غاب الوازع الدينى والأخلاقى والإنسانى لدى أردوغان عندما امتشق زناد العداء السافر ضد سوريا ومضى يجهر بأحلامه الشيطانية فى إسقاطها.لقد نصب أردوغان نفسه رأس حربة لتنفيذ صفقة إبادة سوريا وجاء بسلوك يثير أكثر من علامة استفهام حول سبب اندفاعته العدوانية هذه ضد سوريا مستغلا موجة ثورات الجحيم العربى التى أطلق عليها تجاوزا الربيع العربى لتنفيذ المخطط الهادف إلى إقامة نظام إسلامى يكون مدخلا لارساء العثمانية الجديدة وهى الحلم الذى يسكنه. شجعه على ذلك سقوط أنظمة بن على فى تونس ومبارك فى مصر والقذافى فى ليبيا، فتطلع كى يمتد السقوط إلى سوريا على أمل أن تكون مدخلا طبيعيا يدلف منه نحو إقامة العثمانية الجديدة. أراد أردوغان أن يثبت للجميع قدرته على تنفيذ مخططاته الشيطانية بوصفه قوة إقليمية ودولية من الصعب تجاوزها. ولهذا لعب دور رأس الحربة التى يحركها الغرب ضد دول المنطقة، ففتح المجال أمام جماعات التطرف والارهاب كجماعة الاخوان الباغية وداعش والنصرة وقام بدعمهم وقدم الملاذ الآمن لكل من عمل ضد مصر وسوريا. احترف أردوغان رياضة الاستعراض السياسى غير أن أخطاءه جرفته نحو معانقة المواقف العدائية ضد سوريا تحديدا فكان أن حشد من أجل ذلك كل الأسلحة المادية والمعنوية. وخاب فأله عندما أفشلت سوريا المؤامرة الخارجية التى سلطت عليها وخرجت من دائرة الخطر ممسكة بثبات بالوضع الأمنى والقرار السياسى. ورغم محاولات أردوغان الظهور بأنه الأسد الجسور المالك لأوراق كثيرة يمكنه اللعب بها إلا أنه خسر فى الميدان بعد أن بدا أمام الجميع كمراهق سياسى فشل فى إدارة المواقف وإن كان قد نجح فى أمر واحد ألا وهو الاساءة إلى تركيا والإضرار بشعبها ومصالحها مع دول الجوار. مواقف ظلامية تبنتها تركيا وسياسات عقيمة انتهجتها استجابة لمصالح الناتو والغرب من جهة ولأطماعها التوسعية ونظرتها الاستعلائية من جهة أخرى، فأردوغان مازال يحلم بالعودة ثانية لاستعمار العرب وإقامة الامبراطورية العثمانية. ولهذا انخرط فى المؤامرة الكونية التى استهدفت سوريا العروبة من خلال الدور النجس الذى اعتمده ضدها.ورغم أن سورياعملت جاهدة على تبنى سياسة حسن الجوار مع الدولة التركيةإلا أن أردوغان قابلهابالجحود والتنكر من خلال الدعم والاسناد الذى قدمه للارهابيين والمرتزقة من أجل تقويضها. بيد أن سوريا قاومت المؤامرة وصمدت حتى الآن بسبب وحدة شعبها وصلابة جيشها وتماسك قواها الأمنية. ويبدو أن مقولة ( التاريخ يعيد نفسه) هى الأمل الذى مازال أردوغان يتعلق بأهدابه، فالمقولة تمثل توصيفا دقيقا للسياسة التركية حيال المنطقة العربية والتى تهدف فى النهاية إلى تحقيق حلمها فى استعادة الامبراطورية العثمانية. بيد أن هذا الحلم سينتهى به المطاف إلى أن يصبح كالهباء المنثور، فهو أشبه مايكون بأضغاث أحلام.