إن كان الاستفتاء الذي تم في اليومين الماضيين علي دستور مصر، يعتبر بمثابة البداية الصحيحة - بإذن الله - علي طريق المستقبل الزاهر لكل مصري حر حريص علي وطنه، فإنه بالنسبة لإخوان الشياطين يعتبر مسألة حياة أو موت. هذا الاستفتاء، والذي أتوقع - بإذن الله - أن تكون نتيجته النهائية طيبة للغاية، هو في حقيقة الأمر بالنسبة للمصري الحق، هو البداية الصحيحة علي الطريق، فمتي اعلنت نتيجة الاستفتاء النهائية بنعم، فهذا يعني ان مصر قد وضعت اولي خطواتها علي طريق الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية. فمن المعروف ان الدستور هو بمثابة عقد اجتماعي بين الشعب والدولة، يبين فيه حقوق والتزامات كل منهما قبل الآخر. وبالتالي، فهو ببساطة شديدة يعتبر بمثابة جواز مرور الشعب - بإذن الله - إلي طريق التقدم والرخاء. هذا بالطبع هو شعور المصري الحق، أما بالنسبة لإخوان الشياطين ومن يسير في فلكهم، فهذه هي البداية لانهيار أحلامهم والقضاء علي مخططاتهم المسمومة، التي رسمتها لهم بعض دول الغرب وأمريكا وإسرائيل، والتي يقومون بتنفيذها بالنيابة عنهم. الحلم الذي تصوره إخوان الشياطين عن حكمهم للبلاد وإنشاء إمارتهم الإسلامية الكبرى وبالتالي القضاء علي دول منطقة الشرق الاوسط بما فيها مصر، هذا الحلم سيصبح هباء وستتلاشى معالمه يوما بعد يوم بمجرد ظهور نتيجة الاستفتاء بنعم، والتي سيتلوها انتخابات الرئاسة والبرلمان. ويا ليت الأمر سينتهي الي ضياع أحلام وأوهام اخوان الشياطين ومن يسير في ركبهم، إنما الأهم من ذلك كله أنهم قد انكشفوا تماما وسقطت عنهم ورقة التوت، فانفضحوا أمام الشعب المصري كله بمخططاتهم المسمومة وأساليبهم الاجرامية، التي يسعون من خلالها إلي فرض أحلامهم وأوهامهم بالقوة والترويع والقتل والإرهاب. لقد خططت بعض الدول الغرب وأمريكا وإسرائيل وأعدت العدة لتدمير منطقة الشرق الأوسط بما فيها مصر، ثم لم تجد وسيلة لتنفيذ هذا المخطط المسموم أفضل من اخوان الشياطين واتباعهم. دول الغرب تعلم جيدا أن إخوان الشياطين يتحرقون شوقا للوصول الي حكم البلاد منذ ما يزيد علي ثمانين عاما، ودول الغرب ايضا تعلم ان اخوان الشياطين متي وصلوا الي الحكم سيسعون إلي تدمير منطقة الشرق الاوسط وتفتيتها وتقسيمها والقضاء علي جيوشها. من هنا، كانت المصلحة مشتركة بين دول الغرب وبين إخوان الشياطين واعوانهم. إصرار دول الغرب وعلي رأسها أمريكا وإسرائيل حتي يومنا هذا، علي مساندة إخوان الشياطين في مصر، بالقطع ليس هذا حبا فيهم أو في الشرعية أو في الديمقراطية كما يدعون، وإنما هو لرغبتهم الملحة في تنفيذ مخططهم المسموم، بتدمير منطقة الشرق الأوسط بما فيها مصر، وتفتيتها وتقسيمها والقضاء علي جيوشها. من هنا، فان نجاح مصر في أولي خطواتها لاعتماد دستور البلاد، هو في حقيقة الأمر سيكون بمثابة ضربة قاصمة للقضاء علي احلام واوهام، كل من دول الغرب وإخوان الشياطين معا. أعود فأقول: اعتماد دستور البلاد وإن كان هو البداية علي الطريق الصحيح للديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، فإن هذه البداية من المؤكد ستتوج حتما بالنجاح - بإذن الله - مع الانتهاء من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وقتها فقط سنكون قد أجهزنا تماما علي أحلام الغرب وأعوانهم من إخوان الشياطين في منطقة الشرق الاوسط كلها. من هنا، فإن مسألة الاستفتاء علي الدستور وما يليه من انتخابات رئاسية وتشريعية، تعتبر مسألة حياة أو موت بالنسبة لدول الغرب وأمريكا وإسرائيل والمنفذين لمخططاتهم المسمومة من اخوان الشياطين. فكل هؤلاء لن يدخروا في تلك المرحلة الحاسمة وسعا لتنفيذ مخططاتهم المسمومة لتدمير منطقة الشرق الاوسط وتقسيمها وتفتيتها والقضاء علي جيوشها تماما. فالمسألة الآن، تعتبر بالنسبة لمصر وشعب مصر مرحلة فارقة للخلاص من هذا الطاغوت، وفي نفس الوقت هي مسألة حياة أو موت للآخرين. أحمد الله أن ما أظهرته النتائج الأولية للاستفتاء بالخارج كانت مبشرة بكل الخير، علي الإقبال الشعبي علي الاستفتاء، باعتباره الخطوة الاولي للطريق الحق. أخيرا... لا يسعني غير التوجه بالتحية للشعب المصري العظيم، الذي اكتشف هذا المخطط المسموم مبكرا، واستطاع أن يلفظه في ثورة 30 يونية المجيدة. كما لا يفوتني أيضا التوجه بالتحية لقواتنا المسلحة ورجال الشرطة، لحمايتهما شعب مصر العظيم أثناء عملية الاستفتاء علي الدستور، ومن قبل مساندته في انتفاضته ضد الطاغوت ومن ورائه من قوي الشر والهلاك. حفظ الله مصر وسدد علي طريق الحق خطوات كل مخلص أمين لها.