لم تمنع الحرارة والرطوبة تدفق السائحين لزيارة دبي ومشاهدة برج خليفة أعلى برج في العالم، حيث تستقبل مراكز التسوق والمطاعم والفنادق في الإمارة أعداداً أكبر من السياح والزائرين مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وهو أمر غير متوقع في شهور الصيف الحارة. ومع ارتفاع درجات الحرارة إلى ما بين 50 و60 مئوية في بعض مناطق الخليج يكون فصل الصيف في العادة هادئاً ويحرص سكانها المحليون والمغتربون على السفر إلى مناطق خارجية أكثر اعتدالاً في الطقس، لكن العام الحالي يختلف عن الأعوام السابقة. وقال خبير الضيافة "توراب سالم": "العامل الإقليمي هو العامل الرئيسي وبعض المقاصد المقابلة الأخرى مثل ما يحدث في اليونان وفي مصر والمقاصد الكبرى.. هذه الحركة السياحية حولت إلى دبي". وأضاف "سالم" الذي استند في معلوماته إلى بيانات فنادق الخمس نجوم: "إن نسبة الإشغال ارتفعت بما يتراوح بين 20 و22 بالمائة هذا الصيف، مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي، وإن بعض الفنادق حقق نسب إشغال بلغت 92 بالمائة". ولم ينج من الاضطرابات التي تجتاح المنطقة سوى دول قليلة، وتدفع الاضطرابات الإقليمية خاصة في دول الجذب السياحي مثل مصر وسورية السياح إلى تحويل مقصدهم على الإمارات. وتتجاوز مزايا التدفق السياحي قطاعات التجزئة والضيافة، حيث تحاول صناعة الطيران الاستفادة من الإقبال على زيارة دبي. وقال "أحمد خوري" النائب الأول لرئيس طيران الإمارات لمنطقة الخليج والشرق الأوسط وإيران: "إن شركته المملوكة لحكومة دبي قدمت عروضاً لسكان دول الخليج العربية الذين لم يتبق لهم سوى مقاصد محدودة يختارون منها هذا العام بسبب الاضطرابات في أجزاء كثيرة من الشرق الأوسط". وأضاف: "إن الطلب على الرحلات من جدة إلى دبي في شهر يوليو/تموز زادت بنسبة 59 بالمائة، ومن الرياض بنسبة 116 بالمائة مقارنة بصيف عام 2010". ويميل المواطنون في دول مجلس التعاون الخليجي إلى قضاء شهر رمضان في بلادهم، ويحل شهر الصيام هذا العام خلال العطلة الصيفية ولذا فقد قلص الفترة المتاحة للكثيرين للسفر للخارج، وهذا أحد العوامل الأخرى التي قال "خوري" إنها جعلت دبي تستهوي كثيراً من السياح الخليجيين. وعلى الرغم من أن أغلب المغتربين يعودون إلى بلادهم لقضاء شهر رمضان، تنم التوقعات لحجوزات الفنادق عن زيادة في الأرباح في خلال شهر الصيام في دبي هذا العام. وقال "سالم": "بالنسبة للحجوزات الحالية في رمضان في فنادق الخمس نجوم.. تتراوح في بعض الفنادق بين 35 و40 و45 بالمائة الآن وهو أمر لم يكن يحدث في المواسم الماضية لأن أغلب النشاط في رمضان يحدث في اللحظة الأخيرة.. لذلك إذا كان لديك نسبة حجز بين 35 و40 بالمائة فهذه بداية جيدة".وذكر "خوري" أن التوقعات لعيد الفطر ولشهر سبتمبر/أيلول أفضل من السنوات السابقة، لكنه لم يذكر أرقاماً محددة.