بمناسبة ما تردد فى الآونة الاخيرة عن اصدار قرار بقانون يحمى ثورتى 25 يناير، 30 يونية من التعرض لهما بالإساءة، نظرا لما تردد عنهما فى الآونة الاخيرة، سواء بالقدح ام بالمدح، وأيا ما كان الامر فأنا لست من انصار اصدار مثل هذا القرار بقانون لحماية ثورة الشعب من الشعب. اصدار القرار بقانون لمنع التعرض لثورتى يناير ويونية، فى حقيقة الامر يعتبر تكميما للأفواه حول ابداء الآراء حولهما، والتى قد تكون متباينة بالنسبة للثورتين الشعبيتين، وحرمان الشعب من مناقشتهما وابداء الرأى فيهما أيا كان هذا الرأى، فالأصل ان هاتين الثورتين هما ملك للشعب، ومن حق الشعب ان يبدى فيهما ما يراه من مدح او قدح، والعبرة فى ذلك لحكم الاغلبية الشعبية او لساحة القضاء اذا ما احيل الامر اليه، وعلى ذلك فأنا لست من انصار تكميم الافواه عامة وبصفة خاصة فى الثورات الشعبية والتعليق عليها بما يراه الشعب باعتبار انه هو صاحبها الاصلى. اما بالنسبة لما اشيع عن ثورة 25 يناير باعتبارها مؤامرة وليست ثورة، فهذا الامر – فى تقديرى – يحتاج منا المزيد من البحث والتدقيق. فهل ينكر احد ان امريكا وحلفاءها فى اعقاب احداث 11 سبتمبر 2001 قد عقدوا العزم على ضرورة تفتيت وتقسيم وتخريب منطقة الشرق الاوسط، انتقاما لما حدث فى امريكا وبعض الدول الغربية فى ذاك الوقت ؟؟ وهل ينكر احد ان وزيرة خارجية امريكا فى ذاك الوقت (كونداليزاريس) قد اعلنت جهارا نهارا وبأعلى صوت انه سيكون فى منطقة الشرق الاوسط فوضى خلاقة، سوف يترتب عليها شرق اوسط جديد، حسبما خططوا ورسموا له ؟؟ هل ينكر احد كل هذا ؟؟ وهل ينكر احد انه منذ هذا التاريخ بدأت اتصالات مشبوهة بين البعض من اخوان الشياطين والمسئولين الامريكيين وصولا إلى مخططهم فى منطقة الشرق الاوسط؟؟ وهل ينكر احد انه حتى يومنا هذا مازالت امريكا وحلفاؤها مصممين على تنفيذ مخططهم المسموم فى منطقة الشرق الأوسط لتخريبه وتدميره وتفتيته وتقسيمه، مستعينين فى ذلك بالجبهات الاسلامية المتشددة فى المنطقة؟؟ فإذا كانت كل هذه حقائق ثبتت ومعروفة. اذن، فالأمر يحتمل الشك – ولو لواحد فى المائة–نحو كيفية قيام ثورة 25 يناير، وعما اذا كان قد تم التخطيط لها من امريكا بمعاونة اخوان الشياطين وبعض الشباب المضلل من المصريين الذين غرر بهم ليشعلوا نار الثورة، مستعينين فى ذلك بالمخطط الصهيوأمريكى المسموم فى المنطقة؟؟ ورغم وجاهة ما يقال من ان ثورة يناير قد تم التحضير لها بتخطيط وتدبير صهيوأمريكى، فلا يمكن لاحد أن ينكر–أيا كان دور هذا التخطيط والتدبير – ان شعب مصر كله قد هب ثائرا فى 25 يناير 2011 لرفع الظلم عن كاهله، لقد عايشت بنفسى خروج الشعب المصرى عن بكرة ابيه للشوارع والميادين، مطالبين بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، كل ذلك نتيجة لما عاناه فى كافة النواحى فى العهد المنصرم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وكافة نواحى المعيشة، هذا فضلا عن الفساد الذى عم كل مناحى الحياة بسبب سوء ادارة البلاد. من هنا، يمكننا القول إن ثورة 25 يناير 2011 تم اشعال نارها بتدبير صهيوأمريكى، ولكن شعب مصر قد رأى فى مثل هذه الشرارة القشة التى يمكن ان تخلصه من المعاناة التى يعيشها فى العهد المنصرم، فهب ثائرا للخلاص من هذا الظلم الواقع على كاهله. ولكن مع الاسف الشديد، فان اخوان الشياطين، الذين كانوا على علم منذ البداية بهذا المخطط الصهيوأمريكى، استطاعوا بجدارة ان يثبوا على ثورة الشعب، ويتمكنوا من حكم البلاد، نظرا لانهم–فى هذا الوقت – كانوا هم اقوى تنظيم فى مصر. ولكن، سرعان ما فطن شعب مصر لهذا المخطط الصهيوأمريكى، الذى يهدف إلى تخريب وتدمير وتفتيت مصرنا العزيزة، باعتبارها اعرق واقوى بلد فى المنطقة، فهب ثائرا مرة اخرى فى 30 يونيه 2013، للخلاص من هذه المؤامرة السوداء، التى تهدف إلى تخريب وتفتيت وتقسيم مصرنا العزيزة، تماما كما حدث فى ليبيا وفى سوريا وفى اليمن وفى العراق، فكان الدور باقيا على مصر، حتى اذا ما سقطت – لا سمح الله – سقطت معها باقى دول المنطقة. لقد هب شعب مصر فى تلك ثورة المجيدة للخلاص من المخطط المسموم، الذى حاكت خيوطه امريكا واعوانها وحلفاؤها خاصة تركيا وقطر، ولولا رعاية الله سبحانه وتعالى وشجاعة جيشنا العظيم، لما تمكنت مصر من الفكاك من اذرع هذا الأخطبوط التى التفت حول الشرق الاوسط كله وعلى الأخص امنا العزيزة مصر. أخيرا اقول.. وبدون زعل.. لقد قامت ثورة يناير بتدبير وتخطيط اجنبى، الا ان الشعب المصرى قد وجد فيه القشة التى قد يكون فيها الخلاص من الفساد الذى لحق البلاد فى عهد مبارك، اما ثورة يونية فقد قام بها شعب مصر للخلاص من المخطط الصهيوأمريكى الذى تم تدبيره بهدف تخريب وتدمير منطقة الشرق الاوسط، ونحمد الله عز وجل ان جيش مصر الجسور استطاع–فى الوقت المناسب – الدفاع عن رغبات الشعب المصرى وتحقيق آماله وامانيه. عاشت مصر وعاش شعب مصر وعاش جيشها العظيم.