فوازير رمضان.. سلعة عفي عليها الزمن كتب : أمجد مصباح السبت , 13 أغسطس 2011 22:34 منذ نهاية الستينيات وحتي بداية السبعينيات كانت فوازير رمضان علي شاشة التليفزيون المصري هي المادة الأكثر جاذبية للمشاهد. منذ نهاية الستينيات وحتي منتصف السبعينيات كانت فوازير الثلاثي سمير وجورج والراحل الضيف أحمد كانت تجذب الملايين حتي بعد رحيل الضيف 1970 وكانت من إخراج محمد سالم. وفي رمضان عام 1976 بدأت فوازير نيللي وكانت بحق موهبة استعراضية فذة برعاية المخرج الراحل المبدع فهمي عبدالحميد. من ينسي فوازير «عروستي» و«التومبكة» و«الخاطبة» وكان يشارك في تأليف وتلحين هذه الفوازير عمالقة صلاح جاهين وعبدالسلام أمين وسيد مكاوي وحلمي بكر وغيرهم. مصر كلها كانت تشاهد فوازير نيللي واستمرت حتي عام 1981. وفي رمضان عام 1982 كانت فوازير سمير غانم «فطوطة» وحققت نجاحاً مدوياً واستمرت أعوام 82، 83، 1984 ورفض سمير الاستمرار. وفي رمضان 1985 ظهرت فوازير الصاروخ الجديد شيريهان وحققت أيضاً نجاحاً كبيراً واستمرت أعوام 85، 86، 1978 من إخراج أيضاً فهمي عبدالحميد. وفي عام 1988 أخذت الفوازير شكلا مختلفا وشارك في بطولتها يحيي الفخراني وصابرين والراحلة هالة فؤاد وحققت نجاحاً لا بأس به. وفي عام 1989 قام ببطولة الفوازير مدحت صالح وشيرين رضا، وكانت آخر فوازير يخرجها فهمي عبدالحميد الذي رحل يوم 16 يناير 1990 ويبدو أن فوازير رمضان التليفزيونية ماتت معه. ومع بداية التسعينيات عادت نيللي بفوازير «الدنيا لعبة» إخراج محمد عبدالنبي ولم تحقق نفس النجاح، ثم توالت التجارب الفاشلة التي لا يذكرها أحد. رأينا مثلاً فوازير للوسي، المهم انتهت الفوازير تماماً ولم يعد لها وجود لعدم وجود مواهب خاصة في مجال الاستعراض والإخراج معقول مصر وعدد سكانها 85 مليون نسمة ليس فيها نجمة استعراضية ولا مخرج استعراضات ولا مصمم رقصات. فوازير رمضان كانت في الزمن الجميل مصدر سعادة ومرح للملايين وكانت تعرض لجميع القنوات العربية ولكن مصر نضبت من المواهب. انتهي تماماً ما يسمي فيلما استعراضيا أو مسرح استعراض. يبدو أننا ستعيش طويلاً علي ذكريات فوازير نيللي وسمير وشيريهان ولا يبقي لنا إلا مشاهدة البرامج التافهة وأحاديث النميمة والأشكال العتيقة من البرامج، بل وأصبحنا عاجزين تماماً عن إنتاج ما يسمي برامج منوعات. في فلوس لكن مفيش مواهب ولا حتي عقول.