محمد جبران رئيسا للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب    قوات الاحتلال تشن حملة اقتحامات واسعة لعدد من مدن وبلدات فلسطينية    حدث ليلا.. مظاهرات تجتاح أوروبا دعما لغزة ومحاكمة دولية تنتظر إسرائيل    الجيش الأمريكي: جماعة الحوثي أطلقت صواريخ على سفينتين في البحر الأحمر    الشرطة الألمانية تفض بالقوة اعتصاما داعما لفلسطين في برلين    "كنت ببعتله تحياتي".. كولر يكشف سر الورقة التي أعطاها ل رامي ربيعة أثناء مباراة مازيمبي    حكم الشرع في الإسراع أثناء أداء الصلاة.. دار الإفتاء تجيب    مجلس جامعة كولومبيا يصوت على قرار للتحقيق مع الإدارة بعد استدعاء الشرطة لطلبة متضامنين مع غزة    4 أيام متواصلة.. تعرف على عطلة شم النسيم وعيد العمال والإجازات الرسمية حتى نهاية 2024    اليوم.. جلسة محاكمة مرتضى منصور بتهمة سب وقذف عمرو أديب    للحماية من حرارة الصيف.. 5 نصائح مهمة من وزارة الصحة    تحذير دولي من خطورة الإصابة بالملاريا.. بلغت أعلى مستوياتها    د. هشام عبدالحكم يكتب: جامعة وصحة ومحليات    "اتهاجمت أكثر مما أخفى الكرات ضد الزمالك".. خالد بيبو يرد على الانتقادات    نتيجة انتخابات نادي القضاة بالمنيا.. عبد الجابر رئيسًا    د. محمد كمال الجيزاوى يكتب: الطلاب الوافدون وأبناؤنا فى الخارج    «المركزية الأمريكية»: الحوثيون أطلقوا 3 صواريخ باليستية على سفينتين في البحر الأحمر    واشنطن تعلن عن مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 6 مليارات دولار    حقيقة انفصال أحمد السقا ومها الصغير.. بوست على الفيسبوك أثار الجدل    لدورة جديدة.. فوز الدكتور أحمد فاضل نقيبًا لأطباء الأسنان بكفر الشيخ    الدكتور أحمد نبيل نقيبا لأطباء الأسنان ببني سويف    رسميًا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 27 إبريل بعد الانخفاض الآخير بالبنوك    عاد لينتقم، خالد بيبو: أنا جامد يا كابتن سيد واحنا بنكسب في الملعب مش بنخبي كور    وزير الرياضة يُهنئ الأهلي لصعوده لنهائي دوري أبطال أفريقيا للمرة ال17 في تاريخه    قبل مواجهة دريمز.. إداراة الزمالك تطمئن على اللاعبين في غانا    2.4 مليار دولار.. صندوق النقد الدولي: شرائح قرض مصر في هذه المواعيد    والد ضحية شبرا يروي تفاصيل مرعبة عن الج ريمة البشعة    رسالة هامة من الداخلية لأصحاب السيارات المتروكة في الشوارع    بعد حادث طفل شبرا الخيمة.. ما الفرق بين الدارك ويب والديب ويب؟    محمد هلب: السيارات الكهربائية بمثابة مشروع قومى لمصر    عمل نفتخر به.. حسن الرداد يكشف تفاصيل مسلسل «محارب»    دينا فؤاد: الفنان نور الشريف تابعني كمذيعة على "الحرة" وقال "وشها حلو"    حضور جماهيري كامل العدد فى أولي أيام مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير .. صور    حدث بالفن|شريهان تعتذر لبدرية طلبة وفنان يتخلى عن تشجيع النادي الأهلي لهذا السبب    شعبة البن تفجر مفاجأة مدوية عن أسعاره المثيرة للجدل    3 وظائف شاغرة.. القومي للمرأة يعلن عن فرص عمل جديدة    أستاذ علاقات دولية: الجهد المصري خلق مساحة مشتركة بين حماس وإسرائيل.. فيديو    تنفع غدا أو عشا .. طريقة عمل كفتة البطاطس    عاصفة ترابية وأمطار رعدية.. بيان مهم بشأن الطقس اليوم السبت: «توخوا الحذر»    أرقام مميزة للأهلي بعد تأهله لنهائي دوري أبطال أفريقيا    وسام أبو علي يدخل تاريخ الأهلي الأفريقي في ليلة التأهل للنهائي    مقتل 4 عمّال يمنيين بقصف على حقل للغاز في كردستان العراق    رغم قرارات حكومة الانقلاب.. أسعار السلع تواصل ارتفاعها في الأسواق    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية التعاملات السبت 27 إبريل 2024    في سهرة كاملة العدد.. الأوبرا تحتفل بعيد تحرير سيناء (صور)    الترجي يحجز المقعد الأخير من أفريقيا.. الفرق المتأهلة إلى كأس العالم للأندية 2025    حريق يلتهم شقة بالإسكندرية وإصابة سكانها بحالة اختناق (صور)    الأمن العام يضبط المتهم بقتل مزارع في أسيوط    تعطيل الدراسة وغلق طرق.. خسائر الطقس السيئ في قنا خلال 24 ساعة    استئصال ورم سرطاني لمصابين من غزة بمستشفى سيدي غازي بكفر الشيخ    تهاني شم النسيم 2024: إبداع في التعبير عن المحبة والفرح    قلاش عن ورقة الدكتور غنيم: خلاصة فكره وحرية الرأي والتعبير هي درة العقد    حظك اليوم برج العقرب السبت 27-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    أعراض وعلامات ارتجاج المخ، ومتى يجب زيارة الطبيب؟    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القتل والبلطجة ..مشاهد مألوفة فى الشوارع والبيوت والمدارس
العنف.. يجتاح "المحروسة"
نشر في الوفد يوم 26 - 03 - 2015

العنف تحول من كلمة مفردة إلي معني وسلوك جامع يهيمن علي الشارع المصري وبعد أن تمكن من الأسر المصرية انطلق منه الي المدارس والإعلام.. ولا يمر يوم إلا وتطالعنا الأخبار عن جريمة قتل بشعة علي الطريق لأتفه الأسباب أو مشاجرة دامية انتهت بإصابات وعاهات أو بجريمة سب وقذف،
ولم تسلم المدارس التي من المفترض أنها تربي الناشئة والأجيال من العنف المستتر داخل المناهج والمعلمين معا وتحول المعلم من قائد تربوي ومرب الي مجرم وقاتل في ظاهرة لم تشهدها مصر بكل هذا العنف الرهيب.
هنا ملف يواجه العنف بكل أنواعه ووسائله وجرائمه حتي يأتي يوم نجد فيه، الأم تقتل أطفالها من أجل قصة حب محرمة، أو أبا يغتصب ابنته أو ابنا يقتل أمه في عيدها ليستولي علي أموالها.
هذا العنف الإعلامي الذي يدلف الينا عبر مشاجرات كلامية لا تخلو من العنف عبر وشجار وسباب وقذف بأبشع الألفاظ بين ضيوف برامج التوك شو أو بين الإعلاميين أنفسهم.
ويبقي السؤال: ماذا أصاب المجتمع المصري الذي كان يوما مسالما وطيبا ورحيما وما سبب كل هذا العنف الذي كشر عن أنيابه وظهر لنا بوجهه القبيح وكيف نعالج المجتمع من هذا الوباء؟
غياب الوازع الدينى والأخلاقى أهم الأسباب
الأبناء يدفعون الثمن.. والظروف الاجتماعية والاقتصادية متهم رئيسى
تحقيق – نشوة الشربينى:
انتشرت فى الآونة الأخيرة جرائم العنف الأسرى حتى تحولت إلى ظاهرة تستوجب وقفة من المجتمع بأكمله.. فالواقع يرصد زيادة حجم ظاهرة العنف فى مصر بشكل غير مسبوق، كما أن القضية لديها أبعاد كبيرة وخطيرة الآن.. فالعنف أصبح ليس مرتبطاً بالأزواج فقط، بل تحول إلى ظاهرة متبادلة يدور فلكها حول محيط الأسرة المصرية، جرائم بشعة تحدث كل يوم، حرق وخنق وقتل.. وإذا كانت الجريمة تعبر عن حال المجتمع المصرى وتعكس مشكلاته.. فهذا يعنى أن المجتمع يجلس فوق بركان من الأمراض والأزمات الاجتماعية.
إنها الظاهرة الأخطر «العنف الأسرى»، التى لم يعد لديها مكان محدد، فهى تتسع وتنتشر بطول البلاد وتعرف طريقها للأحياء الراقية والشعبية على حد سواء، كما تصل فى أحيان كثيرة إلى الريف ثم تمتد إلى صعيد مصر، وأصبحت من أكثر الظواهر خطراً علي المجتمعات، مما يتطلب إصلاح الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وعودة لغة الحوار بين الآباء والأبناء، حتى تعود الأسرة المصرية إلى سابق عهدها، من الاستقرار والتماسك الاجتماعى.
جرائم عديدة
ومن أشهر جرائم العنف الأسرى لعام 2015، حكم بالإعدام على رجل يقتل زوجته ويضعها فى برميل أسمنت ويقوم بعمل محضر بفقدانها، وأيضاً قيام أم بتعذيب طفلها ليلفظ أنفاسه الأخيرة بسبب تبوله اللاإرادى، وزوجة أب تذبح طفليها بمعاونة عشيقها خشية فضح علاقتهما ببنى سويف، وابن يحرق والده ببنزين بسبب سوء معاملته له. كما صدر حكم بالإعدام على فتاة تقتل أمها وشقيقها الصغير من أجل خطيبها، وآخر لبائع متجول لاتهامه بقتل زوجته الحامل عمداً مع سبق الإصرار والترصد، وأم تلقى بابنتها من السيارة لترضى عشيقها ولعدم إزعاجه، ناهيك عن كارثة اغتصاب طفلة من اخوتها، ومقتل زوجة أخرى بمحافظة البحيرة بسبب مصاريف المعيشة الصعبة، وأخرى بالسويس بسبب مرور زوجها بضائقة مالية.
فهم خاطئ
فى البداية يؤكد الدكتور على ليلة، أستاذ علم الاجتماع بكلية آداب جامعة عين شمس، أن هناك فهماً خاطئاً لمفهوم الحرية، فبعد أن كانت هناك عادات وتقاليد تحكم العلاقة بين الآباء والأبناء.. أصبحت هذه الأشياء تفهم فهماً خاطئاً لمعنى الحرية، والسبب الثانى لارتفاع معدل جرائم العنف الأسرى فى مصر هو الظروف الاقتصادية التى يعانى منها أغلبية المجتمع المصرى، إلى جانب تواجد العنف بكثرة فى وسائل الإعلام، وهذه الظاهرة موجودة فى المجتمعات الحديثة.
وطالب الدكتور «ليلة» بأهمية دعم ثقافة الحوار والتمسك بالعادات والتقاليد ونبذ العنف واحترام الرأى الآخر والعطف على الآباء، كما طالب بحل مشاكل المجتمع، خاصة الشباب فيما يتعلق بالبطالة والسكن ومتطلبات المعيشة.
تدهور الأخلاق
ويلتقط أطراف الحديث، الشيخ على أبو الحسن، رئيس لجنة الفتوى الأسبق فأوضح أن هذه الظاهرة ترجع إلى انعدام الوازع الديني عند الأسرة نفسها، فالأسرة التى يكون عندها شيء من الأخلاق والمثل والقيم الدينية لابد أن تربى أبناءها على المثل السليمة، وإنما من المؤسف أن أصبح الأب لا يسأل ابنه أين كنت وفى أى عمل تأخرت ولا يراقبه.. والأم كذلك لا تسأل ابنتها وأصبح الكل منفلتاً، فضلاً عن الأعباء الحياتية والاقتصادية التى هزت كل أسرة.
وأضاف «أبو الحسن» أن المفروض فى جرائم القتل أن تنتهى بالقصاص العادل وهو الإعدام شنقاً. مشيراً إلى أنه ينبغى أن نعود إلى إقامة الحدود التى أقرها الشرع، وإلى التربية الصحيحة.. وإلا نستورد أحكاماً علوية من الخارج وننتظر إصلاح حال المجتمع.
أما الدكتور محمد خالد حسن، استشارى الأمراض النفسية والعصبية بوزارة الصحة، فيرى أن الضغوط تزايدت بشدة على المجتمع من غلاء المعيشة وارتفاع فى أسعار المواد الغذائية والدروس الخصوصية الإجبارية والضرائب العقارية.. وغيرها، ومن ناحية أخرى هناك انخفاض فى الأجور والمرتبات وعدم تواجد وسائل وأماكن للتنفيس عما بداخل الإنسان، وبالتالى تراكم الضغوط يولد العنف والأزمات النفسية.. فإما أن يخرج فى صورة خناقات ومشاجرات وشتائم وسباب بين المواطنين فى الشوارع، وإما أن يكون هذا العنف داخلياً يظهر فى صورة أمراض جسمانية كأمراض الكحة والسكر والضغوط النفسية والعصبية، أو يلجأ إلي الإدمان.
وأشار «خالد» إلى ضرورة توفير وسائل للترفيه وتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية القاسية والتى باتت تفسد على معظم المواطنين حياتهم.
فقدت هدفها الترفيهى
الكارتون والألعاب.. أكاديمية إليكترونية لتعليم الجريمة

تحقيق - أحمد سراج
عندما يتحول العنف إلى تسلية، والجريمة إلى متعة عندها يبدأ في التلاشى الخيط الرفيع بين الواقع والخيال فالميديا وتكنولوجيا الألعاب تقوم بدور خطير في بث العنف في مجتمعاتنا، فضلا عن الأحداث السياسية الراهنة التي أصبحت تستحوذ على اهتمام الملايين، فالمشاهد التي تحض على القتل والتدمير والهجوم على الشرطة وشتى أنواع العنف ظاهرة خطيرة، أصبحت تدخل بيوتنا دون رقابة تفرض نفسها على المشاهد، فيتعرض الطفل إلى كم هائل من الرسائل العنيفة باستمرار لتصبح حالة العنف بين الاطفال فيما بينهم «مزاجاً» طبيعياً يعتاده وهناك بحوث كثيرة تؤكد أن رؤية هذه المشاهد العنيفة لها تأثير طويل المدى على الطفل، وما نشاهده فى مدارسنا ما هو إلا نتاج تصدير العنف فى السينما والألعاب، فدائما ما نرى الأسرة توجه الطفل لمشاهدة الأفلام وألعاب الكمبيوتر باستمرار لتقوم بدور «الجليسة» فهى الحل لإلهاء الأطفال أثناء انشغال الأم بأعمال المنزل ويتضح هذا الأمر بصورة أكبر عندما ننظر إلى الألعاب المنتشرة على شبكة الإنترنت حيث لا ضابط هناك ولا متحكم غير هوى وعقلية المصمم من جهة، وتجاوب اللاعبين والمشاركين من جهة أخرى، «الوفد» ترصد تأثير الأفلام المتحركة والعنف فى السينما وألعاب الفيديو جيم على أطفالنا وكيفية مساعدة الطفل في التفريق بين الواقع والخيال وتقليل الآثار السلبية.
الكرتون والعنف
بين براءة الماضى وعنف المستقبل أصبحت ظاهرة العنف منتشرة، فلدينا الآن قنوات فضائية متخصصة فى الكرتون ويجلس أمامها أبناؤنا لفترات طويلة جدا ويتناسى الآباء والأمهات أن أفلام الكرتون هذه قادمة لنا من بلاد لها ثقافتها وعاداتها المختلفة عن مجمعاتنا.
تشير إحصائية أعدتها جامعة «ميشغين» الأمريكية إلى أن 74% من إجمالي المشاهد التي يراها الأطفال في البرامج الكرتونية تؤدي إلى سلوك إجرامي فأمريكا رغم أنها صانعة لأغلب أفلام الكرتون قد حددت عدد الساعات المسموح بها لمشاهدة أفلام الكرتون للأطفال وهى ساعتان أسبوعيا فقط، ومازالت مصر تستهين بدور هذه الأفلام في تعزيز المشاعر العدوانية لدي الأطفال وتعدها نوعا من التسلية وقضاء وقت الفراغ، واختلفت فترة الثمانينات والتى يراها الكثير انها أزهى فترات التعلم وحب مشاهدة التليفزيون كحلقات نجوى ابراهيم وسينما الأطفال وغيرها الكثير من البرامج التى استمتعنا بها كباراً وصغاراً لتظهر مكانها قائمة من أفلام كارتون بعضها رعب وهو نوع حديث من الميديا للأطفال تدعو للعنف بين الأطفال وبعضهم، والغرض الاساسى لهؤلاء الربح متناسين ان تعلم الصغار يتم من خلال التقليد والمحاكاة.
د. سعيد عبد العظيم أستاذ الطب النفسي بطب قصر العيني يقول: «الميديا أصبحت تدخل كل بيت دون مراقب لتروج للعنف والعدوان وتبث الرسائل المضلّلة للأطفال وأصبحت العادات السيئة تمارس أمام الصغار على انها شىء طبيعى كتعاطى المخدرات وشرب السجائر دون وجود جهات رقابية على ما يعرض على الشاشات، أما أفلام الكارتون التى تحرض على العنف باستمرار فيجد الطفل نفسه أمام وجبة دسمة من العنف والقتل المستمر، وبشكل لا شعوري يتوحد الطفل مع البطل ويحاول تقليده وتقليد سلوكه؛ فيُظهر سلوكاً عنيفاً تجاه أصدقائه وأسرته مما يخيل له أن بعض أصدقائه أشرار وهو البطل المنقذ للعالم، فأمريكا أكبر مصنع لأفلام الكارتون تراقب ما يعرض للأطفال على عكس جهات الرقابة لدينا التى لا تبالى بما يعرض، خلاف أن الأسرة لا تنتبه لما يشاهده الطفل والتغيير الذي يطرأ عليه، حيث يتحول لكائن عصبي تجاه أسرته، وينصح عبدالعظيم الآباء بإبعاد الاطفال عن مشاهدة أفلام الكارتون التي تحتوي على عنف أو حروب واختيار أفلام تحتوي على قيم التعاون والصداقة والحب، وشغل الطفل بأعمال جماعية مع الأصدقاء، فالأطفال أمانة في عنق الأسرة والمجتمع.
الألعاب
الألعاب هي الطريقة الأكثر شيوعاً لتقوية ذكاء الطفل، وهناك ألعاب كثيرة يتعلم منها الصغار كيفية التفكير كالشطرنج، في نفس الوقت هناك ألعاب تلحق بالطفل أضراراً منها محاكاة عملية اغتصاب أم وابنتها وألعاب أخرى الغرض منها التشجيع على ارتكاب أفعال العنف الجنسي ضد المرأة، فالجلوس في حد ذاته أمام الكمبيوتر لا يصنع طفلاً اجتماعيا لأنه يتعامل مع جهاز، والجهاز لا يصنع المواقف الاجتماعية والوجدانية، إنما الغرض التسلية فقط وهذه الألعاب تصنع طفلاً عنيفًا؛ وذلك لما تحويه من مشاهد عنف يرتبط بها الطفل، ويبقى أسلوب تصرفه في مواجهة المشاكل التي تصادفه يغلب عليه العنف، فالطفل جالسا بالساعات أمام الكمبيوتر بلا حركة يتنقل من ألعاب القتل والتدمير بجميع أنواعه وأشكاله إلي ألعاب يجب علي الشخص كي يفوز ويصل إلي الهدف أن يتهور في قيادة السيارات بسرعة فائقة ويتمرد علي الأنظمة وقطع إشارات المرور والهروب من الشرطة وحول التأثير الضار على الطفل تقول د. ثريا عبد الجواد أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس «تكرار تعرض الطفل لمشاهد العنف سواء فى الوسائل الاعلامية او الألعاب يؤثر على تنامى ظاهرة العنف عند الطفل، وهناك دراسات تمت على زيادة العنف عند الطفل نتيجة ممارسة الألعاب الالكترونية وتؤكد تأثر الطفل بأشكال العنف التى يراها ويظهر التأثير فى عدة مراحل متقدمة أو مبكرة وتظهر فى تعامله مع الاسرة ومع أصدقائه وعلاقته بالآخرين، فالأم عندما ترى العنف من طفلها تواجهه بالعنف أيضا ويصبح العنف جزءا من الصورة الذهنية عند الطفل وهناك أسر تعامل أبناءها بصورة جيدة ولكن الطفل يقابل تلك المعاملة الحسنة بعنف، لأن تلك المشاهد التى يراها أصبحت بالنسبة له صورة طبيعية فى سلوكه، وبرغم رقابة الأسرة لابنائها لتفادى تأثير مشاهد العنف، إلا أن هناك اساليب أخرى كالتليفونات المحمولة يستطيع من خلالها الوصول لتلك الألعاب، أضافت ثريا: مجتمعنا ليس وحده ما يعانى من تلك الظاهرة بل دول العالم كله تواجه نفس المشكلة لاننا اصبحنا فى مجتمع المعلومات والتكنولوجيا، وعن أساليب حماية الطفل من تلك الظاهرة قالت: «برامج الاطفال التى تربينا عليها اختفت من جدول برامج التليفزيون، فلا يوجد اهتمام بإعطاء الطفل صورة مضادة لمواجهة العنف بالتوعية وتفسير الحالات التى يراها وهذا دور الدولة وأجهزة الرقابة.
خبراء: يجب الاهتمام بالأمن الفكري لحماية الأجيال من العنف
مناهج التعليم لا تقبل بالحوار
تحقيق - أماني زايد:
أفكار مغلوطة.. ومعتقدات خاطئة سيطرت علي عقول الشباب في السنوات الماضية، فكانت الشرارة التي انفجرت وأسفرت عن زعزعة الكثير من القيم والثوابت بين الأجيال الجديدة وتقلصت علي أثرها قدرة الأسرة في الرقابة ولم يتم الانتباه لهذا الخطر سوي مؤخرا، فانتشر العنف والفوضي في كل مكان، وطرأت تغيرات عديدة علي الشخصية المصرية، في الوقت الذي اعتمدت فيه مناهج التعليم علي مبدأ التلقين والسمع والطاعة، فنشأت أجيال لا تقبل الحوار، وترسخت في أذهانهم سلوكيات خاطئة بدلاً من غرس القيم ومبادئ المواطنة التي هي بمثابة حصن منيع، ضد الأفكار المتشددة والمتطرفة، مما يستلزم فتح باب الحوار واحتواء الشباب.. فالقضاء علي الإرهاب يبدأ بتنقية العقول.
منذ أيام أصدر المهندس إبراهيم محلب قراراً بتشكيل لجنة لتطوير مناهج التعليم، علي رأس أولوياتها وضع آليات لمراجعة مناهج التعليم العام والجامعي، ووضع خطة شاملة لتقييم هذه المناهج بما يتلاءم وطبيعة كل مرحلة تعليمية، وجاء ذلك القرار بعدما قررت وزارة التربية والتعليم إطلاق حملة لتنقية المناهج الدراسية، بعد اكتشاف عدد من الدروس والموضوعات التي تحرض علي العنف وتحتوي علي إسقاطات سياسية تنعكس سلباً علي سلوك الطلاب، كما سيتم وضع خطة شاملة لتقييم مناهج التعليم الجامعي وفي سياق مواز قامت لجنة تطوير الكتب المدرسية بوزارة الأوقات بمراجعة مناهج المرحلة الابتدائية، وتنقيتها من الأخطاء البدء في مراجعة باقي مناهج المراحل التعليمية تمهيداً لعرضها علي وزارة التربية والتعليم لحذف ما بها من أخطاء.
كشفت دراسة أعدها المركز القومي للبحوث التربوية بعنوان «دمج مفاهيم الأمن الفكري ضمن المناهج الدراسية»، أن الأمن الفكري يضمن التحصين الفكري والأخلاقي، والعقائدي للمتعلمين، ويعد مطلباً ضرورياً للاستقرار الاجتماعي، فضلاً عن أنه ضمانة للمجتمع ضد قيم التطرف الفكري والإرهابي، لتأكيده قيم الوسطية والاعتدال، والتسامح، ونبذ العنف، وقدمت الدراسة عدة مقترحات لتحقيق الأمن الفكري أهمها، تفعيل الإعلام التربوي المدرسي في التعريف بالأمن الفكري، ووضع برامج علمية وعملية للكشف المبكر عن الانحراف الفكري، وذلك من خلال التعاون مع مجلس الآباء والجمعيات الأهلية، وتكوين فرق لإدارة الأزمات داخل المدارس تتولي تدريب الطلاب علي مهارات التعامل مع السلوكيات التي تتسم بالعنف، وتأهيلهم لتطبيق القانون.
ثقافات عنيفة
وفي معرض طرحه لأسباب العنف قال الدكتور كمال مغيث، الباحث بمركز البحوث التريوية إن هناك دوافع سياسية واجتماعية وثقافية وراء انتشار أعمال العنف والإرهاب، فكل ما يتم ارتكابه من أفعال وتصرفات ينطلق من خلفية ثقافية، فمن يميل للعنف أو التفاوض وقبول الرأي الآخر، يكون منطلقا من خلفية ثقافية، كما ان من يميل لثقافة السمع والطاعة ينطلق أيضا من خلفية ثقافية أخري، فمن لا يقبل الخلاف في الرأي تكون لديه ثقافة عنيفة تسعي لهدم الدولة، وتلك الثقافة لها منابر تغذيها، وجماعات تحتضنها، كما أنها تنطلق من أصول عديدة تساهم فيها المناهج الدراسية بشكل كبير، فالنسق التعليمي قائم علي السمع والطاعة، دون الاهتمام بالمعرفة، وإذا نظرنا إلي المناهج التعليمية نجد أنها لا تحترم التنوع في المجتمع، فمعظم كتب اللغة العربية تنطلق من التراث الإسلامي، وتنكر الحداثة، فضلا عن كونها قائمة علي فرض آليات القرآن الكريم وتجاهل الأقباط، أما التعليم الأزهري فنجد أنه يحرض بشكل مباشر وصريح علي الإرهاب في أغلب مناهجه، فهناك علي سبيل المثال كتاب «الفقه المالكي» يتم تدريسه للصف الثاني الثانوي ويتحدث هذا الكتاب عن قتال البغاة والوسائل التي يقاتلونهم بها، فيذكر أنه يجوز قتالهم بجميع الأسلحة، ما عدا الماء والنار، مخافة وجود نساء أو أطفال، باعتبار أنهم من الغنائم والأموال، ويمكن بيعهم كالرقيق كما يطرح الكتاب موضوعاً آخر للنقاش، حول الجهاد وعلي من يقع صفات المجاهدين ويفسر انه يقع علي البالغين المكلفين، ويجيز تكليف المرأة والصبي إذا رأي الإمام ذلك، ومن هنا نجد ان الأزهر مازالت تسيطر عليه قوي رجعية تدافع باستماتة للإبقاء علي تلك المناهج، هذا فضلا عن أن عدم تطوير المناهج يساهم في زيادة أعمال العنف، لما لها من أفكار تعتمد علي السمع والطاعة، لذا يجب تعديل كافة المناهج الدراسية التي تحض علي العنف سواء في التعليم العام أو التعليم الأزهري، حتي يتم تنقيتها من كافة الأفكار المغلوطة، التي تترشح في أذهان الطلاب منذ بداية نشأتهم.
انعدام الرقابة
الدكتور أحمد يحيي أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة قناة السويس، يقول: إن التغيرات التي صاحبت أحداث 25 يناير، ساهمت لحد كبير في حدوث تغيير ثقافي وسلوكي لدي المصريين فإنهار حاجز الخوف، وسادت روح النقد ومهاجمة النظام، ومع الأسف ساعد علي ذلك ما يعانيه المجتمع من حالة انقسام سياسي وثقافي، فمن المعروف ان الإنسان يحتاج دائما لمصدر يوجه سلوكه ويحاسبه علي أخطائه، وإذا انعدمت الرقابة أو فقدنا الإحساس بالمسئولية الأخلاقية تجاه الآخرين، انهارت القيم، يضيف يحيي مع الأسف تجاوزنا في المرحلة الماضية مفهوم العقد الاجتماعي ليصبح فردياً، حيث لم يعد المجتمع قادراً علي فرض هيمنته، وانضباطه علي الأفراد الذين يلجأون للحصول علي حقوقهم بلغة القوة في ظل انكسار حاجز الخوف من السلطة، والانفلات السلوكي في الشارع والمدرسة، فغابت قيم احترام الآخر، وأخطر ما في ذلك هو استخدام الدين كذريعة لتبرير هذا السلوك فأصبح الخطاب الثقافي العام مملوءاً بالتناقضات والصراعات، مما انعكس علي الشخصية المصرية فأصبحنا أكثر عنفاً وفردية، لذا لابد من اتخاذ إجراءات موضوعية، وقرارات حاسمة تفرض سيطرة الدولة، وسيادة القانون، دون تمييز مشدداً علي ان القانون وحده هو الحل لإنهاء حالة العنف والفوضي في المجتمع.
ومن جانبه أرجع الدكتور سعيد عبدالعظيم أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة القاهرة، أسباب العنف في الشارع المصري إلي وجود من يحرك عمليات البلطجة، فضلا عن انتهاء حالة الخوف التي كان يعاني منها الجميع، فلم تعد هناك حالة صمت كما كنا نشاهد من قبل، وهذا يعد تغيير كبير في الشخصية المصرية، وظهر ذلك في أعقاب ثورة يناير، لذا أصبحنا بحاجة إلي عقوبات رادعة لكل من يحاول نشر الفوضي والعنف في المجتمع.

مواقع التواصل الاجتماعى لاعب أساسى فى الميدان
القتل لأتفه الأسباب يتحول إلى ظاهرة

تحقيق – نشوة الشربينى:
انتشرت فى الآونة الأخيرة جرائم العنف والإرهاب فى الشارع المصرى بشكل لافت، لتشمل مختلف المحافظات، كما تصدرت هذه الجرائم وسائل الإعلام المختلفة يومياً، تنوعت ما بين أعمال شغب، وانفلات إخلاقى، وخطف، وقتل، وسحل الأبرياء دون ذنب، وتفجيرات للمنشآت الحيوية بالدولة، وحرق وتخريب دور العبادة، والخروج على ثوابت المجتمع، وهى جرائم دخيلة على نهج الشعب المصرى، ومع هذا أصبحت من مفردات الحياة اليومية.. لذا يبدو السؤال عن أسباب تزايد ظواهر العنف والجريمة فى المجتمع مهماً للغاية؟!
«الوفد» رصدت بالكلمة والصورة فوضى الشارع المصرى من هروب للطلاب وغياب الآمن على أبواب مدارس ساطع النعمانى الإعدادية التابعة لإدارة غرب الجيزة، والشهداء الابتدائية المشتركة، والجيزة الكهربائية الثانوية الصناعية، وأحمد لطفى بشارع أحمد لطفى بمنطقة المساحة بفيصل، كما شاهدنا استغلال أطفال المدارس بتعبئة الجراكن بالسولار عينى عينك أمام محطات البنزين بشوارع الملكة والمساكن بمنطقة فيصل، لبيعها فى السوق السوداء، بخلاف عشوائية سائقى الموتوسيكلات على محور صفط اللبن، الذين يجوبون الشوارع فى سباق وتحد، ودون لوحات معدنية، فى ظل غياب الرقابة.
فى البداية، يقول عصام عطية، صاحب محل أزياء حريمى بشارع حسن رمضان من سليمان جوهر بمنطقة الدقى، من المؤسف تصاعد وتيرة العنف فى الشارع المصرى، وآخرها كانت واقعة قتل وذبح وتعذيب «كلب» فى شبرا الخيمة، منذ أيام، من معدومى الرحمة والشفقة، وأرجع ذلك إلى الانحدار الثقافى والفكرى الذى عاشته مصر ومازالت تحياه، وغياب القيم لدى الأسرة المصرية والمدرسة، وأيضاً فى وسائل الإعلام التى أصبحت أكثر فجاجة، وانهيار الخطاب الدينى، والثقافى العام، فضلاً عن اختفاء العلاقات الإنسانية والاجتماعية المنضبطة، لذا أطالب بضرورة قيام الأسرة بدورها فى مراقبة ومتابعة أبنائها، وأن تقوم المدرسة ومعاهد العلم بالتوجيه والتبصير، نحو أهمية بناء الأخلاق والقيم الإنسانية الحميدة.
وحول الأحداث الإرهابية المتكررة خلال الشهور الماضية، والهجمات المتتالية التى حدثت فى مناطق عسكرية، تحدثنا مع المهندس عمرو حسونة، البالغ من العمر 43 عاماً، أب ل«طفلتين»، فيقول: هناك علاقة وطيدة بين كثرة التفجيرات والأعمال الإرهابية واقتراب موعد المؤتمر الاقتصادى، ولكن يجب المواجهة الحاسمة والحازمة فى التعامل مع الحركات المتطرفة مثل جماعة الإخوان.. وغيرها، إضافة إلى ضرورة مراقبة صفحات التواصل الاجتماعى الخاصة بهذه الحركات.
ووجه رسالة لهؤلاء الإرهابيين.. قائلاً: «لن ترهبنا تفجيراتكم أو أعمالكم الإجرامية التى تريد تدمير البلاد، وإنما أصبحت الحرب ضدكم ليست مسئولية الجيش فحسب، ولا الأمن وحده، بل أصبحت مسئولية الشعب كله.. واختتم حديثه بعبارة «تحيا مصر».
والتقط أطراف الحديث، المواطن عاطف الطحان، أب ل«3 أبناء»، مؤكداً أهمية نشر القيم الأخلاقية الطيبة والمثل العليا، والتعامل مع الآخر بمبادئ تقنع العقل وترضي الضمير، لأن الخلق صفة يتصف بها الإنسان، تظهر فى صورة أفعال حسنة أو سيئة، ومن ثم نحتاج إلى ضرورة تفعيل دور المؤسسات الدينية «الغائبة» عن توجيه المواطنين بالنصح والإرشاد، والحث علي الالتزام بالقيم الانسانية السمحة، وصحوة الضمير، واعتدال العقل البشرى، والإحساس بالواجب والقوانين الملزمة، حتى تنصلح حال الأمة، لأن تمسك الإنسان بالأخلاق الحميدة والدعوة إليها، هو أحد أبرز أهداف الدين الإسلامى.. فالانضباط هو صمام الأمان للنهوض بالمجتمعات.
ووافقه الرأى المواطن عزت عتمان، «51 سنة»، «سائق». مضيفاً: أن مصر الآن فى طريقها لبناء الجمهورية الجديدة.. لذا يجب إعادة الاعتبار للمفاهيم الثقافية والسلوكية والفكرية بشكل جيد، وهو ما يتطلب من الشباب المصرى، باعتباره مستقبل الأمة بأكملها، التحلى بالأخلاق الحسنة، والبعد عن أفعال الشر والآثام المحرمة فى جميع الأديان السماوية، لأنهما يؤديان بالإنسان إلى تحقيق الكثير من الأهداف النبيلة منها سعادة النفس ورضاء الضمير، كما أنها ترفع من شأن صاحبها وتشيع الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع، الذى ننشده فى مصر، وهو طريق الفلاح والنجاح فى الدنيا والآخرة.
ومن ناحيته، أكد محمد محمود، «42 سنة»، موظف: ضرورة تفعيل دور المؤسسات التربوية، ليس في مجال التربية والتوجيه فقط، وإنما بث روح وقيم التسامح والإخلاقيات والضمير الوطنى «الغائب» عن المجتمع الآن، التى نصت عليه جميع الأديان السماوية، مع أهمية التزام المؤسسات الإعلامية والتثقيفية والدينية، وأيضاً داخل الأندية الاجتماعية والرياضية، بالمساهمة فى غرس القيم الدينية، وتنوير العقول المظلمة حتى تتحقق النهضة الفكرية والتنموية في البلاد، ولكن بشرط إبعاد السياسة عن عمل تلك المؤسسات الحيوية بالدولة، إضافة إلى التركيز على فكرة المواطنة، ودولة القانون، وتدعيم الهوية الوطنية والدولة المدنية لتنمية الشعور بالانتماء للوطن، لأنه لن ينهض ويتقدم، إلا على أساس منهجى علمى سليم، يمكنه استثمار كل الطاقات الشبابية فى أعمال مفيدة وليست تخريبية، مما يعزز أواصر التعاون الاجتماعى، والتوازن السياسى والاستقلال الوطني داخل المجتمع.
إعلام آخر زمن تحول إلي ساحة للردح

تحقيق: أماني زايد
لم يقتصر العنف علي الشارع المصري فقط بل أيضا امتد لوسائل الإعلام والفضائيات حتي غلبت علي الخطاب الإعلامي خلال المرحلة الماضية السوقية والابتذال ووصل الأمر لحد استخدام ألفاظ تخدش الحياء فضلا عن الحوارات الدينية واللا أخلاقية في العديد من برامج التوك شو والتي وصلت لحد التطاول والمشاجرات بين الضيوف، وكل هذا يحدث أمام مرأي ومسمع المشاهد المصري الذي انعكس سلبا علي سلوكياته، لتنشأ أجيال رافضة الرأي الآخر، في ظل غياب الرؤية الواضحة للإعلام المصري.
الدكتور فوزي عبدالغني عميد كلية الإعلام بجامعة فاروس بالإسكندرية يؤكد أن الانفلات الأخلاقي الذي حدث بعد ثورة 25 يناير وعدم وجود دولة بالمعني الكامل خلال فترة حكم الإخوان وظهور الجماعات الإرهابية التي تحاصر المنطقة العربية، كل ذلك أدي لعدم ظهور رؤية واضحة للأهداف التي ينبغي أن تسير عليها الدولة مما ترتب عليه انعدام الرؤية لدي الإعلاميين فأصبحنا نشاهد الحوارات الهابطة. كما سيطرت الغوغائية علي برامج التوك شو فأصبح الأداء الإعلامي متناقضا فضلا عن أن الإعلاميين الذين يقومون بتقديم البرامج أصبحوا أصحاب رأي وابتعدوا عن المهنية والحيادية أثناء إدارة الحوار. كما أصبح هناك تدخل واضح من قبل الإعلامي في اختيار ضيوفه حتي يتمكن من فرض آرائه وتوجهاته، وكل هذا يؤدي لظهور إعلام «فرق تسد» فالإعلام المصري عاني مؤخرا من عدم وضوح الرؤية وتبني الأفكار المغلوطة، فضلا عن الاعتماد علي مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر للخبر فينتج عنه تداول معلومات مغلوطة تتسبب في إحداث البلبلة، ولهذه الأسباب يطالب عبدالغني بتفعيل ميثاق الشرف الإعلامي للعاملين في القنوات الفضائية ومراقبة ما يتم تداوله علي مواقع التواصل الاجتماعي للتعرف علي الاتجاهات السائدة به وعدم إذاعة الخبر إلا بعد التأكد من صحته حرصا علي الأمن القومي للبلاد، وعلي الجهات المختصة تفعيل القوانين التي تقوم بضبط الأداء الإعلامي وتقضي علي السب والقذف وتجهيل المصدر، وعلي وسائل الإعلام تحري الدقة في نشر الخبر وينبغي ألا تخرج الإعلانات عن النسق والقيم الاجتماعي، فالإعلام لم يعد يهتم سوي بحصد المزيد من الأموال، دون مراعاة لملايين المشاهدين الذين باتوا في حالة استياء مما يتم بثه علي الشاشات .
أما الدكتور صفوت العالم رئيس لجنة رصد وتقييم الأداء الإعلامي فيري أن الأداء الإعلامي عاني مؤخرا من أخطاء عديدة فأصبحنا نجد مقدمي البرامج بلا رؤية أو منهج، فيتم الاعتماد علي الاتصالات التليفونية المليئة بالانفعالات لاستكمال البرنامج دون وجود فكرة محددة وواضحة ومع الأسف عجزت مرحلة ما بعد الثورة عن تأسيس إطار فكري محدد، فضلا عن عدم تجديد خطاب سياسي واضح من قبل مؤسسات الدولة التي كان من المفترض أن تحدد الملامح الفكرية للمرحلة الحالية فأصبحنا نجد برامج تبتعد عن مناقشة الأوضاع الحالية للبلاد، وتتجاهل الموضوعات السياسية لتتولي قضايا استثنائية في المجتمع، كالحديث عن السحر والشعوذة من أجل جذب أنظار المشاهد، وينتقد «العالم» تداول تلك الموضوعات بشكل سيئ مما يؤثر سلبا علي المواطن المصري، خاصة أن هذا الأمر أصبح يحتاج لوقفة جادة وتفعيل للقوانين، لضبط الأداء الإعلامي في المرحلة القادمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.