إن الترتيب التنازلى لأهم الصناعات فى العالم كالآتى : صناعة الأدوية ثم الغذاء فالأسلحة ثم السياحة ولا أغفل صناعة الدعارة التى تتباين بين الانسان والدول ويعف عنها الحيوان. وما يهمنى حاليا هو صناعة الاسلحة وما تحملة من موت ودمار وبكل بساطة فإن أى منتج صناعى يحتاج الى مستهلك وسوق وبائع ومشترٍ بل خلق اسواقاً جديدة وبالتالى مستهلكين جدد لزيادة الانتاج وزيادة الأرباح. فإذا طبقنا ذلك على صناعة الأسلحة نجد أن أهم بلاد تنتج هذه الأسلحة هى أمريكا وروسيا والصين وألمانيا وفرنسا.. ونجد أن انتاج الأسلحة وبيعها مثلا فى أمريكا يرتبط بالسياسة أما فى الصين فيتلازم مع الاقتصاد.. وأن هذه الاسلحة نوعان.. أسلحة حربية للجيوش للدفاع أو غزو دول أخرى للسيطرة على ثرواتها، ثم أسلحة قتالية للحروب الأهلية والجماعات الارهابية.. معنى هذا أن الانتاج أيا كان مساره وتسويقه يحتوى ضمنا على الموت والهلاك للجنس البشرى وحضارته. إن الكساد لأى منتج معناه الخسارة لهذا كان خلق أسواق لها أمراً حيوياً، وكما أن الكساد بوار للمنتج فإن الاستقرار بوار وخسارة أيضا لهذه الصناعة، بمعنى أن العالم يجب ان يكون فى حالة حرب دائمة لاستمرار إنتاج هذه الأسلحة ولعل أبسط مثال لذلك هو الفوضى الخلاقة التى نعانى منها اليوم من تقسيم الدول إلى دويلات وتغير الحدود وإذكاء النزاعات الدينية والعرقية، وهدم جيوش بعينها وتسليح جيوش جديده أخرى إلخ.. ولن أغوص فيما تفعله أمريكا وتركيا وإيران وقطر «حتى هذه اللحظة» وتسليح داعش ثم ضربها وتطلب الثمن ولننظر إلى ما آلت إليه العراق واليمن وسوريا ولبنان وليبيا. والآن من هو الذى يصنع هذه الأسلحة؟ يصنعها صناع متخصصون فتسليح الجيوش لها معايير وتسليح الحروب الأهلية لها مواصفات وتمويل الجماعات الارهابية لها سمات. ولا شك والحال هكذا يتطلب الامر وسطاء بين الناتج أى البائع والمشتري.. على أى حال هؤلاء المنتجون أطلق عليهم «صناع الموت» فكل رصاصة تنتج سوف تذهب بروح بشرية وكل قنبلة تطلق سوف تهدم صروحا مدنية. وللأسف علمت أن هناك بنوكا عالمية لمزاولة هذه المعاملات المالية تقوم بغسل الأموال ثم الوساطة بين البائع والمشتري والكارثة هى أننا الذين ننمى أعمال هذه البنوك بأموالنا المودعة وأموال بعض الأثرياء المساهمين. وأخيرا والأهم حاليا هو مرور الأيام تلتقى الأعياد ويتعانق الأحباء ويحتضن الهلال للصليب.. كل عام ونحن جميعا على محبة وسعادة ووفاء وأستبشر بأن الأيام القادمة مملوءة بالبشر والنماء. عضو الهيئة العليا