المتهم بريء حتي تثبت إدانته.. قاعدة قانونية لها معان أخري عند فريد الديب محامي مبارك، فالعدالة عند الديب لها وجوة كثيرة ، ما جعله ماركة مسجلة في الدفاع عن الفاسدين وناهبي خيرات البلد والمشوهين سياسيا وجنائيا، وإنقاذ عدد كبير منهم بحيل قانونية بارعة ابتكرها الرجل خصيصا لإفساد أي قضية حتي تحول إلي قائد ألتراس محامي الشيطان. الديب الذي يملك خبرة هائلة بالقانون لا يعرف سوي لغة المال.. المتهم عنده يقيم بملايينه ومن يدفع أكثر يجد الديب في انتظاره. لذا دأب الرجل علي الدفاع عن متهمين ضد مصلحة الوطن.. السفارة الاسرائيلية اختارته ليدافع عن الجاسوس عزام عزام وهاج الرأي عليه ولكنه لم يهتم بة كثيرا وخرج ليؤكد أنه دافع عن الجاسوس لاقتناعه بأنه لم يرتكب هذا الجرم.. وكأن الديب يملك فرقا استخباراتية كشفت حقيقة الجاسوس الذي تم حبسة 15 عاما بعد ثبوت التهمة عليه وخرج بعد ذلك في صفقة سياسية بعد 8 سنوات. وقتها لم يستطع محاميه ان ينطق بحرف واحد.. وسرعان ما عاد ليمارس هوايته في الدفاع عن الفاسدين فدافع عن هشام طلعت مصطفي في قضية قتل سوزان تميم، واستطاع أن ينقذ رقبته من الإعدام ويخفف الحكم الي السجن 15 عاما. في 22 مارس الماضي اعلن فريد الديب أنه سيترافع عن مبارك رسميا بعد أن أعلن موافقته علي الدفاع عن وزير داخليته حبيب العادلي.. ولكنه اضطر للاعتذار للتفرغ لقضية مبارك التي تشكل لة أهمية كبري ولم يهتم كعادته بالرأي العام الغاضب منه والمشتعل بسبب قبوله الدفاع عن مبارك الذي ارتكب جرائم عديدة في حق هذا الشعب.. فالديب وحده يري عكس ذلك تماما. ودائما ما يستخدم الديب وسائل الإعلام وسيلة للتأثير علي سير محاكمة موكليه..في قضية مبارك حاول تسريب وثائق عن بعض القضايا تثبت تورط أشخاص أخري في قضايا الفساد ليبرئ مبارك منها ويستخدمها أداة ضغط علي المحكمة باعتبار أن الرأي العام كله منقسم حول مبارك وهو ما يخالف الحقيقة.. محاولا خلق رأي عام مضاد لمحاكمة مبارك، تناسي أن الملايين خرجوا الي الشوارع والميادين ليهتفوا بسقوط النظام ومحاكمة مبارك وعندما شعروا ان هناك تباطؤا خرجوا في مليونيات عديدة للمطالبة بالقصاص. من شدة الغضب الشعبي علي الديب دشن عدد كبير من مستخدمي فيس بوك صفحات إدانة له ولمواقفه العدائية من ثورة يناير التي لا يعترف بها ويري من وجهة نظرة أنها خروج علي الشرعية كان آخرها جروب «معا لسحب الثقة من المحامي المرتزق فريد الديب» وهو الشعار الذي رفعه أعضاء الصفحة، مطالبين بسحب عضوية نقابة المحامين لقبوله الدفاع عن السفاحين مبارك والعادلي.. وبالفعل تقدم عدد كبير من المحامين بطلب سحب العضوية لخيانته شرف المهنة وقبوله الدفاع عن الفاسدين والقتلة إلا أن النقابة لم تتخذ أي موقف رسمي تجاه الديب ولم تصدر أي قرار ما زاد من ثورة المحامين ضده. ويتساءل البعض: ألم يتألم الديب للحظة من مشاهد قتل المتظاهرين والثوار في ميدان التحرير وهل إلي الآن لم يشم رائحة دماء الشهداء تخرج من بين أوراق القضية الخاصة بمبارك طالبة القصاص منه وإعدامه أم ان رائحة الأموال التي يتقاضاها ويصر علي إنكارها كفيلة بإسكات ضميرة المهني الذي قبل الدفاع عن قاتل وناهب خيرات مصر بل يستخدم كل الأسلحة غير المشروعة في الدفاع عنه. الديب لم يكتف بذلك بل حاول تضليل الرأي العام أيضا بتأكيدة أن الرئيس المخلوع لا يمتلك أي أموال في الخارج ولا عقارات وأن كل رصيده بضعة ملايين في البنك الأهلي وهو ما يخالف تصريحات بعض المسئولين في أمريكا وبعض دول أوروبا الذين أكدوا أن مبارك لديه أرصدة وعقارات في الخارج وتمادي الديب في تصريحاته مؤكدا ان مبارك أيد الثورة وكان معها من البداية وهو ما سخر منه الجميع فكيف يكون مبارك مع الثورة وفي الوقت نفسه يحاول إجهاضها.
