هو يحيى باشا إبراهيم الذي تقلد رئاسة وزراء مصر من 13/3/1923 - 27/1/1924 إلى جانب وزارة الداخلية وأشرف بنفسه على أول انتخابات برلمانية في ظل دستور 23 ليخسرها، وفور إعلان النتيجة بفوز الفلاح والد سيد مرعي عن دائرة منيا القمح، اعتبرها استفتاء عليه وعلى حكومته، وأعلن استقالته من رئاسة الوزارة ووزارة الداخلية، ولم يكن في حاجة أن يُعلن للشعب نزاهة الانتخابات بعد أن سبق فعله قوله. هكذا يترسخ السلوك الديمقراطي عند الشعوب بتضحيات الزعماء وسلوكهم وكان الأطفال والكبار في غياهب وظلام الريف المصري في ذلك الوقت تردد اسم المهزوم وتهتف باسمه «يحيا يحيى الديمقراطي» بعد أن أضاءت الديمقراطية عقولهم وتربوا على أن الزعامة قدوة وسلوك وليست خطباً رنانة، جاء بعد ذلك خالد الذكر مصطفى النحاس والذي شق طريقه بساعده وفي ظل الفترة الليبرالية ورغم الاحتلال من عامل تلغراف الى زعيم الشعب، عندما اعتدى عليه أحد المارة وهو في السلطة فطلب من حرسه المحدود العدد أن يتوجه الى قسم الشرطة وطلب فتح محضر رافضاً أي إجراء استثناء ثم طلب الإفراج عن المعتدي بضمان محل إقامته، ها هى مصر المنطلقة بعزم وقوة نحو السلوك الديمقراطي الراسخ، الى أن جاءت نكبة 52 بقيادة ثوار يوليو الأشاوس فكمموا الأفواه وألغوا الأحزاب والتي كانت تنجب الساسة الكبار. هذا وقد شربت أول درس ديمقراطي على يد عم محمد الحُصري في قريتنا القيطون دقهلية - عندما طلب مني عام 56 وكنت طفلاً صغيراً أن أصحبه إلى دوار العمدة للادلاء بصوته في انتخابات الرئاسة وذلك لضعف إبصاره وحاجته الى من يقوده، وقام بوقف العمل وإغلاق المحل ليقوم بواجبه الانتخابي وبعد أن قطعنا مسافة كبيرة سألني عن المرشح لرئاسة الجمهورية فأخبرته باسم جمال عبدالناصر، فرد قائلاً أعرفه وأنا ذاهب لانتخابه أنا أسألك عمن ترشح أمامه فقلت له - لا يوجد أحد - فرد قائلاً عشنا وشفنا واحد يترشح لوحده ربنا يستر على مصر وعاد مهموما ورفض الإدلاء بصوته. قبل ذلك وفي عام 54 قام نجيب بترقية عامر من رتبة صاغ الى رتبة لواء بعد إلحاح من ناصر، وبعد سنوات اجتمع عبد الناصر بمجموعة من المثقفين ورؤساء تحرير الصحف والمجلات وبعد أن أمم الصحافة - عاوزين ألغي الرقابة على الصحف واللا أخليها؟.. فرفعوا أيديهم وأصواتهم في نفس واحد وقالوا «خليها يا ريس الله يخليك» متجاهلين أن دستور 23 - والذي أسقطه ناصر - كفل حرية الصحافة بل منع إنذارها أو تعطيلها أو إلغاءها ولا يصدر الملك أي قرار إلا اذا أقره المجلسان النيابيان. إنه العهد البائد وقد يكون هو العصر الجاهلي. أما كان لهذين الحدثين أن يوفرا على مصر هزائم 56 و67 وتحفظ ماء وجه عبد الناصر، لقد دمروه ودمروا مصر معه، أما كان للأقلام الحرة أن تساعد في دفع الظلم والفساد الذي تربى وترعرع ووجد من يرعاه ويسهر عليه حتى اليوم، ألم يكن دافعاً لزراعة الجهلاء وأهل الثقة في مرافق الدولة وتقف حائلاً ضد قرارات التأميم العشوائية للشركات والمؤسسات والتي كانت تؤخذ أسماؤها من دليل التليفونات، وكانت دور الصحف تتجنب الخسائر الفادحة ومطالبة الدولة بإسقاط مليارات الديون عليها من مال الشعب آخرها منذ شهور قليلة والفنجري الذي قام بتوزيع الهدايا على خربي الذمة حر طليق حتى اليوم. وبمناسبة التأميم نذكر كارثة تأميم قناة السويس 56 والتي كانت ستعود خالصة عام 68 والتي تسبب تأميمها في تدمير الاقتصاد وتهجير مدن القناة وحرب السويس واكتسب بها ناصر شعبية زائفة جارفة، اندفعت الجماهير إلى القطار الذي عاد به من الاسكندرية وحاصروه وتعلقوا بالمدخنة واستغرقت الرحلة 36 ساعة استغلها ناصر بالهجوم علي الاستعمار وأعوانه وهو الذي لم يتمكن من صناعة مسدس صغير يدافع به عن بلده وقناته ثم لجأ إلى سمسار يهودي ليشتري من بورصة باريس أسهم القنال بعد ارتفاع سعرها وعرض باقي حملة الأسهم ب 3 أمثالها كان يمكن أقل كثيراً لو فاوضهم سلميا عليها رحم الله الزعيم، وحتى تكتمل التراجيديا المصرية فقد استخلف السادات الانفتاحي والمتحالف مع الجماعات الاسلامية المتحجرة التي لن يجد الغرب أفضل منها لتدمير المنطقة برمتها وصاحب التصريح الشهير من لا يغتني في عصري فلن يراه مع غيري، وأكلنا معه الطيور الجارحة وبدأ بيع المصانع والشركات بأثمان هى كالهدايا، ثم أتحفنا السادات ب «حسني مبارك» الذي أعفي نفسه عن الاستطالة بسبب آلام المغص التي تنتابني ثم كان على أشلاء نظامه عبدربه التايه «مرسي» المتآمر مع تركيا لعودة الخلافة بقدر كرمه مع أمريكا واسرائيل وبينه وبين اللغة الانجليزية تار بايت بعد 15 سنة في أمريكا. سيادة الرئيس السيسي: لقد سئمنا الفشل ونريد أن تنجح مصرنا وسوف تنجح ونضع يدنا في يدك، اننا لسنا أرض الفرص الضائعة كما يحب البعض أن يقول، إن جينات الأنانية قد تضخمت وأصبحت مصر أرض الحب الضائع وكلنا سنسعى لمصلحتها وسننتصر على الإرهاب، وهناك أمور في يدكم إعدالها، والشباب هم سواعد هذه الأمة - وأنا في خريف العمر - وأحذر من الآكلين على كل الموائد من منظمة الشباب والاتحاد الاشتراكي والوطني حتى الآن فهم أكلة لحوم البشر مثل الارهابيين المتاجرين بالدين فسيذهبون الى مزبلة التاريخ وتبقى منارة العالم ومعلمته من أرادها بسوء قصمه الله. مستشار اقتصادي