كانت الإذاعة المصرية وستظل حجر الزاوية فى الإعلام المصرى، وهى بلا شك الجامعة التي تخرج فيها رواد الإعلام المصرى على مدى عشرات السنين. الإذاعة تعانى حالياً حالة من عدم الاستقرار بسبب عدم استقرار منصب الرئيس فى السنوات الأربع الأخيرة. وبحسبة بسيطة نجد أن الإذاعة تولى رئاستها منذ عام 1997 حتى عام 2011، أربعة رؤساء فقط، هم: حمدى الكنيسى من عام 1997 حتى عام 2001، وعمر بطيشة 2001: 2005، وإيناس جوهر 2005: 2009، وانتصار شلبى 2009: 2011، مع العلم أن عمر بطيشة وإيناس جوهر تم المد عامين لكل منهما. ومع اندلاع ثورة 25 يناير 2011 بدأت حالة عدم الاستقرار بإقالة الإذاعية انتصار شلبى رئيس الإذاعة من منصبها لمجرد إرضاء حفنة من ثوار الإذاعة. وكان من المقرر أن تبقى في منصبها حتى سن المعاش فى أكتوبر 2012. وتولى الإذاعى إسماعيل الششتاوى رئاسة الإذاعة فى إبريل 2011 واستمر في هذا المنصب لمدة عامين حتي تم تصعيده لمنصب رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون. وتولى عادل مصطفى رئيس شبكة الإذاعات الموجهة رئاسة الإذاعة من مارس 2013 حتي يوليو 2013، 4 أشهر فقط، وأحيل للمعاش ليتولى عبدالرحمن رشاد رئاسة الإذاعة من يوليو 2013 حتى ديسمبر 2014. وتتولى حالياً الإذاعية نجوان قدرى، رئاسة الإذاعة بالإنابة، معنى هذا أن الإذاعة تولى رئاستها 4 رؤساء في 4 سنوات فقط وهى حالة شاذة لم تحدث من قبل، هذا الوضع أحدث حالة من عدم الاستقرار الشديد بسبب التغيير المستمر للسياسات بتغير الرؤساء بشكل مستمر. المفروض فيمن يتولى رئاسة الإذاعة في المستقبل القريب أن يستمر في المنصب ثلاث سنوات على الأقل حتي يستطيع وضع سياسة ثابتة، وأن يضع خطة للإنجاز ولا يصح أن يكون شَغْل، هذا المنصب الرفيع مجرد تكريم لصاحبه ليختم حياته الإعلامية. الإذاعة والحمد لله مليئة بالقيادات الواعدة التي تستطيع تحقيق نجاحات كبيرة للإذاعة. وبصرف النظر عن المرشحين حالياً وهم: نجوان قدرى ومجدى سليمان وعمرو عبدالحميد ومحمد نوار والدكتورة لمياء محمود ونادية مبروك. هناك أسماء أخرى علي أعلى مستوي يصلحون تماماً منهم: ميرفت خير الله نائب رئيس شبكة البرنامج العام، وعلى مراد وحسن مدنى. كل هؤلاء يصلحون، المهم أن يكون الاختيار حسب الكفاءة، وأن تكون المدة كافية للإنجاز وأيضاً الحساب على ما تحقق. أعلم تماماً أن الأمر برمته يمثل «صداع» لعصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون. أعتقد أن التأنى مطلوب في اختيار الرئيس الجديد للإذاعة. المهم عودة الاستقرار لكي يتفرغ الجميع للإبداع بعيداً عن المناصب الزائلة.