بدأ تنفيذ الاستحقاق الثالث من خريطة المستقبل، وبذلك تكون مصر قد حققت كل الاستحقاقات الخاصة بوضع اللبنات الرئيسية لبناء مصر الحديثة.. الدستور وقد تم الانتهاء من وضعه ونسير على هداه الآن، واجراء الانتخابات الرئاسية النزيهة والشفافة، والتى أسفرت عن اختيار خيرة الرجال ليكون حاكماً على مصر ويمتلك الرئيس عبدالفتاح السيسى مشروعاً وطنياً نلتف حوله جميعاً.. وبإعلان المستشار أيمن عباس رئيس اللجنة العليا للانتخابات عن مواعيد إجراء الانتخابات البرلمانية فى الداخل والخارج ودعوة الناخبين لاختيار من يمثلونهم فى مجلس النواب، نكون بالفعل قد أنجزنا استحقاقات خريطة المستقبل التى تم وضعها بعد ثورة 30 يونية العظيمة، وقريباً سيعلن فتح باب الترشح لتعيش مصر فترة استقرار جديدة. الانتخابات البرلمانية ليست أمراً سهلاً أو هيناً إنما مجلس النواب الجديد القادم بعد الثورة، ليس كأى مجلس آخر سبقه فى تاريخ الحياة البرلمانية المصرية، انه مجلس سيمتلك بحق وحقيق سلطة التشريع دون وصاية من حاكم أو خلافه، وسيمتلك رقابة مشددة على الحكومة، ليوقف أى تجاوز أو اعتداء من السلطة التنفيذية على أى سلطة أو أى شىء آخر.. والذين يتصورون ان المجلس القادم سيكون كأى مجلس نيابى مضى، فهم واهمون وغير مدركين أبعاد المرحلة الجديدة التى تمر بها البلاد. فالدستور قد منح المجلس سلطات واسعة وعليه أدوار بالغة الأهمية وهو من سيقوم بتشكيل الحكومة الجديدة، بمعنى أن الحزب الفائز فى الانتخابات أو كان تحالفاً سيقوم بتشكيل الوزارة وعليه تبعات كثيرة، وستكون باقى الأحزاب أو التحالفات الأخرى فى صفوف المعارضة. من الآخر مصر تسير نحو بناء ديمقراطية حقيقية لم تشهدها من ذى قبل وهذا هو الحلم الذي كان ينتظره المصريون منذ زمن طويل ومن أجله قامت ثورتان عظيمتان فى 25 يناير و30 يونية من أجل حياة حرة كريمة.. وهذه الحياة الكريمة التى افتقدها المصريون كثيراً وباتت حلماً لهم تتأتى من الديمقراطية الحقيقية.. هذه هى مقومات بناء الدولة الحديثة القائمة على احترام القانون والدستور وتحقيق الحياة الكريمة للناس بدون فساد وبات على الشعب المصرى العظيم أن يواصل ثورته فى اختيار صحيح ودقيق لمن يمثله في البرلمان، وهذه مهمة ليست سهلة أو يسيرة فحسن الاختيار مهمة بالغة الأهمية، لأن الاختيار الدقيق للنواب يفرز نواباً وطنيين لا يشغلهم سوى مصلحة الوطن فى المقام الأول وتنفيذ مشروع بناء الدولة الحديثة.. وأحذر من عدم حسن الاختيار أو الوقوع فى براثن نواب الحزب الوطنى الفاسد الذين ساهموا فى مهزلة مص دماء المصريين طوال عقود طويلة، أو أنصار «الجماعة» الإرهابية التى تقتل الناس وتروعهم وتسببوا فى مهازل ومذابح لاتزال قائمة حتى الآن. الحذر في الاختيار واجب بل ومهم، فلا يجوز أبداً للمصريين العباقرة الذين قاموا بثورتين أن يقعوا مرة أخرى فى براثن الحزب الوطنى أو الإخوان الإرهابيين.