إلى الصرف فى الترع والمصارف، بالإضافة إلى أن عمليات المعالجة التى تتم فى القرى التى دخلها الصرف الصحى غير منضبطة ويحدث فيها إهمال من القائمين على عمليات المعالجة، فيتم الصرف دون معالجة مما يزيد التلوث والتى تصل بدورها إلى بحيرة قارون وبحيرات وادى الريان ولابد من استكمال مشروعات الصرف بالقرى. وأضاف من المشاكل أيضاً التى تعانى منها المحافظة ارتفاع كثافة الفصول فى المدارس، بالإضافة إلى أن العديد من المدارس تعمل بنظام الفترتين، ناهيك عن مشكلة البطالة التى يعانى منها أبناء المحافظة وفى هذا الصدد أطالب بإنشاء فرع لمجلس التدريب الصناعى لتدريب الشباب على العمل فى المصانع بالمحافظة وإرشاد الشباب وتدريبهم على الحرف. وأضاف «عطا» أن هناك ضعفاً كبيراً فى مستوى الخدمات التى تؤدى فى المستشفيات العامة والمركزية، فهل تصدق أن هناك قوائم انتظار للعمليات الجراحية وضعف مستوى الخدمة، فضلاً عن تدنى مستوى مكافحة العدوى داخل المستشفيات وتحتاج منظومة الصحة فى المحافظ إلى إعادة هيكلة من جديد.